اليمنُ السعيد في بداية عام جديد..بقلم/ بلقيس علي السلطان
ها نحن على أعتابِ طي صفحة جديدة لسنة ميلادية تنقضي، كتبت عليها الكثير والكثير من الأحداث والمواقف، وحملت الكثيرَ من العناوين البارزة، منها الهُدنة التي اختار المعتدون أن تكون عنواناً لتنكرهم وتملصهم من حقوق الشعب وإعلان هزائمهم تحت مبرّر الهدنة والحوار السلمي!
كما أن نهب النفط الخام من المناطق المحتلّة كان عنواناً آخرَ لأحداث هامة في العام المنصرم، أبت الطائرات المسيرة إلا أن تشارك في أحداثه ليكون عنوانه الأبرز أن لا مساسَ بمقدرات الشعب وثرواته، كما أن العروض العسكرية المبهرة احتلت صدارة العناوين للسنة الماضية بصور لن تمحوها الذاكرة لجيش متلاحم قوي كالبنيان المرصوص، يعلن جهوزيتَه العالية لمواجهة الأحداث القادمة كما واجه الأحداث السابقة بكل شموخ وثبات وانتصارات تعجز الكلمات عن وصفها وتحليلها.
كما أن الجبهة الزراعية كانت حاضرةً لتحمل عنوان السير نحو الاكتفاء الذاتي، ولتسطر نهضة ملموسةً بخُطًى حثيثة على صعيد التنمية الزراعية واستغلال المساحات الشاسعة الصالحة للزراعة وإعادة تفعيل المدرجات الزراعية والقيعان التي كانت تمثل المخزون الرئيسي للحبوب المختلفة، وتدخل التنمية الزراعية في عامها الجديد بطموحات وخطط تنموية قوية وأهداف تسعى للاكتفاء الذاتي لشعب حوصر في غذائه وقوته الضروري.
أما الجبهة الإعلامية والتي سطّرت عنوانَ الوعي والصمود، وبالرغم من المعاناة والاستهداف للمؤسّسات الإعلامية والإهمال من الداخل، إلا أن وسائل الإعلام الوطنية تقف بكل شموخ بالرغم من جراح كوادرها ومعاناتهم، إلا واجبهم الجهادي والإعلامي حتم عليهم الصمود والثبات في وجه العواصف والظروف المؤلمة، ليقف الإعلام اليمني الوطني إلى جانب شعبه وأمته حاملاً رسائل الوعي والتواصي بالصبر، وكان له دورُه البارز في التحشيد للجبهات ورفدها بالقوافل، كما أنه كان الصوتَ الحر في زمن العبودية والإذلال والخضوع، فأوصل صوت المجاهدين من خضم المعارك مع أزيز الرصاص وأصوات المدافع، كما كان صوت الجريح وصوت الأسير، وصوت أسر الشهداء، وَأَيْـضاً كان له الدور في التكاتف المجتمعي والتكافل لمن مسه الضر من أبناء المجتمع وممن أحدث فيهم العدوان شرخ الحاجة والمرض، فنقل الصورة المشرفة للشعب الصامد والثابت، ونقل أصوات العزة والشموخ، وسطر كتابات الحرية والاستقلال والسمو.
يدخل اليمن السعيد عامه الجديد بعنوانه الأوحد لكل السنوات الماضية والحاضرة بأنه سيظل اليمن السعيد، السعيد بمجاهديه وثباتهم واستبسالهم وتضحياتهم، السعيد بقائده العلم الذي يقوده نحو الشموخ والعزة والحرية والاستقلال والوعي والبصيرة، السعيد بقوته الصاروخية والمسيرة التي أدخلت السعادة في القلوب التي سعى العدوان لإدخَال الحزن والألم فيها، بردعها للمعتدين وإخضاعهم وإذلالهم.
اليمن السعيد بشعب صامد ثابت قوي تحدى الصعاب ووقف فوق جمرات الحرب والحصار لثمان سنوات شداد من الغارات وانقطاع المرتبات وإغلاق كُـلّ منافذ الحياة، إلا أنهم لم يستطيعوا إغلاق نافذة الصبر والصمود والتوكل على الله والثقة بأنه ناصر المستضعفين ومهلك المتجبرين والعاقبة للمتقين.