أنا متعاطِفٌ مع عملاء العدوان..بقلم/ د. مهيوب الحسام

أعلمُ أنه قد يستفزُّك إن قلت إني متعاطِفٌ مع العناصر العميلة للعدوان، وقد لا يشاركني لأول وهلة كثيرٌ من الأحرار الشرفاء من أبناء الشعب اليمني العظيم أَو يتفق مع ما سأقوله ولكن المعركة معركة وعي في النهاية فنعم كلنا نرفض ما تقوم به هذه العناصر التي تخدم العدوان في الداخل من نشر الشائعات والأضاليل والأكاذيب ونريد من الجهات الرسمية إنزالَ أقسى العقوبات بحقهم، وهذه غيرة دينية ووطنية محمودة، وقد أخالف البعض رأيَه للحل، حَيثُ أجدني متعاطفاً مع هذه الأوراق التي يحركها العدوان بين الفينة والأُخرى ولأسباب أجدُها منطقيةً وواقعيةً منها:

أولاً: نحن نعلم ما تعرِّضَ له بعضُ هؤلاء من قبل العدوان، وخُصُوصاً تلك العناصرَ التي عملت معه وعاشت فترةً من الزمن في كنفه وأحضانه وندرك ما تعرضوا له أثناءَ تجنيدهم من أساليب قذرة وما يمارَسُ عليهم من ضغوط نفسية من قبل العدوان ومشغيلهم من قيادات المرتزِقة للقيام بهذا العمل المرفوض جملة وتفصيلاً ولكن إذَا ما أدركنا بأن العدوان قد انتزع منهم أهم ما يمتلكون من حياءٍ وعفة وعزة وكرامة رغما وهذه طبيعة وسلوك كُـلّ مستعمر غاز ومحتلّ.

ثانياً: أنْ لا أعفيهم من مسؤولية ما يقومون به، ولكني قد لا أحملهم كُـلّ المسؤولية؛ باعتبارهم في النهاية ضحايا للعدوان ودعوني أحمّل سلطاتنا الوطنية في صنعاء بعض المسؤولية وهي التي أطلقت ولا تزال مشكورةً العفوَ العامَّ لكل من يعود من هؤلاء لوطنه وهي تستقبلهم بكل حفاوة وتكريم مشكورة ولكنها لم تضع وهي تستقبلهم حالتهم في الاعتبار خُصُوصاً وهي تعلم جيِّدًا ما يحل بمن تجندهم مخابرات الغزاة والمحتلّين المستعمرين من فلسطين والعراق… إلخ وليس بخافٍ عنها وعنا ما يحصل لأبناء الشعب اليمني في المناطق المحتلّة في سجون العدوان السرية أصيله وأدواته التنفيذية السعوإماراتية وهو ما يجب وضعه في الاعتبار.

ثالثاً: إن الحلَّ لهذه المعضلة من قبل سلطاتنا الوطنية في صنعاء هي عمليةٌ سهلة جِـدًّا ولا يحتاج لعناء، حَيثُ يجبُ على الجهات الرسمية وهي تستقبلُ أُولئك العائدين من العمل مع العدوان أن تستعين بخبراء وطنيين ومتخصصين بالطب النفسي وخبراء في لُغة الجسد لملاحظة من تبدو عليه ملامح مثل هؤلاء ومن ثَم العمل على إعدادهم وإعادة تأهيلهم نفسيا وروحيا قبل عودتهم لأسرهم وأطفالهم خُصُوصاً أن هذه مسؤولية الدولة تجاه هؤلاء مع الآخذ بعين الاعتبار ما يلي:

1) عدم تعجُّل الجهات الرسمية المسؤولة في إعلانِ عودةِ هؤلاء إلا بعد القيام بما يجب عليها تجاهَهم، وهي مسؤولية وواجب تجاه رعاية هؤلاء وإعادة تأهليهم وحماية أسرهم ومجتمعاتهم.

2) وهذا العمل يتطلبُ السريةَ والحفاظَ على خصوصيات هؤلاء ليعودوا لأهلهم أشخاصاً طبيعيين.

3) رعاية وإعادة تأهيل من عمل نظام الوَصاية على حرفهم عن المسار الوطني والأخلاقي والقيمي لمَن هم في الداخل وبنفس الطريقة.

أخيراً قد لا يعلم هؤلاء بأن الأنصارَ يتواجدون في الوظيفة العامة بنسبة 2 % ويحضرون بنسبة 90 % على خطوط النار؛ دفاعاً عن بلدهم وشعبهم، والله المستعان.