الجرائمُ الأمريكيةُ في حق الشعوب.. حربُ فيتنام ..بقلم/ د. فؤاد عبدالوهَّـاب الشامي
بدأت أمريكا تدخُّلَها في فيتنام عام 1955م من خلال إرسال 400 فرد من الخبراء والمستشارين لدعم حكومة سايغون (فيتنام الجنوبية)، ومع مرور الوقت كان عدد الجنود يرتفع والتدخل الأمريكي يتوسع، ولكن لم تعلن أمريكا تدخُّلَها الشاملَ بشكل رسمي في فيتنام إلَّا في عام 1961م، وفي عام 1965م وصل عدد الجنود إلى 200 ألف جندي ومع انتهاء الحرب في 1973م كان عددهم قد وصل إلى أكثر من نصف مليون جندي أمريكي.
وخلال الحرب استهدفت أمريكا كُـلّ شيء في فيتنام البشرَ، والشجرَ والحجر، حَيثُ ارتكبت جرائم إبادة للبشر، مدنيين وعسكريين، رجالاً ونساءً وأطفالاً بشكل متعمد، وتقدر المصادر المختلفة عدد ضحايا حرب فيتنام بخمسة ملايين شخص منهم مليون عسكري والبقية من المدنيين وتم تهجير 12 مليون شخص، وكانت القوات الأمريكية تقوم بإخراج السكان من قراهم وتقوم بهدمها أَو حرقها، وقد تم تهديم مئات القرى في مناطق القتال، كما كانت تقوم بإحراق مساحات شاسعة من الغابات والمناطق الزراعية مستخدمةً في ذلك الوسائل التقليدية والمواد الكيماوية، ولم تتورع أمريكا عن استخدام أية وسيلة ممكنة بغض النظر عن شرعيتها لتحقيق أهدافها والقضاء على أعدائها، وكان الهدف من التدخل في فيتنام هو السيطرة على البلاد ونهب ثرواتها من النفط وغيره، وبعد أن تنجح في ذلك كانت تفكر في أن تتجه نحو بقية بلدان جنوب آسيا.
ومن أهم الجرائم الأمريكية في فيتنام:
- جريمةُ العامل البرتقالي: وهو الاسم الحركي لمبيدات الأعشاب، حَيثُ قامت القوات الأمريكية برش ما يقارب من عشرين مليون جالون من هذا المبيد على 500 مليون فدان من الأدغال والمزارع في مناطق القتال، ونتيجة لذلك وصل عدد القتلى والمشوهين إلى ما يقارب من 400 ألف شخص إضافة إلى أن 500 ألف طفل وُلدوا مشوهين بعيوب خَلْقية.
- منعُ السكان من الزراعة: حوّل الأمريكيون مساحاتٍ شاسعةً من المناطق الزراعية إلى ساحات معاركَ لإخراج السكان من أراضيهم وقراْهم وإضرام النار فيها وتحويلهم إلى لاجئين في مناطقَ بعيدة؛ وكل ذلك بهَدفِ منع العمل في الزراعة وحرمان السكان من الحصول على المنتجات الزراعية التي يعتمدون عليها في توفير الغذاء.
في ما سبق تم تسليط الضوء على جزء بسيط من الجرائم التي ارتكبتها القوات الأمريكية في فيتنام؛ باعتبارها شواهدَ على طاغوت العصر (أمريكا).