الإماراتُ والسعوديّةُ تنفقان أكثرَ من مليار دولار في ليلة رأس السنة الميلادية 2023م
المسيرة | متابعة خَاصَّة
تُعَدُّ تكلفةُ الألعاب النارية والأضواء الكرنفالية ليلةَ رأس السنة الميلادية الجديدة من الأسئلة التي يطرحُها الكثيرُ من الأشخاص في مختلف دول العالم؛ مِن أجل التعرف على تكلفتها، والتي يتم إطلاقُها وإبراز مظاهرها في مختلف دول وعواصم العالم؛ ابتهاجاً بحلول العام الميلادي الجديد، حَيثُ تعتبر ليلة رأس السنة الميلادية، من الليالي التي يتم إحياؤها من قبل كافة المجتمعات الغربية والمسيحية، يحيونها بفعالياتٍ صاخبة تواكب الاحتفالات الكبيرة، إطلاق الألعاب النارية المختلفة والحفلات الغنائية التي يقدمها نجوم الفن في مختلف المجالات في العالم.
في هذه المناسبة، وفي البلدان العربية والإسلامية لم يعد الجدلُ حول جواز الاحتفال بها من حرمته يشغلُ تفكيرَهم، فقد باتت في الآونة الأخير جزءًا من حياتهم وممارساتهم، تختلفُ عاداتُ الطقوس والاحتفالات بها وتتفاوت من دولةٍ لأُخرى، وأضحت اللغة الأبرز في هذه الاحتفالات هي تلك الألعاب النارية والأضواء الكرنفالية التي تزين ناطحات السحاب في بلدان الخليج.
في التفاصيل، نضع القارئ الكريم في الصورة ونستعرض حجم التكلفة المالية التي تنفقها هذه الدول خلال ليلةٍ واحدةٍ فقط، بحسب التقارير والتصريحات الرسمية، وتأكيدات الشركات العالمية المصنعة للألعاب النارية وخبراء الهندسة الضوئية الإلكترونية.
تكلفةُ الاحتفال ليلة رأس السنة الميلادية 2023م في دولة الإمارات
حرصت دولةُ الإمارات خلال السنوات العشر الماضية، على إطلاق الكثير من الاحتفالات الهامة مع حلول رأس السنة الميلادية، حَيثُ تشهد مدنها إطلاق عدد كبير من الألعاب النارية التي تزيين السماء مع حلول اليوم الأخير من السنة الميلادية، وجاءت تكاليف الألعاب النارية والأضواء في ليلة رأس السنة مفتتح العام 2023م، كالتالي:
تكلفةُ الألعاب النارية ليلة رأس السنة في أبوظبي
عملت العاصمة الإماراتية أبوظبي على إطلاق العديد من الاحتفالات القوية بمناسبة حلول رأس السنة الميلادية، حَيثُ أوضحت بعض التقارير الرسمية أن أبوظبي تحرص على تقديم عروض للألعاب النارية والمفرقعات على مدار 30 دقيقة تقريبًا، حَيثُ تصل التكاليف لأكثر من 250 مليون دولار أمريكي، يتم فيها استخدام أكثر من 42 ألف لُعبة نارية في ثلاث مناطق مختلفة من العاصمة، ناهيك عن الأضواء التي تزين عموم الأبراج والشواطئ والشوارع العامة، ناهيك عن الحفلات الغنائية الراقصة حتى صباح اليوم التالي.
تكلفةُ الألعاب النارية ليلة رأس السنة في دُبي
تعد مدينة دبي من أكثرِ المناطق وأشهرها حول العالم، التي تشهد أصخب الاحتفالات بحلول العام الميلادي الجديد، والتي تجذبُ ملايين الزوار من مختلف دول العالم وليس من داخل الإمارات العربية المتحدة، حَيثُ تصل تكاليف احتفال مدينة دبي برأس السنة الميلادية 2023م فق تقارير رسمية، لأكثر من 450 مليون دولار أمريكي، ويشمل ذلك الرقم إطلاق العديد من المفرقعات والألعاب النارية في كافة المناطق، ويعد برج خليفة من أبرز أماكن الاحتفال، والذي يشهد إطلاق أكبر عدد في العالم من الألعاب النارية والأضواء الإلكترونية التي تغطي البرج بالكامل، بالإضافة إلى مجمع النخلة وغيرها.
تكلفةُ الألعاب النارية ليلة رأس السنة في رأس الخيمة
إن مدينةَ رأس الخيمة الإماراتية، واحدة من أشهر أماكن احتفالات رأس السنة على مستوى المنطقة، والتي ينتظرها كافة الأشخاص؛ مِن أجل متابعة الاحتفال المبهر التي تقدمه على مدار ربع ساعة تقريبًا، حَيثُ استخدمت الكثير من المفرقعات وأحدث وسائل التكنولوجيا لإشعال المفرقعات، حَيثُ تصل التكلفة لأكثر من 6 ملايين دولار أمريكي تقريبًا، والتي تشهد إطلاق أكثر من 11 ألفَ قذيفة جوية.
تكلفةُ الألعاب النارية ليلة رأس السنة في عجمان
وتقدِّمُ مدينةُ عجمان الإماراتية، عدداً كبيراً من الاحتفالات في مختلف مناطقها السياحية، والتي تستقطب آلاف المشاهدين من مختلف دول العالم، حَيثُ تقدم ألعاب نارية من فوق أبراجها المتعددة، وتشير الأرقام الرسمية أن تكلفة الألعاب النارية والأضواء في عجمان وصلت إلى أكثر من 4 ملايين دولار أمريكي، وتشهد إطلاق أكثر من 400 نوع مختلف من الألعاب النارية.
تكلفةُ الاحتفال والألعاب النارية ليلة رأس السنة 2023م في السعوديّة
تحتفلُ المملكةُ العربية السعوديّة، بحلول العام الميلادي الجديد 2023م، من خلال إطلاق عدد كبير من الاحتفالات والعروض والألعاب النارية التي تزيين سماء العاصمة السعوديّة الرياض، حَيثُ تبرز من مدينة الرياض الكثير من مظاهر الاحتفال والفعاليات الخَاصَّة ببداية العام الجديد، تحت رعاية الهيئة العامة للترفيه، وذلك كجزء من افتتاح موسم الرياض لعام 2022م، الذي بدأ فاعليته في شهر أُكتوبر من عام 2020م، وتشهد الفاعليات تقديم الكثير من الفقرات كما تشهد تقديم حفلات من الفن والترفيه، احتضنت خلالها الكثير من نجوم الفن في العالم.
وبدأت الاحتفالاتُ من شهر نوفمبر وتصاعدت مع اقتراب نهاية العام وبالأخص الأسبوع الأخير في شهر ديسمبر لعام 2022م، والتي استقطبت خلال الفترة، بحسب التلفزيون السعوديّ الرسمي، أكثر من 5 ملايين مواطن سعوديّ وأجنبي، للاستمتاع مع الحفلات الفنية الساهرة التي شهدتها الرياض، وبحسب تقارير رسمية فقد بلغت الميزانية المعدة من هيئة الترفيه السعوديّة والخَاصَّة بالاحتفال برأس السنة الميلادية 2023م، من الأضواء الإلكترونية والألعاب النارية في الرياض فقط، إلى 300 مليون دولار أمريكي.
خلال هذا العام تم إطلاق مسمى ساحة الألعاب النارية على اسم ساحة بوليفارد الرياض، حَيثُ بدأت منها عروض الألعاب النارية مع حلول آخر دقيقة في ليلة نهاية العام (22)، وبداية العام الجديد (23)، بالتزامن مع عروض انطلقت من برج المملكة، ومن فندق نارسيس، وفندق قرطبة، كما تم تهيئة منطقة تجمع حشود المحتفلين للاستمتاع والمشاهدة من موقع ديناميكي عند تقاطع شارع التحلية والعليا، على بعد لحظات من المحلات التجارية والمطاعم والحياة الليلية الصاخبة والأكثر تميزاً في الرياض، حَيثُ جرت العادة فَـإنَّ هذه الفعاليات ستدوم حتى وقت متأخر من ساعات الفجر وصباح اليوم التالي.
مشروعيةُ الاحتفال برأس السنة الميلادية
تجدُرُ الإشارة، إلى أن حُكمَ الاحتفال بالكريسماس ورأس السنة الميلادية، ظل سؤالاً حائراً بين المسلمين عامةً والسعوديّين والخليجيين على وجه الخصوص، وينتشرُ في نهاية كُـلّ عام ميلادي؛ بسَببِ التحريمِ المسبَقِ من قبل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعوديّة، لكنها ومع توجّـهات ابن سلمان للانفتاح والترفيه، وبعد أن حسمت دارُ الإفتاء السعوديّة الجدل، وأكّـدت دارُ الإفتاء، في فتوى تالية لها، أن “احتفالَ المسلمين بميلاد السيد المسيح (ع) أمرٌ مشروعٌ لا حُرمة فيه؛ لأَنَّه تعبيرٌ عن الفرح به، كما أن فيه تأسِّياً بالنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- القائل في حقه: «أَنَا أولى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فِي الدُّنْيَا وَالآخرة، لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ» رواه البخاري”.
والإفتاءُ السعوديّة في إجابتها عن سؤال: «هل يجوزُ احتفالُ المسلمين مع المسيحيين وتهنئتهم في رأس السنة الميلادية؟»، قالت: إن “المسلمين يؤمنون بأنبياء الله تعالى ورسله كلهم، ولا يفرقون بين أحد منهم، ويفرحون بأيامِ ولادتهم، وهم حين يحتفلون بها يفعلون ذلك شُكراً لله تعالى على نعمة إرسالهم هداية للبشرية ونوراً ورحمة، فَـإنَّها من أكبر نِعم الله تعالى على البشر”، إلا أن الإفتاء السعودية تعارِضُ -في تناقض عجيب- احتفالات المسلمين بمناسبة المولد النبوي الشريف وتصفهُ بالبدعة!.