المفسبكون وسقوطُ الأقنعة!..بقلم/ عبدالملك المساوى
ظهرت شريحةُ ما يسمى بالناشطين الإعلاميين -مفسبكين وتويتريين ونحوهم- مع ظهور العديد من الشباب والكُتَّاب الرافضين أَو المنضمين لما عُرف بالربيع العربي، وحظيت تلك الفئة بقبولٍ ما في الأوساط نتيجة لوجود أرضية ملائمة تمثلت في الصراع وتسابق الناس للحصول على المعلومات والأخبار، واستثمروا ذلك الموضوع وحصلوا عبر تمرير الأخبار والتهكم على نسبة من المتابعين، وبالتدريج تحول العديد من أُولئك إلى قوى إعلامية وموجهات رأي عام عاطفي مزاجي وفق أجندة تتبع أشخاص أو كيانات تتبع دول العدوان من خلال تبنيهم توجيه التهكم والتجريح والمزايدات وإطلاق الادعاءات والفبركة واختلاق الأكاذيب والشائعات والتحريض ضد الأنصار.
فمن ترديد أسطوانة: الروافض والمجوس، سب الصحابة، إلى ترديدهم أسطوانة: إيران، التدخل الإيراني، المشروع الفارسي.. إلخ، ثم تغيرت أَيَّـام فترة تحريض فتنة عفاش إلى تلفيق وترويج الدعايات الكاذبة بأن المشرفين يعيشون في ترف وبذخ يشترون ويعمرون الفلل والعمائر والأراضي… إلخ.
اليوم أسطوانة أبواق التحريض تشتغل على أنصار الله باسم الفساد والفاسدين واللصوص والسرق المتهبشين على خلق الله.. إلخ، على قاعدة، اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس مصحوبة بهالة إعلامية مكثّـفة تحريضية تهويلية وتضخيمية، تدور في فلك العدوان، إذ يتضح جليًّا لمن يتابع تلك الصفحات الصفراء أن المخرج واحد، نمطية توجّـه لاستهداف الجبهة الداخلية الصامدة في وجه العدوان على اليمن منذ ثمان سنوات، تهدف إلى ضرب معنويات المجتمع، وزرع اليأس والهزيمة النفسية في أوساطهم، وإثارة السخط الشعبي ضد متصدري دفة المواجهة، لضرب الجبهة الداخلية وشق وحدة الصف الوطني، وتثبيط الحاضنة المجتمعية الرافدة للصمود والمواجهة مع العدوان.
وهذا هو الخط الأحمر الذي تتساقط فيه كُـلّ وجوه الخيانة والعمالة والارتزاق مهما تغلفت وتشدقت بالوطنية، فالأحداث هي الغربال الذي يكشف الحقيقة ويسقط الأقنعة.
(مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ، وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ، فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ، وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ).