ما بعد المسيرات إلا مُسيَّرات..بقلم/ أم قاصف
في ظل الحصار الخانق الذي طال كلّ فردٍ من أفراد هذا الشعب، وفي ظل التهاون الواضح والتهرب الفاضح من دفع المرتبات وفك الحصار، أعلن اليوم الشعب الذي لا يُقهر صوتهُ الذي لا تُسكته أصوات المهادنة والمجاملة ليرفع شعار العزة صادحاً فوق أنوف المتلاعبين بقوته ومعيشته، ليقول والعالم يعرف ماذا يقول.
ويعي جيِّدًا أن قوله لن يتأخر عنه فعله وأنه سيهزّ عروش الطغاة، وسيسحق من يتراقصون على مُعاناته وحرمانه، ويدّسون سمومهم عبر أدواتهم لتفكيك الشعب واشتعاله من الداخل، لكنهم واهمون، فقد وصلوا متأخرين وموج الثقافة القرآنية سيغمرهم عمّا قريب ليستيقظوا من غبائهم وسُباتهم.
إنّ مسيرات “الحصار حرب” تُعبر عن وعي وإيمان وقوة وعظمة هذا الشعب، ولن تستمر خدعة الهُــدنة طويلاً فالحرب هي اللغة الوحيدة التي يفهمها معدومي الإنسانية وأموات الضمير البشري، وسيسمع غداً الغبي الجاهل من هم اليمنيون، وقد سمعوا سابقًا لكنَّ زيغهم الفكري والثقافي قد أنساهم الضربات الموجعة، ولا بُـدَّ من الاستيقاظ من جديد، ولن تكون يقظتهم مؤقتة فالكيل طفح والصبر نفد ولن يشعروا بالأمان طيلة حياتهم.
ستسبقهم جحيم الدنيا قبل الآخرة والويل لهم ولأمثالهم إن تُركوا في الدنيا بهذا الطغيان، ستسمعون قريباً صيحات العويل في جيوشهم، وسترون جهنم تشتعل من مصافي خزانات نفطهم حتى وإن قالوا يا يمن (ليقض علينا ربك) سنقول لهم: (إنكم ماكثون) حتى يتذوق كُـلّ فردٍ منكم ما تذوقه الشعب اليمني خلال ثمان سنوات.
إننا اليوم نخرج مسيرات غاضبة وغداً مُسيّرات ملتهبة تطوف على عروشكم كالطير الأبابيل وتجعلكم كعصفٍ مأكول، فاحذروا “صولة الكريم إذَا جاع، والحليم إذَا غضب”.
والله غالبٌ على أمره وله عاقبة الأمور.