الحصارُ جريمةُ حرب..بقلم/ عفاف محمد
وللموت طرق أُخرى أوجدها العدوّ، 8 سنوات ونحن نعيش تحت وطأة حصار جائر لا نستحقه، دول متجبرة فرضت على شعب حر هذا الحصار الخانق، وباتوا يتحكمون في حدودنا البرية والجوية والبحرية، أقفلوا مطارنا، وتحكموا بطرقنا، وموانئ بلدنا، فأصبحنا مكبلين بقيود فرضتها مجموعة دول معتدية بقيادة السعوديّة والإمارات ولا تختلف عن بعضها في الظلم.
ولطالما خلقوا مبرّرات لعدوانهم وحصارهم لكنها غير منطقية البتة..!!
أتدرون ما معنى حصار..؟!
لا يعرفه إلا من جربه كإيران، العراق، فلسطين ولبنان، وغيرها من الدول التي فرضت عليها الهيمنة الأمريكية حصارها، سواءً بشكلٍ مباشر أَو غير ذلك ككوبا وفنزويلا.
الحصار هو أن يمنعوا وصول الدواء، والغذاء، والمشتقات النفطية إليك، وقد عانينا الأمّرين من ذلك، رغم صمودنا طوال سنوات العدوان، لكن السكوت عن هذا الوضع جريمة، وتفاقم للوضع المأساوي الذي خلفه العدوّ والأمم المتحدة لا توقف تجاوزات المعتدين ولا تتصرف جراء حجز السفن التي تتوجّـه إلى ميناء الحديدة وتحمل تصاريحها.
خرجنا لنعرف العالم أننا متضررون من هذا الحصار الذي قتل أطفالنا لعدم وجود الدواء والغذاء، وقتل الكثير من المرضى ممن عجزت المستشفيات عن تلبية علاجهم الذي يقيهم تفاقم المرض، وانعدام هذا الدواء سبب في تدهور حالات غسيل الكلى ووفاة العديد من المرضى.
فمطارنا المقفل أَو المحدّد رحلاته للأردن أَو غيرها عائق كبير أمام العلاج، والتعليم، والاستثمار، وأمور عديدة كانت ستعود على هذا الشعب بالخير.
تلك الموانئ يتحكم العدوّ فيما يدخل وفيما يخرج منها، ويماطل كَثيراً في وصول المشتقات النفطية، وخلق لنا ذلك الأزمة تلو الأُخرى، دون الإحساس بالمسؤولية تجاه كُـلّ تلك التبعات التي تنخر في عظام المواطن المظلوم.
هم يقتلونا بحصارهم، هم يجدون طرقاً للموت أُخرى غير السلاح المحرم الفتاك، هم يقتلوننا بحصارهم لنا.
فالحصار جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية.