الحصارُ حربٌ وموتٌ يفتكُ باليمنيين..بقلم/ زهران القاعدي
إن أفتك الحروب وأبشعها هي تلك التي لا تميز بين الصغير والكبير تستهدف قوت الناس وتعمل على تجويعهم وتجعلهم عرضةً للأمراض وتحتضرهم للموت كفيروسٍ ينهش في أكبادهم ويتعدى على مقومات مناعاتهم، وكما هو اليوم حال قوى العدوان على اليمن، إذ بحصارها العدواني تخوض حرباً هي أشد وأفتك من حروبها العسكرية التي فشلت فيها، إذ تعمل جاهدةً في تجويع اليمنيين وإلحاق الضرر الأكبر بهم والذي يستهدف حياتهم غير مكتفيةً بما قد أحدثته عنجهيتها بحق الشعب اليمني من تدمير ممنهج لكل مقومات الحياة فيه، إذ نهبت خيراته واحتلت جزره وسيطرة على موانئه وكل ذلك لم يشفع لحياة المواطن اليمني البسيط الذي أنهكته صواريخها وقنابلها المحرمة والتي جعلت من اليمن مسرحاً لتجربة الأسلحة الأمريكية.
العدو تسببت بأسوأ كارثةٍ إنسانية شهدها التاريخ بحربها وحصارها الجائر على اليمن، وبعد ثمانية أعوام أدركت أن الحرب العسكرية لم تجلب لها سوى الخسارة وتشويه صورتها أمام العالم، إذ بعد ثمانية أعوام استخدمت فيها أقوى الأسلحة وأفتكها وقفت عاجزة حتى عن حماية ثرواتها ومصادر طاقتها بعد أن طالها الردع اليماني والذي دوى صداه كُـلّ المعمورة وأصبحت دول العدوان محطة أنظار العالم مما دفع بدول العدوان إلى تغيير سياسة حربها على اليمنيين تحت مسمى الهُــدنة لا لشيءٍ سوى تفادٍ من البأس اليماني الذي أوجع كاهلها وأوهن كيدها وعرى سياسة قبحها بحق اليمن أرضاً وإنساناً.
إن اليمن اليوم يتصدى لحرب دول العدوان التجويعية بكل جدارة وسَيُفشل مخطّطها الرامي لإحداث فجوة في أوساط اليمنيين كما أفشل حينها آلاتها الحربية والإعلامية المهولة في ذلك، فمن سرق المرتبات هو من نقل إيرادات البنك المركزي إلى بنك عدن وطبع الترليونات من العملة اليمنية دون تأمين، وسيطر على موارد الثروة الغازية والنفطية وسكن الفنادق والقصور وساح البلدان وشرع للعدوان، والحشود التي خرجت في مسيراتٍ مستنكرة للحصار ومنذرة في الوقت نفسه دول العدوان من مغبة التلاعب بقوت اليمنيين ومعلنة أن قد أعذر من أنذر وأن الحصار حرب أشد من سابقاتها عن الرد بالطرق التي يرونها مناسبة والتي تحقّق لهم العيش الكريم.