ذكرى مولد الزهراء عليها السلام.. بقلم/ شموخ حاشد
ها قد أتت ذكرى مولد سيدة نساء الدنيا والآخرة فاطمة البتول الزهراء، لتحيي في نُفوسنا ذرية ﴿محمد﴾ رسول الله صلوات ربي عليه وعلى آلهِ الطاهرين المنتجبين الأخيار، فـهي السُلالة الطاهرةُ والنقية من خير خلق الله وأعظم من عرفتهُ البشرية لتربطنا برسول الله كـحلقة وصل هيَ وزوجها علي -كرم الله وجهه-، فـهيَ مـدرستنا، وقـدوتنا، ومعَـلمتنا، وقـائدتنا، نَـحنُ المؤمناتِ، في حـكمتها، وطـهارتها، وعِـفتها، وحـجابها، ولباسها، وفي كـلامها وأخلاقها النبيلة.
فاطمة الزهراء لم تكن امرأة عادية أبداً فهي جسدت معانٍ وعبر في زمانها الذي عاشته مع والدها رسول اللّه -عليه وعلى آلهِ الصلاة والسلام-، وأحبها الله تعالى وزادها رفعةً وثباتاً ليسَ كونها ابنة رسوله الكـريم، بل أحبها الله سبحانه وتعالى من بذلها ومجهودها وعطاها مع الله تعالى وكرمها الله تعالى بلقب سيدة نساء أهل الدنيا من أخلاقها الرفيعة وصفاتها المُميزة والنادرة في جميع النساء في ذاك العصر فكانت كالنور بين النساء المؤمنات والله جعلها سيدةً لهن جميعاً.
الزهراء لها مواقف كثيرة ومنزلتها كبيرة عن الله سبحانه وتعالى: ومهما تحدثنا عنها لن نُوفيها ونعجز بأن نصفها بكمالها الإيماني، فنحن نعجز أمام امـرأة عظيمة ونبيلة مثلها في كُـلّ سعيها وخُطأها، وإن مدحناها بمـواقفها المشرفة والشريفة يبقى قليلًا في حقها وفي مكانتها ومنـزلتها عند الله.
فهي كانت مقربة لرسول الله أقرب من دم الوريد فحينما توفيت أمها خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، كانت هي السعادة والفرح لأبيها رسول الله وكانت رغم صغر سنها إلا أنها تساند أبيها في مواقفه الصعبة فالذي يِسعد رسول يسعدها والذي يحزنهُ يحزنها وفي قول رسول الله: “فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني﴾ هي قطعة من رسولنا الكريم والله سبحانه وتعالى يأمُرنا بطاعة الأنبياء والسماع لهم واتباعهم.
وبما أننا نعيش في هذه الأجواء الروحانية والمناسبة العظيمة التي هي ذكرى السيدة فاطمة البتول الزهراء سنكون متمسكين بسيرة أنبياء الله أكثر فذكراها هي ذكرى لنا لكي لا نبتعد عن هُــوِيَّتنا الإيمانية ونكون ألعوبة في أيادي الغرب، مثل بعض الأعراب الذين طبعوا والله طبع على قلوبهم.
ونحن اليوم نرى أنفسنا أمام مسؤولية كبيرة لكي نعود إلى أعلامنا العظماء عبر التاريخ لكي نسترد ما تركناه بعد وفاة نبينا محمد فأمة محمد اليوم ابتعدت عن أخلاق وصفات نبيهم محمد ونرى أنفسنا مسؤولين كوننا شعب الإيمان والحكمة بأن نُعيد ما تركتهُ البشرية من الوصايا التي أوصاهم نبي الله قبل مماتهِ.
والجميع بحاجةٍ ماسة بأن يعودوا إلى دينهم بشكلٍ صحيح وشكلٍ جيد، وأن يعودوا إلى قادتهم من الأنبياء والمرسلين وآل البيت لكي يستلهموا منهم مكارم الأخلاق والثبات والصمود في وجه الطُغاة المستكبرين والجبابرة.