خطرُ المنظمات واستهدافُها القطاع الزراعي باليمن.. بقلم/ هلال الجشاري
جميعنا يعرف أن المنظمات الدولية والمحلية أكبر تجار فساد وعدوان آخر يستهدف الشعب اليمني أرضًا وإنساناً، ظاهرهم رحمة وباطنهم عذاب وهذا ليس بجديد ولكن ما يلفت الأنظار هذه الأيّام هو تكثيف استهدافها العدواني للزراعة بجميع قطاعاتها من خلال توقيتها وتقديمها مساعدات ومنح تحت مسميات عدة وبملايين الدولارات تذهب نسبةً كبيرةً منها مقابل مرتبات وتشغيل لهذه المنظمات وتدريب وكسب ولاءات ونشر ثقافات خارجية وكلام فاضي وما تبقى من فتات يصرف تحت غطاء المساعدات الإنسانية التي لا تسمن ولا تغني من جوع.. والأخطر والأهم أن عملها الأَسَاسي هو استخباراتي لدول خارجية وَإذَا أردنا التأكّـد من ذلك فلنبحث عن مصدر التمويلات الكبيرة لهذه المنظمات وقتها سنجد أن أكبر تمويل يصلها من دول العدوان ومن تحالف معهم، فهل هذا الدعم وهذه المساعدات حبًا فينا يا شعب الإيمان والحكمة؟! لا والله إنما هو لتمرير أهدافهم وخططهم العدوانية وخُصُوصاً على القطاع الزراعي والتنموي، وقد تعددت المنظمات العاملة في القطاع الزراعي باليمن في ظل تهاون كبير وعدم رقابة عليها سواءً بحسن نية أَو غباء وجهل خطورتها.
وأخطر وأكبر هذه المنظمات الزراعية منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة الفاو، الجميع يعرفها وخُصُوصاً الأخوة الزملاء بوزارة الزراعة وفروعها بالمحافظات يعرفونها جيِّدًا فهي لفترةٍ من الزمن تصول وتجول في كُـلّ أنحاء اليمن وتوزع مشاريعها بالمحاصصة تارة أقاليم وتارةً أُخرى تشطيرية وتحاول العمل بصمت وبهدوء تام وللأسف استطاعت عبر مرتزِقتها بالداخل التغلغل في القطاع الزراعي بكل كياناته لسنواتٍ عديدة ونخشى إذَا استمرت بعملها في اليمن أن تعود كما كانت في السابق صاحبت القرار الزراعي وجميعنا يعلم أنه من قبل كانت هذه المنظمة هي من تتحكم بالقرار الزراعي باليمن لدرجة أنها هي من تعين أَو تزكي تعيين وزير أَو مسؤول للزراعة، واليوم تريد أن تعيد نفسها.. فهل سألنا أنفسنا عن سبب هذا التوقيت وخطورته على الزراعة؟! فتحَرّكهم هو مضاد للجبهة الزراعية مضاد للمبادرات المجتمعية، مضاد لتحَرّك الجميع قيادة ومجتمع مزارعين وحكومة للزراعة والتوسع الزراعي، وهذا ما لا يدع مجالاً للشك أن توقيت تكثيف عمل المنظمات هذه الأيّام بالذات ليس من حسن نية، لا، فتحَرّكها بغرض لفت أنظار الجميع إليها وإلى ما تقدمه من فتات ليتركوا العمل الزراعي والمبادرات المجتمعية ويلحقون بعد دولاراتها وما تقدمه من فتات ارتزاق مؤقت تخديري ويتركون الزراعة؛ لأَنَّ هذه المنظمات ومن يمولها يعرفون أهميّة الزراعة وتعرف أن أي شعب ملك قوته ملك قراره، وهذا الاستهداف والعدوان خطورته على الشعب بأكمله بعدوانها وأفكارها وثقافاتها التدميرية، ولكن هيهات فلنأخذ العبرة من الدمار والفساد والخراب الذي سببته المنظمات في الصومال، حَيثُ استمرت في تدخلاتها توزع فُتاتها 23 عاماً حتى إلى أن تأكّـدت أنَّ الشعب الصومالي ترك الزراعة والعمل وأصبح شعباً عاجزاً ومخدراً يترقب آخر الشهر ومتى تصل المساعدة أَو بالأصح الجرعة التخديرية التي يحصلوا عليها من هذه المنظمات، وفجأة ودون سابق إنذار انسحبت هذه المنظمات فأصبح غالباً الشعب الصومالي فقراء يتكففون الناس؛ بسَببِ تعودهم على المنظمات وهذا السيناريو والمخطّط يجري التمهيد له الآن في بلادنا.
فالحذر الحذر يا شعب الإيمَـان والحكمة من عدوان تلك المنظمات ولنتعاون جميعاً قيادةً ومجتمعاً وحكومة لوقف فسادها فالله غني عنها، ولنتوكل على الله وَعلى أنفسنا ومقدراتنا وإمْكَانياتنا ونتوجّـه إلى الزراعة باهتمام كبير غير مسبوق ولنزرع ونتوسع في الزراعة وزراعة الحبوب وخُصُوصاً القمح ونهتم بالثروة الحيوانية ونبني ونشيد السدود ونتعاون ونشجع وندعم ونشارك في المبادرات المجتمعية والجمعيات التعاونية واللجان المجتمعية التنموية فالزراعة سلاح العصر ولننتصر في جبهتنا الزراعية وُصُـولاً لتحقيق الاكتفاء الذاتي إن شاء الله تعالى.