لا خيارَ إلا خيارُ المقاومة والقوة..بقلم/ محمود المغربي
لقد أضاع العدوُّ السعوديُّ كُـلَّ الفُرَصِ واستنفد كُـلّ الوقت وهو يماطلُ ويتهرَّبُ من تحمل مسؤولية العدوان والجرائم المرتكبة بحق الشعب اليمني ومن تنفيذ مطالب الحكومة في صنعاء الممثلة لكل أبناء اليمن ويستخدم كُـلّ الوسائل والوساطات لإطالة أمد الوضع الراهن واستمرار حالة اللا سلم واللا حرب لعل أدواته على الأرض تستطيع تحقيق إنجاز لم تحقّقها الآلة العسكرية الضخمة وسبع سنوات من العدوان والحصار والتدمير والقتل والإرهاب وكل تلك الأوراق القذرة من تجويع لأبناء الشعب اليمني إلى احتجاز السفن النفطية ونقل للبنك المركزي وطباعة مئات المليارات من الريالات المزورة لخلق انهيار للعملة والنظام المصرفي والاقتصادي وكل تلك الأوراق والأحداث التي تم إفشالها بحكمة القيادة السياسية وإرادَة وصمود وثقة الشعب اليمني بالقيادة السياسية والعسكرية والاقتصادية.
إن وقت الحساب والعقاب لا شك سوف يأتي مهما تهرب وماطل النظام السعوديّ، بل إن كُـلّ ما يقوم به من ألاعيب واحتلال لجنوب وشرق الوطن وتحشيد عسكري في قاعدة العند أَو في غيرها من المناطق يزيدُ ويرسّخُ لدى القيادة السياسية ولدى كُـلّ أبناء الشعب اليمني بأن لا خيار إلا خيارُ المقاومة والقوة وحمل السلاح من قبل من تأخر ومَن كان متردّداً ومن كان مشكِّكاً في حمل السلاح وعدالة معركتنا والتوجّـه أفراداً وجماعاتٍ نحو الجبهات وميادين العزة والكرامة لتأديب العدوّ وإجباره على وقف العدوان وفك الحصار والخروج من اليمن مهزوماً يجر خلفه الذل والخزي والعار والسقوط في شر أعماله واستعادة كُـلّ ذرة تراب يمنية وإعادة الاعتبار للسيادة الوطنية الممرغة في التراب بخيانة وعمالة أُولئك المرتزِقة الذين خانوا الله والوطن والشعب وباعوا الوطن والنفس بأبخس الأثمان.
لقد اتضحت الصورة ولم يعد أمام الجميع من أعذار أَو خيارات، فقد وضعنا العدوّ أمام خيارين لا ثالث لهما الموت جوعاً أَو الموت في ساحة المعركة وأشرف وأكرم لنا أن نموتَ في ساحة المعركة شهداءَ ونحن نحاول تحرير الوطن ونيل الحقوق وفي سبيل الله وعزة وكرامة الوطن وفي سبيل لقمة عيش أطفالنا وفي سبيل الدفاع عن أنفسنا ومستقبل الأجيال القادمة وفي سبيل هزيمة العدوّ وأخذ ما سلب منا.
ومن الواضح أن زمنَ تحقيق ذلك يلوحُ في الأفق ويقتربُ وأن أصواتَ الصواريخ والطائرات المسيَّرة والبنادق سوف تُسكِتُ كُـلَّ الأصوات والمفاوضات والوساطات وأن القيادةَ تنتظرُ فقط نتائجَ الوساطة والمشاورات التي يقوم بها الوفدُ العُماني الذي يبذل جهوداً كبيرة في إقناع قيادة التحالف لتلبية مطالِبِ صنعاءَ الإنسانية والمستحقة والوصول إلى المطلب الأهم وهو إنهاء العدوان والحصار.
مع أن الجميع بات مؤمناً ولديه قناعة بأن العدوّ لا يعرف إلا مبدأَ القوة، لكن القيادة السياسية تحترمُ ما يقومُ به الأشقاءُ في سلطنة عُمان وهي حريصةٌ على وصول الإخوة في سلطنة عُمان حكومةً وشعباً إلى ما وصلنا إليه من قناعاتٍ بعدم جدية تحالف العدوان بالسلام ووقف العدوان كما هي حريصة على عدمِ إهدار أية فرصة لحقنِ الدماء وتجنيبِ الوطن ودولِ تحالف العدوان ما لا تتمناه وما لا تتصوَّرُه وإقامة الحُجّـَة أمام الله والناس.