المرأة بين قيم الإسلام وقوانين الغرب..بقلم/ دينا الرميمة
كَثيراً ما يحاول الغرب إظهار أنفسهم مدافعين عن المرأة وحماة لحقوقها وخدعوا العالم بالحرية التي تتمتع بها المرأة وأوهمونا بقوانين كثيرة تحمي المرأة وحقوقها بينما في الواقع لم تكن المرأة عندهم إلا كمتاع وكل قوانينهم تلك وإن بدا في ظاهرها الرحمة بالمرأة ففي باطنها عذاب وَامتهان لكرامتها بل إن بعضها قد امتهن المرأة وسلبها حقها، فعلى سبيل المثال القانون الذي ينص (على أن للمرأة نصف ثروة زوجها في حال طلاقها) فمثل هذا القانون قد تراه منصفاً للمرأة ويضمن لها ما تعيش به هي وأطفالها وَلكنه بالواقع قد أضر بها كَثيراً كونه جعل الكثير من العلاقات بين الرجل وَالمرأة تسير دون رابط شرعي، جعلوا كَثيراً من الشباب يعزف عن الزواج الذي يحمي الأسرة والمجتمع وأباحوا لهم علاقة محرمة حتى إذَا مل الرجل منها تركها مع أطفال دون نسب ولا قانون ملزم بنسب أطفالها إليه فيتركها دون أدنى مسؤولية ويذهب ليرى حياته مع ضحية أُخرى، هذه هي حقيقة قوانينهم التي قد ينخدع الكثير ببريقها بينما المرأة تعاني أشد المعاناة ولا ينظر لها كجسد للمتعة وخادمة للأولاد إلى حين بلوغهم سنهم القانونية فيتركونها ويذهبون للبحث عن حياتهم الخَاصَّة ويكون آخر مقر لها هو دار الرعاية الاجتماعية حاملة معها بعض ذكرياتهم وصور تحاكيها وتؤنس وحدتها وقد تموت وحيدة وتدفن دون أن يعلم عنها أحد!!
وقد أثبتت كثير من الدراسات إن المرأة الغربية تعاني من الانتهاك الجسدي والجنسي والحرمان من أبسط حقوقها، واستخدامها كوسيلة فساد وإغواء فبحسب إحصائية أن حوالي ٣٣٪ من النساء الأمريكيات يتعرضن للضرب وأن أربع نساء يقتلن يوميًّا من قبل الزوج أَو الصديق وأن ٤٢٪ من النساء في أمريكا يتعرضن للتحرش في أماكن العمل والدراسة وأن جرائم الاغتصاب في العام ١٩٩٥م بلغت ٩٧ ألف جريمة وما خفي أعظم!!
وفي وقتٍ هذا هو حال المرأة في الغرب هم توجّـهوا نحو المرأة في المجتمع المسلم مطالبين بحقوقها وحريتها أسوةً بمثيلاتها عندهم كما يدعون وهذا ليس من باب إنساني أَو كما يدعون في قوانينهم إنما ذلك كونهم يعلمون دور المرأة الكبير في تنشئة المجتمعات وأنها من سيخرج من أحضانها جيل قوي لا يهزم ولا تغريه رياح حضارتهم الزائفة، جيل يرونه عدوهم اللدود وَسيكون كسابقه من المسلمين لم تزده الحروب العسكرية إلا قوة ألحقت الهزائم بأعدائه، قوة كان الإسلام وقيمه وأخلاقه هو سببها ولا هزيمة للمجتمع المسلم إلا بالانفلات الأخلاقي والقيمي.
لذلك فالحرب الناعمة والغزو الفكري كان هو سلاحهم الجديد وكانت المرأة هي المستهدف الأول فحاولوا نزع العلاقة بينها وبين ودينها واتهموه أنه سبب التخلف والرجعية وأنه يقف في وجه التحضر المزعوم، وجعلوا من أحكامه وتشريعاته التي تصون المرأة وتحمي حقوقها وتصون كرامتها قيوداً ضد المرأة وبدءاً من حجابها نزعوه عنها ودعوا للمساواة بينها وبين الرجل وأباحُوا لها الاختلاط والسفور، وأجازوا لها وظائف لا تتناسب مع طبيعتها وفطرتها التي خلقت عليها، جعلوها لاهثة وراء اللوك وَدور الأزياء والموضة ومراكز التجميل اقتدَاء بنماذج قدموها لها لتحذو حذوها متناسية تعاليم دينها وكل أخلاقه وقدواته التي قدمها لها.
وإن كان الغرب قد نجح في استهداف بعض نساء المسلمين وشبابها إلا أن ولله الحمد ما زال الكثير من يرى الإسلام هو الدين الذي أعطى للإنسان قيمته ولم يظلم رجلاً ولا امرأة إنما جعل للكل واجبات وحقوق تصون المرأة وتجعل من الرجل قواماً عليها له منها واجبات ويرى أنها في صبرها وجهادها في بيتها هي الأكثر ثواباً عند ربها، وأذكر هنا حوار قرأته للإمام الخميني -سلام ربي عليه- مع ابنته زهراء قال لها فيه: يا ابنتي: أنا مستعد أن أعطيك ثوابي كرجل دين وَمجاهد وطالب علم وعلى كُـلّ عمل أثاب عليه.. بشرط أن تعطيني ثوابك كـ (أم وَزوجة) أنتِ جوهرة الإسلام وأميرته.
وفي هذا تقديس لدورِ المرأة واحترام لها وتقدير لما تقوم به، فماذا لو كان الإمام الخميني حاضراً بيننا ويرى المرأة في كُـلّ بقاع الأرض تسعى لاهثة حول دور الأزياء والموضة ومراكز التجميل للبحث عن سعادة دنيوية زائلة ولشراء ما قد يفسدها ويفسد عليها دينها والروح الإيمانية.
ويرى المرأة اليمنية وقد تخلت عن كُـلّ ملذات الدنيا وهي تجابه أكبر عدوان على أرضها وبلدها ومنذ اللحظة الأولى كانت شريكة للرجل في مقارعة الطغاة والظالمين ابتداءً من ساحات الثورة بكل شموخ وقفت جنباً إلى جنب مع الرجل لتحقيق مصير وطن كادوا يستفرطون فيه.
ماذا لو رأى المرأة اليمنية وهي تجهز فلذة كبدها للذهاب للجبهة وتحثه على الجهاد وتشجعه في الدفاع عن أرضه وعرضه من دنس الغاصب المحتلّ.
نستطيع القول إن المرأة اليمنية وعلى الرغم من الحرب التي وجهت إليها عسكرية وناعمة إلَّا أنها كانت أقوى من كُـلّ خبثهم وما ذلك إلا كونها اتخذت من الزهراء قُدوة ومن سيرتها منهجاً جسدته في واقعها واستطاعت به أن تهزم كُـلّ مخطّط وما أظن إلا العالم مذهولاً من عظمة المرأة اليمنية التي كانت شريكة في صناعة النصر لبلدها؛ كونها هي الأم وَالأخت والزوجة للمجاهد الذي حمل بندقيته لتحرير الأرض وهي تكفلت بالباقي يداً بيد حتى تحقيق النصر المبين.