المرأةُ في مرمى الاستهداف..بقلم/ د. فؤاد عبدالوهَّـاب الشامي
خلق اللهُ -سبحانه وتعالى- كافة مخلوقاته ووزع عليهم مهامًّا وتكاليفَ للقيام بها في هذه الحياة ابتداءً من الإنسان ووُصُـولاً إلى أصغر دابة على وجه الأرض، ومن ضمن مخلوقاته المرأة التي أوكل إليها مهمة المحافظة على استمرار الحياة من خلال الحمل والولادة وتربية الإنسان حتى يعتمد على نفسه، وهذه المهمة من أرقى المهام التي كلف الله بها مخلوقاته، ولأهميّة الدور التي تقوم به المرأة في استمرار الحياة فقد أصبحت محل استهداف من الشيطان اللعين وأتباعه منذ عهدِ أبينا آدم وحتى يومنا هذاء، فأتباعُ الشيطان اليومَ والمتمثلون في أمريكا واليهود يعملون ليلاً ونهاراً على إفساد المرأة بشتى الوسائل لمعرفتهم بأنهم إذَا استطاعوا إغواءَها وحرفَها عن القيام بالمهام التي خلقها الله سبحانه وتعالى؛ مِن أجلِها فقد نجحوا في السيطرة على الإنسان والتحكم بتصرفاته.
وقد اتضحت المؤامرات على المرأة منذ أن ظهر مصطلحُ المساواة بين الرجل والمرأة في الالتزامات والامتيَازات مع وجود خلافات فسيولوجية بين الجنسين وحُمّلت المرأة فوقَ طاقتها مجاراةً للأصوات المُنادية بالمساواة بين الجنسين عندما أصبحت تعمل خارج البيت مثلها مثل الرجل ثم تعودُ إلى البيت لتقوم بواجباتها المنزلية في رعاية أسرتها وأطفالها؛ لأَنَّ الرجل من حَيثُ تكوينه لا يستطيع أن يقوم بما تقوم به المرأة في بيتها مهما حاول أن يتقمَّصَ دورَها من باب المساواة.
لم يتوقف أتباعُ الشيطان عند الحد الذي ذكرناه فقد اتسع حجمُ المؤامرة على المرأة وظهرت مؤخّراً قضية المثلية والاعتراف بها وحمايتها بواسطة قوانين بعض الدول الغربية، والهدف من تبني هذه القضية هو القضاء على المهمة الرئيسية للمرأة في هذه الحياة من خلال إنهاء مؤسّسة الأسرة التي تنجب الأطفال وترعاهم وتوفر لهم الحماية والتربية السليمة، فانتشارُ زواج المثليين والاعترافُ به يعني التخلي عن المهام التي أوكلها الله سبحانه وتعالى إلى بعض عباده لكي تستمر الحياة البشرية، وشرعنتها يعني مخالفة نواميس الحياة التي وضعها الله سبحانه وتعالى للبشر.
فمثل هذه المؤامرات على المرأة تهدف إلى تفكيك المجتمعات ونشر الرذيلة والجريمة في أوساطها، وَإذَا نجح أتباع الشيطان في استهدافهم للمرأة فسوف يسهل عليهم استهداف بقية أفراد المجتمع؛ لأَنَّ المرأةَ هي الأَسَاسُ المتينُ في بناء المجتمعات الإنسانية.