رسائلُ للمـرأة من “الذكر الحكيم”..بقلم/ كوثر العزي
عـزيزةً جـعلكِ الإسلام وقدّركِ راسيةً عـلى شاطئِ العـزة، بكينـونـة العُروبةِ تـزودتِ رغيفِ العـنفوان، وشربتِ قطرات مـن نداء الحُرية، تسلّحِي بالعفاف وابنِي بينكِ وبين الذئاب البشرية حـاجـزاً مـن الفولاذ، هيهات أن يذوب في مـحض الانحراف.
عـلى مبدأ الزهـراء وجِـدتِ أنتِ لتكمـلي خُطَى العظيمـات كـ زينب -عليهـا وعلى أبويها السلام- خلقكِ اللهُ عربيةً مسلمـةً أُمَّـة له واحدة، أعـزكِ في يومٍ دُفنتِ فيهِ حيةً خشية العـار، لكـنكِ اليوم أشرقتِ بنور الإسلام وتجذرت حقوقكِ في عبق الآيات، أنت عظيمةٌ بعظمة مريم وسبأ بعظمة الكـوثر وسورة الـنساء، كـونِي كـما أرادكِ الله عـزيزةً بعزتـه.
فقد لقيتِ أيـتهُا المرأة المسلمة من التشريع الإسلامي عنايةً فائقة كفيلة بأن تصون عفتـكِ، وتجعلكِ عزيزةَ الحضور وباقية الأثـر عـند الغياب، ساميةَ المكان، وإن الشروط التي فُرضت عليكِ في ملبسكِ وزينتك لم تكن إلا لسدّ ذريعة الفساد الذي ينتجهُ التبرج بالزينة، وهذا ليس تقييداً لحريتكِ أَو مـنعكِ مـن العيش رغد الحُرية، بل هو وقاية لكِ أن لا تسقطي في درك المهانة، ووحل الابتـذال، أَو تكوني مسرحاً لأعين الناظرين.
قال تـعالى في محـكم كـتابه:: (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَو آبَائِهِنَّ أَو آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَو أَبْنَائِهِنَّ أَو أبناء بُعُولَتِهِنَّ أَو إِخْوَانِهِنَّ أَو بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَو بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَو نِسَائِهِنَّ أَو مَا مَلَكَتْ إيمَـانهُنَّ أَو التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَو الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إلى اللَّهِ جميعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) سورة النور.
إن المـرأة الصادقـة تتلقى أمر ربهـا وتـبادر إلى ترجمته إلى واقع عملي، حُباً وكرامةً للإسلام واعتزازاً بشريعة الرحمن، وسمعاً وطاعة لسنة خير الأنام -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ- غير مباليةٍ بما عليه تلك الكتل الضالة التائهة، الذاهلة عن حقيقة واقعها والغافلة عن المصير الذي ينتظرها في نهاية المطاف “نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ”.
هُنالك آيات كـثيرة تحث المـرأة على التمسك بالحجـاب وجـعـلها دستور حياة ومسيرة جـهاد ومـنارة تنـير لكِ الطريق الـوعـر المـليء بالمـنزلقات، ليكـن حـجابكِ شفيعاً لكِ يوم القيامة لا خصيماً.
مـا لي أرى العربيات اللواتي عـزهُنّ الله بالبقاء في البيوت وستر مفاتنهُنّ، في تيـهٍ وانحطاط تـام! مـا لي أرى مـن عـزهُنّ الله بـالستر وجـمّلهُنّ بزينـةِ الحياء للغربيات متشبهات بالشوارعِ مـتبرجـات، أرضيتُنَّ بالحـال هذا حالاً لكِ؟!