المرأةُ في الغرب.. حريةٌ أم احتقار..بقلم/ د. مهيوب الحسام
نتيجةً لما ضخته وتضُخُّه إمبراطورياتُ الإعلام الغربية وفروعُها الناطقةُ بلُغتنا في بلدان أمتنا وما تقوم به من تسويق لما يسمى بالقيم الغربية من الديموقراطية والحرية وحقوق الإنسان ومن ضمنها حرية وحقوق المرأة وتمكينها، إضافة لسياسات كثير من الأنظمة الحاكمة التي أنشأتها دول الاستعمار الغربي، فقد أَدَّى ذلك إلى تزييف الحقائق وإحداث خرق كبير في جدار وعي أبناء وشباب الأُمَّــة.
وما لا يدركه الكثير حتى الآن بأن القوانين الغربية عُمُـومًا لم تك تعطي للمرأة أية قيمة إنسانية تُذكر ولم تعترف بالمرأة كمواطنة ناهيكَ عن الحقوق حتى منتصف القرن الماضي.
أما الحملةُ التي عَلَتْ أصواتُها مناديةً بحرية وحقوق المرأة منذ ستينيات القرن الماضي لم تك سوى تحايل لتدمير ما بقي للمرأة الغربية من بعض القيم الأسرية على ندرتها وهي تحمل في مضمونها معاني الاحتقار للمرأة من إباحة المرأة جسدياً للرجل أياً كان هذا الرجل بعلاقات لا قيمية ولا أخلاقية؛ بهَدفِ التفكك الأسري والضياع وهذه هي الركيزة الأَسَاسية التي تقوم عليها حضارة الضياع الغربية وقيمها التي ما انفك الغرب يسوقها لنا باسم الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان “القيم الغربية”.
لقد عمل الغرب وفقاً لمخطّطاته الإفسادية ومن خلال إمبراطورياته الإعلامية وحربه الناعمة وإغراءاته المادِية وإن لم تنجح وتم رفضها في بلد ما لأي سبب فَـإنَّه حاضر للحرب العدوانية المباشرة على ذلك البلد لتنفيذ تلك المخطّطات والشواهد كثيرة مع العلم أن القوانين والأعراف الغربية التي تمتهن المرأة وتتعامل معها كسلعة رخيصة تافهة لا تزال قائمة وممارسة كُـلّ أنواع الإذلال بحق المرأة من ممارسة العنف والاغتصابات التي تتعرض لها في سن مبكرة في المدارس ومن ثم طردها من البيت بعد بلوغها الثامنة عشرة من عمرها وَإذَا ما أرادت البقاء فَـإنَّ عليها دفعُ إيجار غرفتها ومعيشتها بدفعها دفعاً لمهاوي الرذيلة.
إن أعلى قيمة للمرأة في الغرب وخُصُوصاً للمرأة الجميلة الحسناء هي أن تكونَ ممثلةَ إغراء في الأفلام التي تنتجُها شركاتُ رأس المال لشاشة السينما وغيرها من الأفلام الإباحية الخارجة عن السوية الإنسانية أَو عارضة أزياء أَو استخدام جمالها في الدعاية والإعلان والتسويق من الجزمة إلى السيارة أَو مضيفات في المركبات والمطاعم أَو عارضات لأجسادهن، حسب العرض والطلب الجنسي، وهو أحد الحقوق الأَسَاسية للمرأة في الغرب.
إن هذه القيم البهائمية التي يسميها الغرب بحرية وحقوق المرأة وتمكينها لا تتم عبثاً ولا صدفةً، بل هي ثقافة وعمل ممنهج يخصص لها مدارس ومعاهد متخصصة للتعليم والتدريب؛ مِن أجل جودة هذه القيم وإتقان ممارسة هذه الحريات والحقوق ورفع القيمية التسويقية لجسد المرأة وزيادة منسوب حرية وصول الرجل للمرأة ومزيد من ابتذال المرأة ومهانتها وإذلالها واستخدامها كما تستخدم المناديل الورقية لتُرمَى بعدها في الزبالة فإذا كَبُرَت المرأةُ وشاخت لا تجدُ من يكفلُها سوى دار العجزة إذَا كانت محظوظةً وفي أحسن الأحوال إن كان لا يزال لديها شيءٌ من المال.