لا نيةَ للسلام عند تحالف العدوان.. بقلم/ أحمد المتوكل
العدوانُ الأمريكي البريطاني “الإسرائيلي” السعوديّ الإماراتي على اليمن لا يزال مُستمرًّا، ولكن هناك تغييراً في تشكيلة اللاعبين، وانتقالهم إلى الخطة “جيم” لتتناسب مع التغيرات الإقليمية الدولية.
مع تنامي القدرات للقوات المسلحة اليمنية، زاد التخوف الأمريكي على حليفه السعوديّ الممول لحروبه ومشاريعه، خُصُوصاً بعد عمليات توازن الردع من جهة والحرب الروسية الأوكرانية من جهة أُخرى، مما تحتم على مهندسي العدوان إعادة هندستهم بالشكل الذي يتناسب مع المستجدات الحاصلة التي لم تكن في حسبانهم ولا لوهلة من الزمن.
كانت أمريكا وحلفائها تعتقد أنها سوف تخضع اليمن العظيم في أسبوعين، وأن الشعب اليمني سوف يضيق ذرعاً من العدوان ويعلن استسلامه لمُجَـرّد أن يزداد فقراً فوق مَـا هو عليه من فقر؛ بسَببِ سياسات الأنظمة السابقة العميلة للعدو الأمريكي، وكانت الأمم المتحدة مرافقه لهذا العدوان بحربها الناعمة وبتصريحاتها التي تستهدف الروح المعنوية لأبناء البلد، وكانت تصرح بأن الاحتياطي الغذائي لليمن لا يكفي إلا لثلاثة أشهر، وأن الوضع يزداد سوءاً، دون أن توجّـه أصابع الاتّهام نحو المتسبب لهذا الوضع.
بعد أن فشل العدوان في تحقيق أهدافه، وتعرض السعوديّة لضربات القوات المسلحة اليمنية على منشآتها النفطية واهتزاز اقتصاد العالم بما تُعرف بعمليات “فك الحصار”، عندها قدم الرئيس مهدي المشاط، مبادرة سلام ودعا السعوديّة وحلفها لقبول المبادرة وإيقاف عدوانها ورفع حصارها وخروجها من اليمن، وأعلن عن إيقاف جميع العمليات العسكرية البرية والبحرية والجوية من طرف واحد، أملاً أن يقابلوا المبادرة بالمثل؛ كونها تُعتبَرُ الفرصةَ السانحة والمُهيئة لنزولهم من أعلى الشجرة، لكنهم رفضوا المبادرة والتفوا عليها بعد مراوغة منهم ومن الأمريكي والبريطاني والأمم المتحدة، وجلسوا ليعيدوا هندستهم للعدوان والانتقال إلى الخُطة “باء” وهي الدخول في هُــدنة لمدة شهرين مع قابلية التجديد، مع استمرارهم في الحصار والحرب الاقتصادية، ولكن الأهم عندهم هو تحييد ضربات القوات المسلحة اليمنية عن الخزانات النفطية السعوديّة، وتجددت الهُــدنة ثلاث مرات دون أن يتم الإيفاء بعدد الرحلات الجوية من مطار صنعاء كما تم الاتّفاق عليه، ولم يرفعوا حصارهم عن ميناء الحديدة ولم يصرفوا المرتبات من عائداتنا النفطية، وبعد مرور ستة أشهر رفضت القيادة الثورية والسياسية في صنعاء الدخول في هُــدنة رابعة؛ بسَببِ عدم إيفاء تحالف العُدوان بعهوده، خرج الشعب اليمني لتفويض القيادة الثورية الممثلة بسماحة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- والذي بدوره أصدر مهلة محدّدة للعدوان قبل أن يتم التوجيه للقوات المسلحة بالرد الحاسم والمؤلم على استمرار عدوانهم وحصارهم لأكثر من سبع سنوات، فكان من مهندسي تحالف العدوان إلا أن ينتقلوا إلى الخطة “ج” وهي الدفع نحو التهدئة والتفاوض بداية بإرسال الوفود العمانية والسعوديّة، وإظهار الأخيرة بمظهر المستجيبة لمطالب الشعب اليمني، لكن دون أي عمل على أرض الواقع يُثبت حُسن نيتها، مُجَـرّد كسب المزيد من الوقت للمراوغة ووضع خطط جديدة، وإظهار الحرب وكأنها حرب أهلية، وأن المرتزِقة هُم من رفعوا سعر الدولار الجمركي دون أي توجيه من السعوديّة التي تُكن العداوة للشعب اليمني على مر التاريخ، وهي من انقلبت على ما تسميها “الشرعية” وأنشأت مجلساً رئاسياً لزيادة الاقتتال بين أدواتها، وحرصاً منها على عدم حدوث اتّفاق مستقبلي بين اليمنيين.
الذي رفع سعر الدولار الجمركي هي أمريكا وبريطانيا والسعوديّة والإمارات وما المرتزِقة إلا واجهة وأدوات قذرة يتحكمون بهم من خلف الستار، ومن يعتقد غير ذلك فهو إما على درجة عالية من الغباء، أَو متغابٍ عميل متماهٍ مع مخطّطات تحالف العدوان، ولا سبيل للخروج من عدوانهم إلا بمقارعته بالإيمان بالله والتوكل عليه والجهاد في سبيله بالأموال والأنفس، ويكفينا التوجيهات التي في كتاب الله؛ لأَنَّها أقوى وأصدق وأعظم شرعية وتصريحاً وإذناً من ملك الملوك “رب العالمين” وهي المنطلقة من منطلق الرحمة بنا.