من صنعاءَ إلى دافوس.. بقلم/ علي المؤيد
باستثناءِ الصفحة الرسمية على “تويتر” التي نشرت الخبر باقتضاب.. لم تشر المواقعُ والصفحاتُ الرسمية التابعة لمكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانز جرودنبرغ، إلى تفاصيل زيارته العبثية إلى دافوس السويسرية ولقائه هناك بالسفير السعوديّ ومشاركته كذلك في حلقة حوارية حول الوضع في الشرق الأوسط بين اشتعال الحروب وفرص الازدهار؟
هل لأَنَّ القائمين على إدارة أخبار المبعوث كانوا أكثر حصافةً ودبلوماسيةً وحَذَراً من المبعوث الذي أطلَّ بثرثرته الضبابية من دافوس في الـ18 من يناير الجاري؟
بماذا كان يفكر وهو يحط برحاله في دافوس ليضيف ذلك المنحدر الثلجي الذي تتوسَّطُه أبنيةُ المنتدى الاقتصادي سيء السُّمعة إلى قائمة أسفاره وجولاته المكوكية؟
السؤال باختصار: ماذا يفعل المبعوث الأممي إلى اليمن في وكر الإقطاعيين العالميين والشركاتِ المتخمة بالموارد والأكاذيب عابرة القارات وجموع الانتهازيين أرباب المصالح الذين يحكمون السياساتِ الضريبية والربوية في كُـلِّ مكان ويعملون بين الحين والأخر -من دافوس- على نقاش مجموعة جديدة من السياسات المكرسة باستمرار لإعادة ضبط إعدادات الكوكب وفقاً لأولوياتهم الربحية؟
ماذا يفعلُ المبعوثُ الأممي إلى اليمن في مصنع الصفقات الكبرى ونقطة التقاء الشياطين والرابط المدنَّس بين الشركات وصانعي القرار في الحكومات المؤثرة؟ ما علاقتُه بتشبيك المصالح القذر هذا؟ وما مصلحته من الولوج إلى معمل إنتاج السياسات الاقتصادية التي تدمّـر العالم شيئاً فشيئاً لتملأ خزائن المليارديرات بالمزيد من المليارات الملطخة بدماء ضحايا الحروب والنزاعات في كُـلّ مكان؟
الأمر-قطعاً- لا يتعلقُ بالسلام والحل السياسي الشامل وهو بالتأكيد أكبرُ من مسألة الاستعراض الإعلامي وتبذيرِ أموال الأمم المتحدة، وحتى إشعار آخر ستبقى الأسئلةُ معلقةً دون إجاباتها الكامنة في بطن المبعوث العاثر.