لكل مقام مقال.. بقلم/ منصور البكالي
المرحلة التي نحن فيها، كشفت من هم أعداؤنا الحقيقيين وكشفت من نواجه في الميدان ولمن نتصدى طيلة 8 أعوام، ومن المستفيد الأكبر من استمرار قتل وسفك الدم اليمني، ومن يقف وراء حصاره وتجويعه وقطع رواتب موظفيه.
ألسنا متفقين مع أنفسنا ومع بعضنا البعض أننا أبناء شعب يمني واحد، وجميعنا يسعى لحفظ الدم اليمني والثروات اليمنية وأن لا يكون هناك أي مظهر من مظاهر الاحتلال لأية ذرة من التراب اليمني؟
وألسنا متفقين على أن يسود العدل بين أبناء شعبنا ويسود معه الأمن والاستقرار والسلام والنهضة، بكل تأكيد نتفق في كُـلّ هذه الأمور، ولكن من يفرقنا ويجعلنا نبتعد عنها يوماً تلو آخر، من الذي يدفع بنا للمزيد من الاختلاف والتنازع؟ من الذي يقف سداً منيعاً أمامنا ليمنعنا من التقارب والتوافق في بعض الملفات الإنسانية اليوم؟ أليس هو الأمريكي والبريطاني والفرنسي والصهيوني؟ أليس هؤلاء أعداؤنا وأعداء شعوبنا وأعداء ديننا وأعداء البشرية والإنسانية؟
فلماذا ما نكون صادقين مع أنفسنا ونفتح قنوات تواصل بيننا البين ونعدل من خطابنا الإعلامي كأبناء شعب واحد خدعت بعض مكوناته السياسية وانساقت خلف مخطّطات الأعداء حين تربت منذ عقود على ثقافة الخيانة والتبعية للعدو المتربص بنا، فسخرت إمْكَانيات شعبنا لتنفيذ أجندته الاستعمارية ليتمكّن هو من احتلال سُقطرى وحضرموت والمهرة وعدن وشبوة ومأرب وأبين وباب المندب والجزر والموانئ اليمنية، وكأن ذلك لا يصل إلى ما فيه الكفاية لنفهم من هو عدونا وكيف نتوحد لمواجهته ونتيح المجال لدعوات التصالح والتسامح فيما بيننا أَو نؤجل حساباتنا البينية حتى يتسنى لنا تحرير أرضنا وحماية سيادتنا وصون مقدراتنا!
كيف هو خطابنا الإعلامي كمكوناتٍ يمنية وإن كان بعضها يتبع العدوان؟ أليس من الأولى بنا والأجدر بنا أن نقول ونعمل كُـلّ ما يقرب المسافات واختلاف وجهات النظر بيننا ويوحد صفوفنا؟ أم أن هناك من يمنع الجميع من تعديل الخطاب الإعلامي، ومن إعاقة أية جهود ووساطات يمنية أَو عربية لإصلاح ذات البين كأبناء شعب واحد؟
بكل تأكيد هم هؤلاء من يسعون لمنعنا من التقارب والتصالح وفتح حوارات يمينية يمنية لا وجود لهم فيها ولا قرار لهم بها ولا دخل لهم بمخرجاتها.
هل استوعبنا ذلك؟ هل أدركنا أن البريطاني والأمريكي والصهيوني يخافون وترتعد فرائصهم ويشعرون بالفشل حين تكون هناك أية مقاربات سياسية بين أبناء الشعب اليمني، وبين القيادة السياسية في صنعاء والقيادة السعوديّة في الرياض!
لماذا تسعى بريطانيا جاهدة لعرقلة جهود السلام، ودفع الأمور نحو استئناف العمليات العسكرية في اليمن؟ ما مصلحتها ولماذا في هذا التوقيت؟ جميعنا كشعب يمني مسلم ندرك بأن أية مشكلة وأية جريمة وأي ظلم أَو أي فساد يحل في هذا العالم وراءه اليهود وراءه بريطانيا وأمريكا وكيان العدوّ الصهيوني، وراءه الماسونية العالمية، وراءه حزب الشيطان وجنده.
ما نحتاجه اليوم وفي هذه المرحلة بالذات ومن باب المبادرة من طرف واحد هو أن ننعشَ جهودَ ومساعيَ لجان المصالحة الوطنية وتعزيز الخطاب الداعي للسلام واستمرار فتح بوابة العفو العام ومناشدة المغرر بهم للعودة إلى صف الوطن، فلكل مرحلة خطابها السياسي والإعلامي الذي يتوافق مع المقاصد والأهداف والخطط التي تخدم المصلحة العامة.