أمريكا وبريطانيا تعيقان السلامَ في اليمن.. بقلم/ رحـاب الـقـحـم
بريطانيا العدوانية ذات الخلفية الاستعمارية عسير عليها أن تغادر تلك العقلية لتكون دولة طبيعية، ولأنها كذلك فليس غريباً عليها أن تحرض مرتزِقتها على تبني إجراءات اقتصادية تفاقم من معاناة الشعب اليمني، ولا يخجل أن يصور ذلك بدعوى الحرص على مصلحة اليمنيين، وأية مصلحة من رفع سعر الدولار الجمركي، والذي من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع الأسعار بصورة جنونية، ولو كانت تلك الخطوة داخل المملكة المتحدة نفسها لشهدت مظاهرات عارمة تدعو لإسقاط الحكومة البريطانية، وحسناً فعل السفير البريطاني بتصريحه الأخرق ليتبين حجم التدخل الغربي والمدى الذي وصل إليه في تشديد الحصار على اليمن.
الحرب العدوانية على اليمن أمريكية، وهي كذلك منذ عقود، وما من جدل سياسي أَو اجتماعي أَو شعبي، على أن المتجدد والمُستمرّ هو توظيف واشنطن لدول عربية وآسيوية وأفريقية في حروبها، لكنها وجدت انكساراً في اليمن وتعمل الآن في تخريب السلام، وتؤكّـد الخارجية اليمنية رداً على بيان بايدن بالتزامن مع مرور عام على العمليات العسكرية اليمنية الدفاعية المشروعة.
رفض إجراءات أدوات التحالف بشأن الزيادة في الدولار الجمركي محل إجماع شعبي، ومع ذلك من غير المرجح أن تنتهج دول العدوان وأتباعها طريق آخر غير التضييق الاقتصادي، وهذا النوع من الحرب بات الورقة المستخدمة، وقد يئس العدوّ عسكريًّا وسياسياً.
في أعقاب النقاشات الثنائية التي شهدتها صنعاء، كثرت التكهنات والتخرصات، مع أن شيئاً لم يحسم بعد والأمور لا تزال قيد النقاش، وإن اتسمت دبلوماسياً بالإيجابية كما تصفها جميع الأطراف، وآخرهم وزير الخارجية السعوديّ، خلال ندوة نقاشية في دافوس بعنوان: الشرق الأوسط نقطة التقاء أم ساحة معركة، والعنوان ينطبق على دول العدوان والحصار، بعد أن تعاطت معها صنعاء بكل إيجابية، فَـإنَّ الإيجابية في المقابل يجب أن تغادر مربع القول إلى الفعل، وما لم تتحول الأقوال إلى الأفعال، فَـإنَّ المنطقة ستكون ساحة لمعركة لا تبقي ولا تذر، وستقلب الطاولة وتنسف كُـلّ أولويات دول العدوان، أما اليمن فلن يخسر أكثر مما قد خسر، والخاسرون هم من يحاولون اللعب على الوقت وبيع الكلام، ومن دون لف ولا دوران، تبقى الاستحقاقات الإنسانية أولوية مُلحة، وهي بوابة العبور الإجبارية والوحيدة لمن يريد السلام، والسلام ختام.