إحراقُ المصحف الكريم وموقفُ المتأسلمين والمطبِّعين.. بقلم/ نايف حيدان*
دولة السويد ترتكب جرماً كَبيراً بهذا التصرف والعمل اللا أخلاقي.. فجريمة إحراق كتاب القرآن الكريم والتعمد بتوثيق الحدث ونشره عبر وسائل الإعلام ليس له هدف إلا صنع ثقافة الكراهية بين الأديان وتعمد الإساءة للدين الإسلامي لتأتي ردود سلبية تخدم الجماعات المتطرفة وتزيد من نشاط الأعمال الإرهابية والتي تنسب بشكلٍ دائم للإسلام والمسلمين.
فبقراءةٍ متأنية لهذا الحدث وقراءة ما وراء هذا العمل يتكشف أن من قام بهذا الفعل لا يسعى لخدمة بلده أَو ديانته بل إن صمت ورضا دولة السويد لهذا الفعل كحكومة وشعب سيجني من ورائه المزيد من الاستهداف والجرائم التي يحرمها الدين الإسلامي ويمارسها من ينسبون أنفسهم له خدمة للمشروع الصهيوني بغرض التعمد للإساءة للإسلام والمسلمين وتصويره عالميًّا بدين الإرهاب ليسهل لجيوش أعداء الإسلام بالتواجد بالمناطق التي يريدونها تحت عناوين مختلفة منها محاربة الإرهاب كما حدث في أفغانستان وكثير من الدول العربية والإسلامية وما يحدث اليوم أَيْـضاً في العديد من الدول بالسيطرة على الممرات المائية والموانئ والمناطق التي هي غنية بالثروات النفطية وغيرها.
وإذا تساءلنا لماذا كُـلّ هذه الجرأة بإحراق كتاب القرآن الكريم والإساءة للمقدسات الدينية سنجد الإجَابَة أن للمسلمين دوراً كبيراً في الوصول لمثل هذه الأعمال المسيئة وذلك للتفكك الذي تشهده البلدان العربية والإسلامية والإقدام على التطبيع مع الصهيونية وإنشاء تحالفات محاربة لدول تعادي الصهيونية، إضافةً إلى التسابق من زعماء ورؤساء وملوك دول لتقديم الخدمات والرضا لدول تكن العداء والكراهية للإسلام ولم يكتفِ هؤلاء بتلك التصرفات فقط بل وصل الأمر لأن يتم منع المسلمين من أداء فريضة الحج كما هو حاصل مع اليمن وسوريا وإيران وحتى فلسطين.
ولأن التفريط القيادي لبعض الدول الإسلامية حاصل فلا بد للشعوب أن تتحَرّك بكل قوة للخروج بمسيرات ومظاهرات رافضة ومدينة لإحراق كتاب القرآن الكريم ثم التحَرّك لعزل وإسقاط ومحاكمة الحكام المتواطئين والمفرطين وَغير المعبرين عن طموح وآمال الشعوب كخطوة أولى لتعديل السياسات والمواقف يتبعها خطوات أكثر قسوة في حال الاستمرار بسياسة التفريط واللا مبالاة بحماية وصون المقدسات الإسلامية.
فبإسقاط الحكام غير المؤتمنين على حماية الدين الإسلامي ستتوحد الشعوب لتصبح أُمَّـة إسلامية واحدة تصون وتحافظ على الدين الإسلامي وتمنع الإساءة أَو الاستهتار بالإسلام والمسلمين.
* عضو مجلس الشورى