إحراق نسخة من المصحف الشريف في السويد جريمة هزت وجدان اليمنيين
المسيرة: منصور البكالي
رَدّاً على إحراق اللوبي الصهوني لنسخة من المصف الشريف في السويد خرج أبناءُ الشعب اليمني في مسيراتٍ غاضبةٍ في عددٍ من المحافظات، مندّدين بهذه الجريمة التي تمس مشاعر ومقدسات المسلمين، ومؤكّـدين تمسكهم بالقرآن الكريم وقوة ارتباطهم به.
وفي هذه المسيرات الغاضبة عبر العلماء والمثقفون والمواطنون عن غضبهم واستيائهم الشديد جراء هذه الممارسات الصهيونية الهادفة التي نالت من قدسية القرآن الكريم وهزت ثقة الشعوب الإسلامية به على حساب نشر قيم الانحطاط والكفر والإلحاد.
والتقت صحيفة المسيرة بعددٍ من المواطنين والعلماء والتربويين الذين أكّـدوا تمسك شعبنا اليمني بالقرآن الكريم وكل الرموز والمقدسات الإسلامية، داعين الشعوب العربية والإسلامية إلى التحَرّك الجاد غضباً لقرآنهم، والضغط على حكوماتهم لاتِّخاذ إجراءات قانونية متعارف عليها لردع النظام السويدي ومن قاموا بإحراق المصحف الشريف.
في هذا السياق يقول وكيل وزارة الأوقاف العلامة صالح الخولاني من ساحة باب اليمن: “نقول للسويد بهذه الأعمال تحرقون أنظمتكم ومخطّطاتهم وبرامجهم، وخروج شعبنا اليوم في هذه الساحة وغيرها هو خروج مشرف لله ولرسوله ولقرآنه ولأمته وضد من يسيء لهذه الأُمَّــة، وهذا دليل على ارتباط شعبنا بالقرآن الكريم”.
ويتابع الخولاني في حديثه لصحيفة “المسيرة”: “هذا الخروج هو خروج قرآني بامتيَاز على أرقى مستوى وهو خروج مليء بالغضب، وها هم اليوم يذكرونا بمقولة الإمام زيد عندما قال ذلك اليهودي الذي كان بجوار هشام بن عبدالملك عندما أساء إلى النبي الأكرم -صلى الله عليه وآله وسلم-: “أيها اليهودي لئن أمكنني الله منك لانتزعن روحك من جسدك”، وهذا الشعب اليمني اليوم يجدد ويقول: “أيها اليهودي السويدي لئن أمكنني الله منك لانتزعن روحك من جسدك، ولننهي روحك وروح من هم في صفك؛ لأَنَّ القرآن خط أحمر؛ ولأن الأنبياء خط أحمر؛ ولأن المقدسات خط أحمر، لأمتنا ولشعبنا، ولن نسمح بالإساءة إليها وحياتنا وأموالنا وأروحنا وشعبنا فداء لكتاب الله ولأنبياء الله ولكل ما يتصل بالله”.
ويدعو الخولاني الحكومات الإسلامية والعربية الحرة إلى اتِّخاذ الإجراءات المتعارف عليها بين الدول ضد من يسيء إلى الرموز والمقدسات والشعوب والأمم، وأقل القليل أن يبلغوا هذا النظام بأن يعاقبَ من قام بهذا الجرم وأن يعتذر هذا النظام للشعوب الإسلامية، وأن يلتزم بأن لا يتكرّر ذلك، ما لم فعلى الشعوب مقاطعة هذا النظام والضغط على حكوماتهم لإنهاء العلاقات مع السويد، مُشيراً إلى أن المقاطعة الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية في متناول الأنظمة العربية والإسلامية”.
ويلفت الخولاني إلى أن الشعب اليمني في ميدان المواجهة ليتخذ الإجراءات اللازمة لردع السويد ومن يقف ويشجع على فعالها.
بدوره يقول الدكتور العلامة خالد القروطي: “من الواجب شرعاً وديناً أن تثور شعوب الأُمَّــة العربية والإسلامية غضباً واستنكاراً لحرق المصحف الشريف القرآن الكريم، وإعلاناً بالولاء لله ورسله ونصرةً لكتابه وبراءةً من الغرب ومقاطعةً له وغضباً في وجهه، وعياً وبصيرةً بخبث اليهود والنصارى ونصرةً للإسلام”.
ويتابع قائلاً: “في أرقى وأجمل وأفضل دولة في أُورُوبا في بلاد الحريات والحقوق الكاذبة “السويد” يتم حرق المصحف علناً أمام العالم تحت حراسة الشرطة السويدية، وتمت إهانة أقدس المقدسات عند كُـلّ من يدّعي الإيمان والإسلام كلام الله سبحانه”، متسائلاً: “فأين هو صوتك؟ لماذا لا أرى ولا أسمع موقفك؟”.
ويواصل القروطي: “ما تم القيام به في دولة السويد من حرقٍ وتدنيس لكلام الله العزيز هو تصرف يكشف حقيقة الانتماء لهذا الدين من خلال ردود أفعال من ينتمون للإسلام، وكذا الحقيقة الجلية لكذبة الحقوق والحريات المزعومة في أُورُوبا”.
ويخاطب القروطي شباب الأُمَّــة ورواد التواصل الاجتماعي بقوله: “يا رواد وسائل التواصل الاجتماعي هذا القرآن وليس كتاب فلان ولا علان تعظيمه من تعظيم الله جل جلاله، وإهانته من الاستخفاف به سبحانه فما هو ردكم؟ وليست مواقفكم تخيلوا فقط أن مواطناً عربياً أَو إسلامياً ظهر في وسط شارع في أية عاصمة أُورُوبية يصيح بأن مجزرة الهولوكوست المزعومة كذبة لا حقيقة لها ما الذي سيحدث له؟ هل ستحميه الشرطة السويدية؟ هل ستحضر قنوات العالم لتصويره؟ هل أصبح المسلمون إلى هذه الدرجة من الوضاعة والحقارة؟ من لم تثر ثائرته ينفطر فؤاده، يستشيط غضباً، يثور غيرةً على كلام الله وكتابه، فهو كاذب دجال في ادِّعاء إيمانه”.
ويشير القروطي إلى أنه من الواجب على كُـلّ من يؤمن بالله، يعظم الله، يجل الله، يؤمن بكتابه القرآن الكريم أن يرفع صوته، ويعلن موقفه، غضباً واستنكاراً، لما جرى من حرق كتاب الله، وأن يفيق ويرى أُورُوبا والغرب بعين القرآن الكريم (وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ، لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ).
القرآن دستور الحياة
من جانبه يقول الشاب عبدالحكيم اليوسفي: “القرآن الكريم هو كتاب الله وآيات الله الذي نزله إلى عباده لهدايتهم وهو دستور الحياة ولا يحق لأياً كان إحراقه أَو النيل منه، وما يقومون به من إحراق واستهزاء بآياته، سيناله عقابه عاجلاً أم آجلاً، بإذن الله سبحانه وتعالى وبأيادي هؤلاء الشباب المؤمنين المجاهدين، وستنالهم يد الله الضاربة وعدالة السماء لن تغفلهم أبداً”.
ويتابع اليوسفي في حديثه لصحيفة “المسيرة”: “من واجب الشعوب الثورة لمقدساتها وأن تهتم بتلك المقدسات ولا تسمح لأياً كان بالمساس بها أَو محاولة تدنيسها والنيل منها ومن قيمتها في قلوب الأُمَّــة”، مُضيفاً “يقول سيدي الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي: إن الشعوب ترى إلى الحكام بأنه قد فقد الأمل فيهم ولم يعد فيهم الأمل على الإطلاق بل إن الأمل هو في الشعوب أن تتحَرّك وأنت تثور لمقدساتها هي لا أن تنتظر الآخرين لا تنتظر الدول والحكومات أن تعمل شيء؛ لأَنَّ الحكومات أصبحت عميلة بيد اليهود والنصارى كلها أصبحت مستأجرة بيد اللوبي الصهيوني، لا يرجى منهم أي خير، إنما الواجب على الشعوب وعلى الشباب المؤمن الشباب المسلم هو أن يثوروا لمقدساتهم أن يغضبوا لمقدساتهم لا أن ينتظر الآخرين”.
ويؤكّـد اليوسفي أن مقدسات الأُمَّــة رمز لهُــوِيَّتنا وأصالتنا وحريتنا واستقلالنا، ولا يمكن أن ننال العزة بدون الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى وإلى كتاب الله وأنبيائه ورسله، والعزة هي في تمسكنا بكتاب الله، والعزة هي في تمسكنا بأنبياء الله، والعزة هي في تمسكنا بمنهج الله سبحانه وتعالى، فلا يمكن أن يعزنا أي شيء إذَا فقدنا العزة من الله سبحانه وتعالى.
من جانبه يقول الأُستاذ بدرالدين أحمد عبدالله الحوثي “ليعلم أعداء الله وأعداء دينه وأعداء كتابه وأعداء نبيه أننا لا نزال شعب القرآن وشعب الإيمان نقف لهم بالمرصاد، ونؤكّـد لهم أن أعمالهم ووقاحة أفعالهم بكتاب الله القرآن الكريم محاولةً بائسة لجس نبض الأُمَّــة وطبيعة ردها”.
ويضيف الحوثي في حديثه لصحيفة “المسيرة” لا بدَّ أن نرد لهم رداً قوياً مزلزلاً يحمل غضب شعوب أمتنا ورسالة تصل إلى كُـلّ من تسول له نفسه إحراق كتاب الله أَو التعدي عليه وعلى رسوله الأكرم محمد -صلى الله عليه وآله وسلم-“.
ويحمل الحوثي الشعوب العربية والإسلامية مسؤولية الغفلة التي هم فيها وركونهم على حكامهم العملاء المتواطئين مع اليهود والنصارى على حساب الأُمَّــة ومقدساتها ورموزها، داعياً شعوب الأُمَّــة القرآنية إلى الوحدة والتمسك بكتاب الله وبرسوله وضرورة العودة الجادة إلى القرآن الكريم والأخذ بما جاء في نصوصه وآياته.
من ناحيته يقول الشاب بدر أحمد عبدالله عوضة: “شعبنا اليمني لم ولن يقبل الصمت واللا موقف تجاه ما يحصل بحق كتاب الله بل نحن شعب القرآن وحملته نهتدي به ونتبع نوره ووعيه وبصيرته وإرشاده لنا ونحن شعب المسيرة القرآنية سنظل نحمي كتاب الله وندافع عنه ما عشنا في هذه الحياة”.
ويتابع عوضة في حديثه لصحيفة “المسيرة”: “على الأُمَّــة أن تتحَرّك أن تغضب أن تثور في وجوه الصهاينة اليهود في وجه أعدائها وأعداء دينها وأعداء نبيها وأعداء قرآنها الكريم، وَإذَا لم تتحَرّك اليوم فسيتمادى العدوّ أكثر فأكثر؛ لأَنَّه لم يجد ما يردعه لم يجد ما يصده لم يجد ما يمنعه، لم يلمس ما يخيفه من تكرار أفعاله الهادفة للنيل من الأُمَّــة ورموزها، وها نحن أبناء الشعب اليمني نعلن جهوزيتنا لمواجهة اليهود والنصارى وخوض كُـلّ أنواع الحرب والصراع معهم؛ لأَنَّ الله يريد منا ذلك ورسوله”.
ويردف عوضة “القرآن فيه هدايتنا وهداية البشرية جمعاء فهو المنقذ والمخلص والمرجع للإنسانية جمعاء لو علمت ووعت ما تحمله آياته من رحمة الله وهدايته بعباده، لكن بعد الأُمَّــة الإسلامية أولاً عن التمسك بكتاب الله وتطبيقه في واقعها العملي دفع اليهود إلى السخرية منه وإحراقه دون أي رادع دون أي ريب دون أية مراعاة لأمة الإسلام بجميع شعوبها”.
خروجٌ لاستشعار المسؤولية
أحمد راشد أحمد الزبير وهو رافع كتاب الله عالياً في يده اليمين وصورة القادة العظماء للمشروع القرآني في لوحةٍ على جنبه الأيسر يقول مزمجراً وغاضباً: “خرجنا هذا اليوم استشعاراً للمسؤولية ولدين الله ونقول للأعداء والله إننا غاضبون ومستعدون للقتال ضد أعداء الله، لإعلاء كلمة الله وذوداً عن قدسية كتابه القرآن الكريم”.
ويتابع في حديثه لصحيفة “المسيرة”: “خروج الشعب اليمني العظيم في هذا اليوم بسخط وعنفوان تعبيراً عن ارتباطه بالقرآن الكريم وحمل مشروعه القرآني الذي جاء به رسول الله وجدد فينا إحياءه حفيده سيدي ومولاي الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي -عليه السلام- وقائد المسيرة القرآنية سيدي ومولاي عبدالملك بدرالدين “الحوثي -عليه السلام- فنحن شعب نعشق الشهادة في سبيل الله ومن أجل إعلاء كلمة الله ولا نخاف أحداً غير الله وجاهزون لخوض المواجهة ضد أعداء الله مهما كان الثمن”.
ويضيف الزبير “شعبنا الغاضب في كُـلّ الميادين والحاضر في كُـلّ الجبهات منذ 8 أعوام جاهز اليوم لتوجيهات السيد القائد، حاضرون للمواجهة وحاضرون للمقاطعة وحاضرون لكل الخيارات الرادعة”.
أحمد عبدالملك الخزان من ساحة باب اليمن بالعاصمة صنعاء يوجه رسالة للمسلمين بقوله: “رسالتنا للمسلمين بأن يعوا ويعرفوا عظمة القرآن الكريم ويستشعروا أهميته؛ باعتباره كتاب الله واعتباره المنهج الذي نخرج به من كُـلّ الأزمات ونواجه به كُـلّ التحديات، إذَا ما اعتصمنا به فستتحقّق وحدة الأخوّة بيننا”.
ويتابع الخزان في حديثة لصحيفة “المسيرة” نقول لأعداء الله: “لقد أشعلتم النار على أنفسكم اليوم وشعوب الأُمَّــة لن يصمتوا ولن يقفوا متفرجين، ومكتوفي الأيادي للأبد، بدون موقف، والمتغيرات في الخراطة السياسية والعسكرية لصالح المؤمنين المجاهدين وسيأتي عما قرب اليوم الذي تدفعون ثمن أفعالكم وجرائمكم ووقاحتكم”، مُشيراً إلى أن إحراق كتاب الله يستنهض عزائم وهمم المسلمين ويشعل غضب الشعوب لله، وها هو شعبنا اليمني يخرج في هذه المسيرات الغاضبة لتقدم النموذج الراقي لبقية الشعوب التي ندعوها للخروج المشرّف، والضغط على حكوماتها باتِّخاذ إجراءات قانونية تجاه النظام السويدي وضد من أحرق كتاب الله وضد من شارك في حماية من يحرقه”.
وعلى الأُمَّــة أن تعودَ إلى كتاب الله وتنهَلَ من غزارة علومه لما فيه القوة والعزة والغلبة في كُـلّ مجالات الحياة، كما على الشعوب اتِّخاذ مواقف قوية تجاه السفراء السويديين في السفارات الموجودة في العالم العربي والإسلامي، ومن هنا سيكون بداية الرد وإشعار الطرف السويدي بفظاعة جُرمه وقُبْحِ ما صنع”.