ارتداداتُ عملية النبي يعقوب البطولية..بقلم/ د. فؤاد عبدالوهَّـاب الشامي
تنوّعت الأحداثُ في فلسطين المحتلّة خلال العام الماضي 2022م بين عمليات فلسطينية محدودة واعتداءات صهيونية واسعة كان آخرها عملية النبي يعقوب مساء الجمعة الماضية الذي افتتحت به هذا العام رداً على الاعتداء الصهيوني الغاشم على جنين ونابلس في الأيّام الماضية والذي أسفر عن استشهاد عدد من الفلسطينيين، فبالرغم من الصلف الصهيوني واستخدامه لمختلف الوسائل غير المشروعة إلى جانب استخدامه للقوة المفرطة في مواجهة الشعب الفلسطيني الاعزل منذ عام 1948م حتى اليوم، إلَّا أن هذا الشعب لم يستسلم واستمر في مقاومته للاحتلال الصهيوني الغاشم بكل الوسائل المتاحة.
ففي مساء الجمعة الماضية نفذ أحد الأبطال الفلسطينيين عملية بطولية في حي النبي يعقوب في القدس المحتلّة أسفرت عن مقتل سبعة صهاينة وجرح آخرين، وقد كشفت هذه العملية القناع عن الوجه الحقيقي للدول التي تدَّعي حرصها على حماية المدنيين كما فعلت في إيران مؤخّراً وعلى رأس هذه الدول أمريكا ومن يدور في فلكها، فقد كانت هذه الدول تسارع للدعوة إلى ضبط النفس عندما يرتكب العدوّ الصهيوني جريمة في حق الفلسطينيين مثلما حدث خلال العام الماضي في نابلس وجنيين، وعندما ينفذ فلسطيني عملية ولو بسيطة رداً على الاعتداءات الصهيونية تنهال الإدانات من كُـلّ حدب وصوب كما حدث في عملية النبي يعقوب، ففي هذه العملية سارعت الكثير من دول العالم “الحر” كما تسمي نفسها إلى إدانة العملية وإعلان تفهمها لدفاع الصهاينة عن أنفسهم، حَيثُ أصدرت أمريكا بياناً يوضح موقفَها من العملية احتوى على الإدانة والتفهم والالتزام بأمن الكيان الصهيوني، ولم تكتفِ بذلك بل خرج بايدن في تصريح متلفز أضاف فيه أن هذه العملية تعتبر اعتداءً على العالم الحر، وتبعه في هذا الموقف الاتّحاد الأُورُوبي ودول عديدة منها السعوديّة التي أدانت قتل “المدنيين” والإمارات التي أدانت هذه العملية واعتبرتها “عملية إرهابية”.
لم تتعرَّضِ المواقفُ المذكورة للظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني على مدى نصف قرن ابتداءً من احتلال أرضهم وتعرضهم للقتل والتنكيل، مُرورًا بمنعهم من العيش الطبيعي من خلال سجنهم وحصارهم داخل الأراضي المحتلّة، وُصُـولاً إلى مصادرة ممتلكاتهم وتهديم بيوتهم ومنعهم من التعبير عن قضيتهم العادلة، وفي هذا الإطار وصل الشعبُ الفلسطيني إلى قناعة أن السلامَ أُكذوبةٌ كبرى لن تُعيدَ لهم حقوقَهم، وأن الذي يجعلُ العالمَ ينصتُ لهم هو طريقُ المقاومة والجهاد الذي حث عليه اللهُ سبحانه وتعالى في كتابه الكريم.