عديمو المروءة يسجنون مروة.. بقلم/ إبتهال محمد أبوطالب
الجرائمُ أصبحت هواءً يتنفّسُه اللانظام السعوديّ، وشرّاً يتفاخرُ به، فإجرامُه في يمن الحكمة والإيمان يشهدُ له الترابُ قبل الأحجار والليلُ قبل النهار، لم يسلمْ منه حتى الطيرُ في الأجواء والأجِنّةُ في الأحشاء.
آخرُ تلك الجرائم سجنُ اللانظام السعوديّ لامرأة يمنيةٍ تُدعى مروة التي قصدت مكةَ للعمرة، هذه المعتمرة تفوهت عليها إحدى الشرطيات بمعنى قولها: إن اليمنيين ليسوا بالطيبين، فما كان من المعتمرة اليمنية مروة إلا الرد عليها بالقول: (أنتم يا السعوديّين دمّـرتم بلادنا).
وبسبب هذا القول الحق سُجنت واتهمت بأن لديها متفجرات وقنابل، ومن ثَّم حُكِم عليها بالسجن عاماً كامِلًا..
ذلك القول الحق مَثَّلَ قنبلة للانظام السعوديّ، يا ترى ماذا تريد أيها اللانظام الغبي أن تقول لك المرأة؟!
هل تريد أن تقول لك: أنت عَمّرتَ بلادَنا اليمن؟! والواقع يشهد بدمارك له، هل تريد أن تقولَ لك: أنت طيِّبُ الأخلاق؟! ومكة تئنُّ من الفساد الكائن فيها؛ بفعلِ الملاهي والمراقص التي تحييها.
هل تريد أن تقول لك: أنت جسدت القرآن، وأنتَ في عداء للقرآن مدى الأزمان؟! هل تريد أن تقول لك: اليمن ممتن لجوارك الأصيل؟! والواقع يثبت أنكَ بئس الجار.
هل تريد أن تقول لك: إن صفحات التاريخ تلمع بذكر مآثرك؟! والواقع يثبت بأنها تسوَّدُ لعنًا بمساوئك.
سأضيف إلى ما قالته المعتمرة مروة: إنكَ أيّها الأحمق المجرم دمّـرتَ أخلاق الإسلام، في حين أن الأتقياء في جهد متواصل لترميمها، أنت من غيَّرت شعائرَ مكةَ وطمست معالمَها ودنّستها ببغيك وفسادك، أنت مَن ضيَّقتَ ساحة مكة بقصد تقليل الحاجين وَالمعتمرين للكعبة، بل أنت من ألبست الكعبة رداءً أسودَ بقصد إخفاء روحانيتها ومظهرها الحقيقي، أنت من غيّرت موضع رجم أخيك الشيطان حُبًّا له وخوفًا من إهانته!
إنَّ إجرامَك أيها اللانظام بحق هذه المرأة اليمنية هو الخسة والدناءة، هو الهزيمة والفشل، هو حلقة إجرام من سلاسل فسادك وطغيانك يا أصل الفساد ومنبع الطغيان.