الإيمَـان يمان.. الاسمُ والمسمّى.. بقلم/ طلال الغادر
لماذا لم يختر النبي -صلوات الله عليه وآله وسلم- إلى جوار اليمن بلداً آخرَ ليشركه في هذا الوسام.
ما السبب؟ هل أن النبي -صلوات الله عليه وآله- يجامل اليمن؟!
عندما نعود بأذهاننا إلى ما قبل السنة الثامنة للهجرة، بعد إرسال النبي -صلوات الله عليه وآله وسلم- للإمام علي -عليه السلام- إلى اليمن مبلغاً رسالة الله إليهم، أتاه الرد من دخول أهل اليمن الإسلام فاستهل واستبشر -صلوات الله عليه وآله- لهذا الخبر وسجد شاكراً لله رب العالمين.
وتم حينها منح أهل اليمن أعظم وسام (الإيمَـان يمان) ) وهذا الوسام له دلالات عدة.
كأن النبي على علم بما نحن عليه الآن، كيف لا وهو لا ينطق عن الهوى إن هو إلَّا وحي يوحى، وهو من أخبر الإمام علي -عليه السلام- قبل مقتله بأربعين سنة “تسقى هذه من هذا وأشَارَ إلى لحيته ورأسه” -عليهما سلام الله.
نجد اليمن اليوم ملازمين للنبي -صلوات الله عليه وآله- ولكتاب الله القرآن الكريم نرى وراينا ذَلك جليًّا.
فحينما انفرد أهل اليمن سابقًا بأعظم وسام “الإيمَـان يمان”، ها هم اليوم ينفردون بواحدية الموقف المشرف مع النبي -صلوات الله عليه وآله- ومع القرآن الكريم، حينما خرج شعب اليمن وحيداً بين كُـلّ الشعوب غاضباً مستنفراً يندّد ويشجب الإساءة لكتاب الله وحرقه من قبل الملعونين، وهذا يدل على الارتباط الوثيق بالهُــوِيَّة والولاء المطلق لله ولرسوله وللمؤمنين.
ومع تطور الأحداث والمؤامرات على الدين والمقدسات والرموز الإسلامية يكشف لنا الواقع تألق وبروز يمن الإيمَـان في الصدارة والواجهة رغم ما حَـلّ به بل من تحت الركام خرج اليمانيون مجددين العهد والولاء العملي في الميادين المقدسة وقوفاً في نحور الأعداء والمتربصين، شاهرين سلاح الإيمَـان السلاح الذي لا يملكه أكبر وأعتى الدول، ومن هذه المعطيات يتجلى لنا الدور المحوري ليمن الإيمَـان لما يستجد من أحداث وتحديات وَمؤامرات بإذن الله سنكون عند حسن ظن النبي -صلوات الله عليه وآله- بيمن الإيمَـان، من هنا نجد أهمية كُـلّ محطة إيمَـانية تربوياً وتعبوياً ومعنوياً ويدرك كُـلّ ذي بال كم هي خسارة من يتنصل في أشرف وأقدس معركة بل هو موسم من أعظم الموسم لعقد تجارة مع الله في عصر ذهبي بين تراجع وارتداد جماعي ينفرد يمن الإيمَـان ليكون من مصاديق قوله تعالى: “فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ”.
تجلى تحذير السيد عبد الملك الحوثي، لقادة الغرب في المولد النبوي الشريف، كلّ ذَلك يرسخ في أذهاننا قول الشاعر: أعظم قيادة فوق سطح الكوكب وأعز وأشرف شعب في المعمورة.