الهُدنة والدعاياتُ المغرِضة..بقلم/ د. فؤاد عبدالوهَّـاب الشامي
تجري هذه الأيّامُ مفاوضاتٌ صعبةٌ بين حكومة الإنقاذ في صنعاء؛ باعتبارها أهمَّ طرف في الساحة اليمنية في الوقت الحالي وبين السعوديّة؛ باعتبارها زعيمةَ تحالف العدوان الذي شن حرباً ظالمة على اليمن، وهناك مؤشرات تشير إلى إمْكَانية تمديد الهُدنة لمدة ستة أشهر، وتمديد الهُدنة لن يتم إلَّا إذَا تم القبول بشروط صنعاء التي تشمل الموافقة على صرف المرتبات من ثروات البلاد، وتوسيع رحلات الطيران، وفتح ميناء الحديدة لاستقبال كافة السفن، وحل قضية الأسرى لدى الطرفين، وهذا يجبُ أن يكونَ معلوماً لدى كافة أبناء الشعب اليمني.
ولكن الملفتَ كلَّما جرى الحديثُ عن قُربِ الاتّفاق على تمديد الهُدنة نرى الأبواقَ التابعةَ لحكومة المرتزِقة والتي هي ليست طرف في المفاوضات الجارية تسارع لبت الدعايات المغرضة والاشاعات الكاذبة عن طريق تناول معلومات مغلوطة عن ما يجري في المفاوضات ومخرجاتها؛ وذلك بهَدفِ التشويش عليها، إضافة إلى محاولة إقلاق الرأي العام في المناطق المحرّرة، ودفع سكان تلك المناطق للضغط على الوفد المفاوض.
ومن تلك الدعايات تناول خبر وصول مبالغ مالية كبيرة إلى البنك المركزي بصنعاء خَاصَّة بالمرتبات، وهذا غير صحيح؛ لأَنَّ الاتّفاق لم يُعلَنْ بعدُ، ومن غير المنطقي أن يتم الحديث عن وصول أموال قبل إعلان الاتّفاق، ولكن الهدف من ذلك هو محاولة للإيحاء بأن المرتبات قد وصلت وأن حكومة الإنقاذ لا ترغب في صرفها.
وفي شائعة أُخرى تناول مرتزِقة العدوان أخباراً عن موافقة صنعاء على إخلاء مناطق الحدود الشمالية من القوات العسكرية والسلاح الثقيل بعمق أكثر من ثلاثين كيلو متراً لضمان أمن السعوديّة، وهذا أَيْـضاً غير صحيح؛ لأَنَّ التفاوض في هذه المرحلة متعلق بالجوانب الإنسانية فقط، وأية مواضيع أُخرى مؤجَّلة إلى مرحلة التفاوض السياسي بين كافة الأطراف.
وهناك دعاياتٌ وَشائعات كثيرة وعديدة تبث عن طريق إعلام المرتزِقة وأبواقه المختلفة تتناول القضايا الرئيسية في المفاوضات أَو التفاصيل المتعلقة بتنفيذ الشروط المذكورة سابقًا؛ ونتيجةً لذلك يجب على الشعب اليمني أن لا يصدق أيةَ معلومة لم تصدُرْ عن حكومة الإنقاذ أَو عن مصدر رسمي مفوَّض للحديث عن تمديد الهُدنة، كما يجبُ على الشعب التحلي بالصبر والحكمة والوثوقُ بالقيادة الثورية والسياسية التي تحرصُ على تحقيقِ مصالحه وضمان حقوقه، وذلك حتى نتمكّنَ من تفويتِ الفرصة على الأعداء الذين يعملون ليلَ نهارَ لإثارة الفتنة في البلاد.