اللوبي الصهيوني والأنظمةُ الغربية وسياسةُ تشتيت الانتباه وبُوصلة القطيع..بقلم/ محمد أحمد البخيتي
ما بين التنفيذ والتغطية أحداث يتم افتعالها لتغطية جرائم يتم ارتكابها كواقع حال؛ بهَدفِ تحقيق المحال سياسة ينتهجها اللوبي الصهيوني العبري والأنظمة الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ويؤججها الإعلام الغربي والعربي التابع له، ولا غرابة أن تشاهد إمبراطوريات إعلامية عربية تسبح مع التيار؛ كونها جُزءًا لا يتجزأ من مشروع ماسوني واحد لأهداف صهيونية وغربية مشتركة كحقيقةٍ لا غبارَ عليها.
تتكرّر مراراً وتكراراً من وسائل إعلام أنظمة عميلة أَو كيانات طارئة ودخيلة؛ بهَدفِ تشتيت انتباه الشعوب العربية والإسلامية والتضليل على الرأي العام العالمي والتعتيم على الأحرار الذين لا يزالون يحملون قيماً إنسانية ويرفضون كُـلّ أشكال الإمبريالية بجرمٍ مشهود أَو حدثٍ معهود سواءً تم افتعاله بتخطيطٍ مسبق أَو تزامن حدوثه مع تاريخ معد له لتنفيذ مخطّط معين، أَو حدث استغل الصهاينة والغرب حدوثه للتركيز عليه وتأجيجه عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة والترويج له عبر مواقع التواصل الاجتماعي وجعله الحدث الأهم للتغطية على جرائم يقومون بارتكابها أَو تنفيذ مخطّطات سبق الإعداد لها في إطار المساعي الإسرائيلية في إحراز تقدمٍ ميداني أَو القيام بأي نشاط استيطاني كخطواتٍ تحدث تباعاً منذ أن وضع اليهود أعينهم على أرض فلسطين.
ولو راجعنا تسلسل الأحداث السابقة خُصُوصاً الأحداث التي لها تأثير على مجريات الساحة العالمية كالتغيرات التي تتواكب مع الانتخابات بدول الاستكبار العالمي أَو بالدول المناهضة لها كالقوى الدولية الصاعدة المناهضة لنظام حكم القطب الواحد المنافسة للولايات المتحدة الأمريكية في مجال التكنولوجيا الحديثة أَو التقدم العسكري والاقتصادي إضافةً إلى الأحداث التي قد تبعث على التعاطف الإنساني أَو تثير الحمية القومية أَو الدينية التي قد يستغل اللوبي الصهيوني حدوثها لتأجيجها والتستر خلفها لتنفيذ جرائم جديدة كتجريف مزارع وممتلكات وبيوت الفلسطينيين وبناء مستوطنات للصهاينة المحتلّين، وتستغل الأنظمة الغربية حدوثها لتأجيجها كوسيلةٍ للتعتيم على بناءها لقواعد عسكرية أَو قيامها بإعمال عدوانية ضد الشعوب العربية والإسلامية؛ مِن أجل تحقيق مصالحها وتوسيع نفوذها وبسط هيمنتها وتنفيذ أجندتها ومشاريعها الإمبريالية.
ولو راجعنا فقط الأحداث والمستجدات منذ حادثة 11 سبتمبر 2001م صنيعة الموساد الإسرائيلي وَالسي أي أيه الأمريكية وما ترتبت عليها من أحداث تزامنت معها جرائم وانتهاكات سعت من خلالها أمريكا والاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ أجندتها وتوسيع سيطرتها وبناء قواعدها وبسط نفوذها على حساب دول تم نهبها وَتدميرها وتشريد أهلها، وقام الإعلام بالتغطية على الجرائم التي ارتكبت بحق أبنائها بذرائع مختلفة وأحداث مفتعلة راح ضحيتها أرواحٌ بريئة وأنفسٌ زكية في مجازرَ متفاوتة ودول مختلفة دون أن تلقى اهتماماً من الرأي العام أَو من وسائل الإعلام.
ولو تأملنا أَيْـضاً مجريات الأحداث التي تسلسلت منذ ثورات الربيع العربي كحدثٍ مفتعل وما تواكبت معه من تغيرات الغرب من خلالها إلى استبدال أنظمة عميلة بأنظمة أكثر عمالةً وأشد انبطاحاً ولا زال الغربيون يسعون لتثبيتها رغم مقاومة الشعوب الحرة لها ورفضها لأن تكون تلك الأنظمةُ حاكماً عليها فيما سعت ولا زالت تسعى قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى استغلال حالة الصراع التي تسببت فيه الدول الغربية والموساد الإسرائيلي لتحقيق إنجازات ميدانية في ظل مساعيها لتحقيق هدف من أهدافها السامية الذي طالما حلمت بأن تصبح القدس عاصمتها مستغلة انشغالَ المسلمين في صراعات تم إغراقهم فيها لتعلن صفقة القرن المشؤومة التي تم إعلانها بحضور أمريكا وبعض من الأنظمة العربية العميلة ناهيك عن مساعيها لإيجاد اعتراف عربي من خلال تطبيع العلاقات مع الأنظمة العميلة والكيانات الطارئة والدخيلة.
وعلى نفس سياسة تشتيت الانتباه وبوصلة القطيع وبنفس المنوال ومن أجل نفس الأهداف وكما تم استغلال حادثة الطفل المغربي وقصة السقوط في بئر؛ مِن أجل تشتيت الانتباه واستغلال التعاطف العربي لارتكاب الجرائم بحق الفلسطينيين وبناء مستوطنات في الضفة الغربية تم افتعال جريمة إحراق نسخة من المصحف في السويد كجريمةٍ تثير حمية الشعوب الإسلامية المغلوبة على أمرها وتقوم إمبراطوريات أنظمتها العميلة بتأجيجها وإثارتها للتعتيم عن ما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي من جرائم قتل وإبادة بحق الفلسطينيين في محيط الأقصى وجنين ونتيجة لموقف الإعلام الإيراني الثابت مع القضية الفلسطينية الداعم للمقاومة عمدت عبر خلاياها الذين أوكلت إليهم سابقًا إقلاق السكينة العامة وافتعال الفوضى في إيران إلى ارتكاب جريمة إرهابية جديدة استهدفت بها سفارة أذربيجان وقامت بعدها بمساعدة أمريكا باستهداف الداخل الإيراني ورتل يحمل مساعدات إنسانية إلى سوريا بعمليات عسكرية جوية للتشويش على الإعلام الإيراني وصرف طاقمه عن تغطية الجرائم التي يرتكبها جنود الاحتلال بحق الفلسطينيين أرضاً وإنساناً.