نحن البشرَ مسؤولون عما يجري.. بقلم/ محمود المغربي
نتحدَّثُ دائماً عن تغيير في المناخ وَالاحتباس الحراري وَانبعاث الكربون وغاز الميثان، ونوزع الاتّهامات يمينا ويسارا، ونحمل الأبقار والحيوانات التي نقوم بتربيتها للحصول على ما نحتاج منها من لحوم وألبان وجلود ونطالب بتخفيض استهلك المشتقات النفطية وغيرها من ملوثات؛ لإنقاذ الأرض ونغفل عن السبب الحقيقي وراء كُـلّ ذلك وهو نحن البشر المسؤولون عن كُـلّ ما يجري ونحن من نحتاج إلى تخفيض وإلى تغيير سلوكنا وتعاملنا مع موارد الأرض بعبثية واللا مسؤولية وكأنها ملك لنا ونهدر تلك الموارد ونفرط في الاستهلاك ونحن من نربي تلك الحيوانات ونحن من نستخرج ونستهلك ذلك النفط ونحن من ينتج 100 مليون طن من الأكياس البلاستيكية ونرمي بها في الأرض كُـلّ عام ونحن من
نتكاثر بشكل كبير ومخيف.
وفي حقيقة الأمر لقد استطعنا القضاءَ على الأمراض والأوبئة الفتاكة التي كانت تحصد أرواح مئات الآلاف منا في كُـلّ عقد من الزمن ولم يعد هناك حروبٌ كما كانت في السابق لخلق توازن وآخر تلك الحروب كانت قبل سبعة عقود وتم اختراع الأدوية ورفع مستوى الصحة والأمان، مما تسبب في ارتفاع عدد سكان الأرض بشكل كبير وغير مسبوق وبما يفوق قدرة الأرض على تحمل هذه الزيادة وما ينتج عنها من استهلاك مفرط لموارد الأرض الطبيعية وما نخلّف من نفايات وتلويث للتربة والبحار والهواء من المصانع والمعامل التي تنتج لنا الغذاء والدواء والشراب والثياب والأثاث والكماليات والسيارات والطائرات والسفن وما نصنع من أسلحة.
وعلينا أن ندركَ أن سكانَ الأرض في عشرة آلاف عام لم يصل إلى مليار نسمة وفي المِئة عام الماضية فقط وصل عدد البشر إلى 8 مليارات وفي العشر سنوات القادمة سوف يصل العدد إلى عشرة مليارات بني آدم يحتاجون إلى طعام وشراب وسكن وطاقة وكماليات وعمل، فيما موارد الأرض محدودة، كما أن البشر من يوم خلق الله آدم إلى بداية القرن التاسع عشر لم تستهلك 1 % من موارد الأرض أَو بحجم ما تم استهلك من موارد في المِئة عام الماضية.
حتى إن فيروس كورونا لم يساهم في تخفيض عدد سكان الأرض ولم يعد أمام الطبيعة إلا التدخل بطرق مختلفة لخلق توازن على هذه الأرض قبل أن تفشل الأرض في الحفاظ على توازنها الدقيق للبقاء صالحة للحياة وكل العلامات تدل على أننا نقترب من اليوم الذي تفشل الأرض والطبيعة في إصلاح ما نحدث من أضرار بالغة في توازن هذا الكوكب الصغير.
ومن المتوقع حدوثُ كوارث طبيعية مثل الزلال الأرضية وموجات التسونامي وربما نيازك تتكفل بالمهمة أَو حتى حرب نووية لإعادة الأمور إلى نصابها، وهذه سُنَّةُ الله في هذا الكون.