الشهيدُ القائد.. المظلوميةُ والانتصار..بقلم/ نوال أحمد
إن الحديث عن الشهيد القائد السيد حسين بن بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- هو حديث عن القرآن الكريم بكل سوره وآياته ومعانيه، هو حديث عن المبادئ وَالقيم الإسلامية السامية، عن الهُــوِيَّة الإيمانية اليمانية العظيمة، إنه حديث عن الفضائل والمكارم وعن كمال الإنسانية التي جسدها -رضوان الله عليه- بأعظم وأجلى صورها..
ففي حضرة الشهيد القائد ما عساه القلم أن يكتب واللسان أن ينطق ولو كان أفصح الناطقين؛ لأَنَّنا مهما تحدثنا سيظل حديثنا ناقصاً وقاصراً دون ذلك المقام الرفيع والقمة السامقة التي ارتقى إليها هذا الرجُل القرآني الخالد والعظيم.
عندما تحَرّك الشهيد القائد -رضوان الله عليه- تحَرّك على أَسَاس القرآن وانطلق انطلاقة قرآنية ليعرف الأُمَّــة بالله ويشدها إلى الله، ليستنهض الأُمَّــة ويعرفها بعدوها الحقيقي، يوضح لأبناء الأُمَّــة طبيعة الصراع مع ذلك العدوّ، وكلّ حركته وانطلاقته كانت من خلال القرآن الكريم، الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- حرص على أن يعيد هذه الأُمَّــة إلى القرآن الكريم ويرشد الناس إلى ما فيه هداية ونور لهم، كان لا يتحدث إلا بالقرآن ومن داخل القرآن كان يقول -رضوان الله عليه- نحن لم نأتِ بجديد وإنما نشكو من الجديد، وهو الذي كان يقول رضوان الله عليه: “أنا عندما أحدثكم من القرآن فَـإنَّني إنما أهيئ لأن يعود الناس إلى هذا القرآن”.. ومن خلال القرآن الكريم استطاع -رضوان الله عليه- أن يستنهض الأُمَّــة وأن يُحيي بالقرآن فيها ما أماته الظالمون، وقد بنى بالقرآن أُمَّـة قرآنية تمكّنت من النهوض على قدميها واستطاعت بكل إيمان وصلابة الوقوف في ظل هذه التحديات والظروف الصعبة لتواجه بهذا المشروع القرآني العظيم كُـلّ الأعداء الحقيقيين لهذه الأُمَّــة من اليهود والنصارى، فالمشروع القرآني كشف أعداء الإسلام وعراهم وفضح مشاريعهم الهدامة التي يستهدفون بها الإسلام وأمة الإسلام..
السيد حسين -رضوان الله عليه- استشعر المسؤولية في مرحلةٍ كانت من أخطر وأشد المراحل في تاريخ أمتنا والعالم، تحَرّك من واقع المظلومية وَفي زمن بدأ يسود فيه الظلم، وينتشر فيه الفساد، في واقعٍ كان قد بلغ التضليل ذروته آنذاك، فاستشعر مسؤوليته وحملها على عاتقه وتحَرّك لإنقاذ أُمَّـة جده ولإصلاح واقعها ودفع الخطر عنها، فأطلق هذا المشروع القرآني العظيم الذي انزعج منه اليهود والنصارى وأبدوا تخوفهم من انتشاره في الأُمَّــة واعتبروه أنه هو الخطر الكبير الذي يهدّد وجودهم..
قامت قيامة دول الاستكبار العالمي وجن جنونهم عندما سمعوا شعار الحرية وَالبراءة الذي أعلنه الشهيد القائد كموقفٍ إيماني أمام طغيان أمريكا وإسرائيل، وكانت صرخة حق أطلقها -رضوان الله عليه- في وجوههم توجّـهوا بالحرب الظالمة والإجرامية على هذا المشروع القرآني العظيم، وبدأوا باستهدافه واستهداف حمَلته الذين في مقدمتهم الشهيد القائد -رضوان الله عليه-، فكان استهدافهم للشهيد القائد بكل وحشية؛ لأَنَّه قال كلمة الحق في وجه الظلم وأعلن براءته من قوى الطاغوت أمريكا وإسرائيل، شنوا حربهم الظالمة عليه لثنيه عن موقفه ولكنه بقي ثابتاً على موقفه ولم يتزحزح رغم بشاعة الاستهداف ووحشية الإجرام، فقد جسد بموقفه الإيماني والجهادي مواقف وثبات أجداده الطاهرين المجاهدين كعليٍ والحسين وزيد ويحيى والهادي -سلام الله عليهم أجمعين-.
اليوم ونحن نعيش ذكرى استشهاد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه-، نستذكره كقرينٍ من قرناء القرآن، وَعلمٍ من أعلام الهدى الربانيين، وقائدٍ من قادات الأُمَّــة البارزين والصادقين، وسيدٍ من سادات الأُمَّــة المجاهدين، هذا الرجل القرآني العظيم، الذي أحيا الله به الدين وأحيا بمشروعه القرآني عزة وكرامة في قلوب المؤمنين، فالمشروع القرآني هو النور وفيه الهدى والرحمة لكل الحيارى والتائهين، وقد صار في هذا الزمن المظلم هو سفينة النجاة التي من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى في بحور الغواية والجهل وَالضلال.