مسؤولون يتحدثون عن الهيمنة الأمريكية قبل الثورة.. سيطرة كاملة على الجيش والأمن والمؤسّسات لفرض الاحتلال المباشر
النعيمي: دول مجلس الأمن دائمة العضوية تقاسمت إدارة الملف اليمني نحو الاحتلال والاستعمار
بن حبتور: أمريكا سيطرت على المؤسّسات السيادية لتطويع البلد والشعب لخدمتها ولم أتوقع طردها بتلك الطريقة
الرويشان: هيمنة واشنطن كانت قوية وتجلت مخطّطاتها بعد قيادتها العدوان والحصار منذ ثماني سنوات
المسيرة: خاص
تحدث مسؤولون بالمجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني، أمس، عن الدور الأمريكي التخريبي في اليمن قبل الثورة السبتمبرية الفتية، من خلال السيطرة على مفاصل المؤسّسات الحكومية الهامة وإدارة القرار اليمني، بما يتناغم مع المخطّطات الأمريكية الاستعمارية المشبوهة.
الثورة التي نسفت المخطّط
عضو المجلس السياسي الأعلى محمد النعيمي تحدث لـ “المسيرة” عن هذا الجانب، وأكّـد أن “سفراء الدول الدائمة العضوية وزعوا ملفات الدولة اليمنية لإدارتها”، مُشيراً إلى حجم المصادرة الفظيعة للقرار اليمني من قبل الغرب بقيادة أمريكا.
ولفت النعيمي إلى مدى السيطرة الأمريكية على اليمن قبل الثورة، مؤكّـداً أن “الأمريكيين أمسكوا بملف الجيش والأمن”، لافتاً إلى أن هذه الهيمنة زادت من تحكم الجانب الأمريكي بالقرار والمصير اليمني لصالح المخطّطات الاستعمارية التي أفشلتها ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر.
وفي سياق حديثه أكّـد عضو المجلس السياسي الأعلى محمد النعيمي أن “الأقلمة في اليمن كانت جزءًا من مشروع أمريكا لتفتيت الدول، كما حصل في العراق وَالسودان وَليبيا”، فيما تأتي تصريحات النعيمي في هذا الجانب بالتوازي مع بروز هذا المخطّط من خلال الانقسامات الجغرافية والسياسية والاجتماعية الحاصلة في المناطق الجنوبية المحتلّة، في ظل تحكم دول الاحتلال الأمريكي السعوديّ الإماراتي بالوضع في المناطق المحتلّة وخضوع الأدوات.
سيطرة تامة.. وتحرير أثلج الصدور
من جانبه أكّـد رئيس حكومة الإنقاذ الوطني الدكتور عبدالعزيز بن حبتور، أن “السيطرة الأمريكية في اليمن قبل الثورة طالت رأس الهرم السياسي ومنه امتدت إلى كُـلّ مفاصل الدولة”.
وفي تصريحاته لـ “المسيرة”، قال بن حبتور: “أنا واحد من السياسيين الذين لم يتوقعوا يوماً أن يغادر الأمريكيون صنعاء بذلك الشكل المخزي في فبراير 2015م”.
وَأَضَـافَ رئيس حكومة الإنقاذ الوطني “لم أشعر بحرية القرار كما هو الوضع اليوم”، مستدركاً بقوله “ليس لكوني رئيسًا للوزراء وإنّما لكوني مسؤولًا حرًّا في بلدٍ حرّ”.
وكان رئيس الوزراء قد كشف في وقتٍ سابق عن امتلاك أمريكا قبل الثورة السبتمبرية غرفة عمليات داخل مبنى رئاسة الوزراء للسيطرة على القرارات وإدارة المشهد اليمني، على غرار ما كان حاصلاً في المؤسّستين الأمنية والعسكرية، وهو ما يكشف ويؤكّـد مخطّط أمريكا الاستعماري الذي كان يتجه لوضع اليمن في براثن الاستعمار والاحتلال الجديد والفتك بأبنائه ونهب ثرواتهم، وقد تكشفت هذه المؤامرات بعد الثورة الفتية ومن خلال ما جرى طيلة ثمان سنوات من العدوان والحصار الأمريكي على اليمن.
الهروب المذل كشف المؤامرات
بدوره أدلى الفريق جلال الرويشان، نائب رئيس حكومة الإنقاذ لشؤون الدفاع والأمن، بتصريحاتٍ لـ “المسيرة”، أكّـد فيها أن واشنطن “وتحت عناوين مكافحة الإرهاب غزت أمريكا دولًا وسيطرت على قرار دول أُخرى”، وهو ما كان حاصلاً في اليمن.
وبيّن الفريق الرويشان أن “مشروع هيكلة الجيش كانت خطوة تدميرية وغير واقعية عانينا كَثيراً من إشكالاتها”.
ونوّه الرويشان إلى أنه “بعد ثورة 21 سبتمبر غادر الأمريكيون صنعاء ليقودوا من الرياض العدوان على صنعاء”.
وتأتي تصريحات الرويشان من واقع خبرته العسكرية والأمنية التي عاشها في ظل توليه مناصبَ أمنية عليا في أوقاتٍ سابقة، في حين يشار إلى أن الفريق الرويشان سبق أن تحدث للمسيرة عن مخطّطات أمريكا الاستعمارية التي كانت تتوجّـه نحو تمريرها في ظل سيطرتها على الوضع الأمني والعسكري قبل ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، قبل أن تأتي الثورةُ الفتية وتطيحُ بمشاريع واشنطن التي غادرت وذهبت لتمارس مشاريعها الاستعمارية، حَيثُ المناطق التي يسيطر عليها أدواتها الإقليميين والمحليين.