ما بين كربلاء ومَــرَّان.. كان حسين..بقلم/ فاطمة الشامي
السيد حسين بن بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- كان يرفض السكوت على الظلم، وعَمَّا يحل بالدين من مسخ وإفراغ محتوى.
لم يقف مكتوفَ الأيدي ماكثاً في بيته، بل كان يبذل الجهد الحثيث ليعم الدين الحق كما جاء به النبي -صلوات الله عليه وآله- وكما أكمل به الإمام عليّ من بعده وكذا الحسن والحسين.
حسين البدر من الذين قرنهم الله بالقرآن، استشعر هذه العظمة الإلهية واستشعر المسؤولية الملقاة على عاتقه، وهي هداية الناس إلى الحق، والكشف لهم عن خطورة أعداء الإسلام، فتحَرّك في أوساط هذه الأُمَّــة مبينًا الدين الحقيقي الذي لوثه الوهَّـابيين بالثقافات المغلوطة، وأوضح الكثير مما قد أخفاه هؤلاء ليضللوا الأُمَّــة ويجعلونها تتحَرّك تحت راية أمريكا وإسرائيل.
كان من ضمن مشروعه المبارك أن يُخرج الأُمَّــة من عتمتها التي حلت بها وأبعدتها عن دينها وهُــوِيَّتها الإيمانية، وجعلت منها أُمَّـة منسلخة عن مبادئها وقيمها تعاني الفساد، وَأَيْـضاً إبعادها عن الخطر المحدق بها لأجل احتلالها ونهب ثرواتها واستعبادها، حقداً دفيناً منهم على العرب والمسلمين لم يكن وليد اللحظة.
فهذا الحقد نشأ في دواخل اليهود منذ أن جاء خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد -صلوات الله عليه وعلى آله- من العرب ولم يكن منهم.
ولأن الشهيد القائد عرف خبثهم، كان منظور الشهيد لكل الأحداث قرآنياً، ومن خلاله قد عرف نواياهم السيئة، فعمل وسعى أن يتصدى لكيدهم بكل الوسائل، فكانت ملازمة إحدى تلك الوسائل التي بيّن فيها كُـلّ مكرهم وخداعهم، وتضليلهم، وكيف يسعي اليهود ليضلونا السبيل بكل الطرق، فكانت ملازم الشهيد ومحاضراته فاضحة لهم ولخبثهم.
لكن ذلك لم يرق للأمريكيين والإسرائيليين خوفاً من أن تصحوَ الأُمَّــة الإسلامية ضدهم، فجيشوا الجيوش مستعينين بنظام الخائن عفاش آنذاك لإسكات صوت الحق.
واستمرت حربهم الظالمة على أبناء صعدة ست سنوات أنهوا بطغيانهم ذاك الشجر والحجر، وحتى الحيوانات لم تسلم منهم، حاصروا صعدة كما يُحاصرنا اليوم العدوان السعوديّ الهمجي، لكنهم لم يستطيعوا مع كُـلّ ذلك أن يخمدوا صوت الحق الذي سطع من مران.
ست حروب فشلوا فيها فشلاً ذريعاً، وكان المنتصر فيها هو الحق، فقد تفوق عليهم الشهيد القائد أخلاقياً وعسكريًّا فقد ضحى بروحِه الطاهرة؛ مِن أجل إعلاء كلمة الله، وفضح أعداء الأُمَّــة من يتربصون ليلَ نهارَ بالإسلام والمسلمين.
وبفضل تلك التضحيات الجسيمة، لم يستمر تضليلهم ذاك وظهر الحق وزهق باطلهم، وهَـا هي المسيرة القرآنية اليوم رافعة رايتها منتشرة في جميع أنحاء المعمورة بفضل الله وبفضل المجاهدين الأبطال، وبفضل دماء الشهداء الطاهرة.