الشهيدُ الصماد.. ذاكرةُ شعب وذكرى وطن..بقلم/ عبدالجبار الغراب
كانت لشخصية الرئيس الشهيد صالح الصماد، تفردها لرجل استثنائي عظيم، حمل على كاهله مسؤولية قيادة وطن وشعب في زمن عصيب، تكالبت عليه كُـلّ قوى الشر والاستكبار العالمي للإطاحة باليمن وشعبها، فشخصية الرئيس الشهيد صالح الصماد وامتلاكها لذلك الحجم الهائل من الأفكار والثقافات العديدة والتي تكونت فيه وظهرت وبشكل نادر لتأثره الكبير وارتباطه العظيم بمسيرة العطاء والتنوير المسيرة القرآنية، فمن هنا حاز الرئيس الصماد على الرضا والقبول من الله والمحبة والتقدير من الناس أجمعين.
فالهدى والمعرفة والتنوير والبصيرة والقيم والمبادئ الثابتة ترسخت وتأصلت في الشهيد الصماد كمنهج ودليل في كُـلّ ممارساته الحياتية كقائد فذ ومدرك لكل المتغيرات وواع لكل المخطّطات، ليستلهم النور والمعرفة بفضلٍ من الله وبقربه من أعلام الهدى الأطهار، لتتكون لديه التغذية العظيمة الإيمانية والتي احتوت في مجملها المشي نحو كُـلّ ما يرفع اسم الدين الإسلامي بمعناه الحقيقي من واقع كتاب الله وبثقافة القرآن كأَسَاس لتصحيح كُـلّ الأفكار المغلوطة التي استخدمها الأعداء للإضرار بالدين ولتحقيق مصالح قوى الاستكبار العالمي، وَأَيْـضاً الوقوف والتصدي والتجهيز لكل ما يردع الأعداء وينتصر للمسلمين الضعفاء.
ليسير المركب الجهادي للشهيد الصماد في مسارات متصاعدة برز ظهورها الأولي دفاعاً عن المستضعفين في محافظة صعدة ضد قوات النظام السابق التي أدارت حرباً بالوكالة عن الأمريكان لتصفية أعلام الهدى وأتباعهم في مران بصعدة، وبحسب المخطّط المرسوم لهم لتصفية شعاع النور الرباني الذي لمع ظهوره الإيماني التنويري بقيادة الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي، فكانت للمعرفة والإدراك استنارة وضوء لشق طريق الصلاح نحو تحقيق كُـلّ أماني وأحلام الشعب اليمني والتي لا يمكن لذاكرتهم محوها لرصيد نضالي أُسطوري قدمه الرئيس صالح الصماد، أَو حتى لمغالطات الأعداء وافتراءاتهم وتزويرهم للتواريخ استحالتها أن تمحو من ذاكرة الشعب اليمني الرئيس صالح الصماد لعظمة مواقفه وحكمة قيادته ورجاحة عقله وعِظَمِ قدرته بتولي قيادة وطنه في ظروف استثنائية فريدة من نوعها والتي من النادر تكرارها ولشخص آخر أن يقود زمام الأمور في مثل هكذا أوضاع وحرب شرسة ومؤامرات ومن كُـلّ الجهات: إلَّا بفعل إيمان وجهاد وعزيمة وتضحية وفداء لهذا الشعب اليمني.
لتكون لتولي المسؤولية برئاسة الجمهورية اليمنية منصب شغله الشهيد الصماد؛ باعتباره جهاداً في سبيل الله، ليتعزز الانتصار وتبدأ معها كُـلّ المحطات في البناء في كُـلّ المجالات وجعل الحماية والدفاع منطلقاً ثابتاً وذات أولوية تحقّق الردع من خلال الإنتاج والتصنيع وامتلاك للأسلحة المحلية الصنع وتطوريها للمحافظة على السيادة وخلقها للقدرة على امتلاك القرار وهزيمة العدوان، ومن المنطلق الإيماني للشهيد الصماد فقد رسمت رجاحة عقله السديد في تنويرها للطريق الصحيح ووقوفه مع كُـلّ مطالب الشعب اليمني العادلة والمشروعة، ليصطف مع الشعب اليمني عام 2011 مسانداً له ومعه كُـلّ الأحرار ومن مختلف مكونات وطوائف الشعب اليمني وفي مقدمتهم شباب الصمود، وبفعل متقلبات الأوضاع المقصودة ومتغيراتها المخطّطة، ووقائعها المفتعلة تصاعد العمل الثوري بشكل مختلف ونوعي، فكان لزاماً على اليمنيين إفشالهم لمسار وضع اليمن تحت عباءة الأمريكان وأتباعهم في المنطقة، ليخرج الشهيد الصماد مسانداً ومصطفاً كعادته مع أبناء الشعب اليمني.
ليتحدّد في يوم 21 سبتمبر عام 2014 بدايات لمراحل جديدة، ونقلات لقفزات نوعية عديدة، صنعها الثوار بقيادة قائدهم السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، لتدور معها كُـلّ الدوائر لقوى الشر والاستكبار العدوانية في إيجادها لكل المخطّطات لإفشال ثورة الـ 21 من سبتمبر، ومع شعورهم الفعلي بخروج اليمن عن كامل سيادتهم قاموا بشن الحرب يوم 26 مارس 2015، ليعيش معها الشهيد الصماد واقعاً مختلفاً عزز من خلاله رصيده النضالي لتحتويه ذكرى وطن مرتبطاً باسمها اليمن والتي لا يمكن نسيانه على الإطلاق، متجهاً في ذلك نحو المسار الجهادي الراسخ في فكر وعقل الرئيس الصماد، فالتصدي والدفاع ومواجهة تحالف العدوان جهاداً حتَّى نيل الاستشهاد في سبيل تحقيق الحرية والاستقلال لكامل الشعب اليمني.
فالشهيد الصماد هو تاريخ اليمن العظيم وذاكرة شعب بأكمله وذكرى وطن لا يمكن ومهما كان ومع اختلاف الأزمان أَو في تداولها للحكام وقيادتهم للأوطان نسيانها لقائد استثنائي قاد اليمن وشعبها في زمن عصيب ومفترقات عديدة تنوعت في مجريات أحداثها من الحروب والمؤامرات والحصار على شعب اليمن والإيمَـان، ولكن كان للفارق وجوده لرجل مرحلة فريد في قيادته لليمن السعيد أبو الفضل صالح الصماد، لتبقى معالم نضاله الفريد وقيادته لليمن السعيد أعمدة ثابتة البنيان وأَسَاساً راسخاً شامخَ الأركان أسّستها الدماء الزكية الطاهرة لشهداء ربانيين في مقدمتهم رئيسهم الشهيد صالح الصماد، لتكون للذاكرة الشعبيّة توارثها لملحمة نضال عظيم يتذكره الأجيال جيلاً بعد جيل، فماضيه ذكريات ولتاريخ مواقفه مع الشعب والوطن لا يمكن للمجلدات استيعابها أَو للمؤلفين إيفاؤهم للكتابة عن هذا الرجل اليمني النادر.
فالمسالك عديدة لعظمة القيادة التي أخذها الرئيس الصماد في رئاسة اليمن، فأعمدة للتأسيس والبناء وضعها كأولويات لصناعة الوطن، وحقائق للكشف والتوضيح وتصحيح الاختلالات في كُـلّ مرافق الدولة؛ مِن أجل الصعود بالشعب نحو النهضة والتطور الصحيح، ورؤية وطنية شاملة كاملة لبناء الدولة اليمنية الحديثة، فالوقائع الجديدة ظهرت وتم فرضها وغيرت ما تم الإعداد له والتجهيز من قبل العدوان، والمسارات الموضوعة لبناء الدولة اليمنية الحديثة توزعت على مختلف الجوانب والمحاور والأركان وفي شتي المجالات لتحقيق ما يصبو ويحلم به الشعب اليمني، فالنجاح والتطور ومواكبة التقدم السريع في مختلف العوامل التي تساعد في إسعاد الشعب والتخفيف من معاناته تحقّق وأحدثت طفرة ونقلة نوعية، وتصنيع للصواريخ البالستية وللطائرات المسيَّرة وإسناد وتقديم وإنشاء وتجهيز وإيجاد مختلف الإمْكَانيات التي تكون رافداً في تعزيز ومساندة الجيش واللجان في التصدي ومواجهة العدوان والتي حقّق مفعولها السريع، فإنشاء المعسكرات والتحاق عشرات الآلاف بها وتخريجهم في مختلف المجالات أعطت الثمار في مختلف الساحات: كلها سخرها وأصر على إيجادها الرئيس الشهيد صالح الصماد.
لتمتد سيرة العطاء في تواصلها الدائم بعد استشهاد الرئيس الصماد في تقديمهم للإعجاز المتصاعد الذي يقدمه الجيش اليمني واللجان في عروضهم العسكرية لفخر الصناعات اليمنية المحلية لصواريخ بالستية مجنحه وطائرات يمنية مسيَّرة وبأشكال وأنواع متعددة ولمسافات طويلة أذهلت الجميع بالتصنيع العسكري المحلي الإنتاج وبأياد يمنية بحتة وفي ظل الحصار والعدوان المفروض على شعب اليمن والإيمان منذ ثمانية أعوام، هنا هذا هو الإعجاز لما حقّقه اليمنيون؛ مِن أجل بناء وطنهم وحماية أرضهم ومواصلة تنفيذهم لما بدأ به رئيسُهم الشهيد الصماد ومقولته التاريخية والتي لا يمكن لأحد نسيانها يدٌ تبني وأُخرى تحمي هنا هو اليمن السعيد.
والعاقبة للمتقين.