دوافعُ أمريكا السياسية للتخلص من الرئيس الصماد..بقلم/ د. فؤاد عبدالوهَّـاب الشامي
هيَّأت أمريكا نفسَها منذ بداية القرن الماضي للسيطرة على العالم ونهب ثرواته من خلال بناء مؤسّساتها السياسية والأمنية والعسكرية، وبما يتيح لها التدخل في أية دولة لا تستجيب لتوجيهاتها أَو تتمرد على سياستها أَو تهدّد مصالحها، وقد تمكّنت من فرض نفسها على معظم دول العالم بعد سقوط الاتّحاد السوفييتي عام 1990م.
وللمحافظة على الدور الذي رسمته لنفسها كانت تعملُ على القضاء على أي قائد وطني يحمل مشروعًا نهضويًّا لبلاده خارج إطارها، إما بالوسائل السياسية مثل الانتخابات أَو الانقلابات.
وَإذَا لم تتمكّن من استخدام الوسائل السياسية لتحقيق مؤامراتها تلجأُ إلى أُسلُـوب الاغتيال أَو القتل المباشر، مثل ما حدث مع الرئيس الشهيد صالح الصماد الذي كان يحمل مشروعَ تحرّر وبناء للوطن، وهنا يحضرُني موقفٌ نقله لي أحد الثقات من المقربين من الدكتور عبدالكريم الإرياني، فقد حدثني أنه بعد أن تم تعيينُ الرئيس الصماد مستشارًا للرئيس المستقيل عبدربه هادي، كان في جلسةٍ خَاصَّة مع الدكتور الإرياني سأله: كيف المستشار الحوثي (يقصد الرئيس الصماد) الذي تم تعيينُه مستشارًا للرئيس معكم، فرد عليه الإرياني: إن هذا الشاب يملك قدرات غير عادية وَإذَا أُتيحت له الفرصة أن يحكم اليمن فسوف يتمكّن من إخراج اليمن مما هي فيه من مشاكلَ وسيُحدِثُ نقلةً نوعيةً في مختلف جوانب الحياة في البلاد.
ولا أظن أن أمريكا كانت غافلةً عن قدرات الرئيس الصماد؛ ولذلك كانت تراقبُ تحَرّكاتِه السياسية والاجتماعية والنجاحات التي حقّقها من خلال استعادة دور المؤسّسات الحكومية في بناء الوطن وخدمة المجتمع، وكانت أمريكا تنظُرُ إلى جهود الرئيس الصماد بتوجّس وقلق؛ لأَنَّها كانت تعلم أن النجاحاتِ التي حقّقها لليمن في مختلف الجوانب تحقّقت في ظل حصار شديد وعدوان شرس يستهدفُ البشر والحجر، وأنه إذَا ما نجحت اليمن في أن تتخلصَ من الحصار والعدوان فسوف تتمكّن في ظل حكم الرئيس الصماد من تحقيق أهدافها في التحرّر والتطور واستقلال القرار خارج إطار المشاريع الأمريكية في المنطقة، ولذلك فقد شعرت أمريكا بخطورةِ هذا الرجل على مشاريعها في اليمن وفي المنطقة، فبادرت بالعملِ على التخلص منه عن طريقِ القتل المباشر بالتعاون مع أدواتها في المنطقة، كما أشار السيد القائد بدرالدين الحوثي إلى ذلك في خطابه الأخير.