الشهيدُ الصماد للمسيرة نورها الساطع..بقلم/ عبدالمجيد البهال
بالأمس أحيينا ذكرى استشهاد سيدي ومولاي الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه-، وفي هذا الأسبوع نعيش ذكرى استشهاد الشهيد الرئيس صالح الصماد، الذي كان نموذجاً لخرِّيجي مدرسة القرآن ومشروع القرآن وتربية حليف القرآن وقرنائه الشهيد القائد والسيد القائد.
فمن يسير على نهج آل بيت رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- ينجو ويسلم من المخاطر ويعيش في عالم السعداء.
الشهيد الصماد كان جبلاً من القيم والمبادئ والإخلاص والثبات والصمود، وتحمل مسؤولية رئاسة اليمن في أصعب مراحل العدوان، وبعد أن نُقل البنك، وشحت الموارد، واشتد العدوان، وضاق الحصار على اليمن، فتحمل مسؤولية إدارة البلد بدون موارد، وفي مواجهة تحديات من الداخل تفرقة وانقسام، ومن الخارج عدوان وحصار، فقبل المسؤولية؛ لأَنَّه رجل المسؤولية، ونظر إلى الرئاسة كمغرم لا مغنم، فنصر الله بيده وقلبه ولسانه، وأدار شؤون البلد بعزم واقتدار، وكان همه الجهاد في سبيل الله في مواجهة المعتدين، ويرى في ذلك شرفاً لا نظير له فيقول: (لمسح الغبار من على أحذية المجاهدين أشرف من كُـلّ مناصب الدنيا)، وهدفه الدفاع عن المستضعفين الذين لا يريد لهم أن يُقهروا ويُذلوا، وهو المسؤول عنهم حتى لو ضحى بدمه لتبقى لهم عزتهم وكرامتهم، وكان متفقداً لأمورهم، ومتلمساً لحاجاتهم، ومتمثلاً قول الإمام علي لمالك الأشتر: (وأَشْعِرْ قَلْبَكَ الرَّحْمَةَ لِلرَّعِيَّةِ وَالْمَحَبَّةَ لَهُمْ وَاللُّطْفَ بِهِمْ)، وحين سمع أن السفير الأمريكي يستهزئ بحرية وعزة ونخوة اليمنيين نَزَلَ إلى الحديدة لحشد الطاقات لمواجهة الغزاة، ولسان حاله كلسان حال الإمام علي حين يقول: (إن دنياكم هذه لا تساوي عندي شراك نعلي، إلا أن أقيم حقاً أَو أميت باطلاً).
وقال في خطابه الأخير في الحديدة “أشتي أهل الحديدة يخرجوا في مسيرة حاشدة ويوصلوا رسالة للأمريكي أنه بانستقبلك على خناجر بنادقنا”.
وتحَرّك حاملاً هُــوِيَّة الإيمان اليمانية، وروحية القرآن الجهادية ليتصدى لإجرام أمريكا وأذنابها؛ لأَنَّه أحد أعظم تلاميذ مدرسة القرآن وقرنائه
عاش عزيزاً متحدياً كُـلّ الصعاب حاملاً روحه على كفيه إلى أن لقي الله شهيداً، فهنيئاً لك هذه المكانة العظيمة في قلوب الشعب، أحبك الجميع فأنت كنت باب المسيرة ونورها وهنيئاً لك شرف الشهادة والحياة الأبدية مع النبين والصديقين والشهداء وحسن أُولئك رفيقاً.