مسيراتٌ حاشدة ورسائلُ ثلاث..بقلم/ محمد أحمد البخيتي
وفاءً لأهل الوفاء واستجابة لدعوة قائد الشرفاء وثباتاً على نهجِ من استرخصوا دماءهم؛ مِن أجل مبادئهم وذوداً ودفاعاً عَمَّن وُلُّوا عليهم، خرج الشعبُ اليمنيُّ ليؤكّـدَ ثباتَه على مبادئَ بذل الشهيدُ القائدُ نفسَه رخيصةً في سبيلها وَأهدافٍ سعى لتحقيقها كمبادئَ لا يحيدَ عنها ولا يستبدلها بغيرها، وأُسُسٍ يؤكّـدُ المضيَّ عليها دونَ تغيير أَو تبديل؛ وفاءً لهم ولكافة الشهداء الذين استشهدوا على نفس طريقهم ممن يجدد الشعب ولاءَه لهم وعهدَه للمضي على آثارهم واستكمال مشروعهم بأسبوع الشهيد وذكرى استشهاد القائد الشهيد والرئيس الشهيد.
من منطلق الارتباط الوثيق بهم وإحياء ذكراهم وتخليد أسمائهم وتعريف الأجيال بهم والتعبير عن مدى الحب والمكانة التي نحتوها في قلوب من عرفهم أَو جالسهم أَو سمع عنهم وعن مناقبهم؛ خرج الأحرار ليقولوا كلمتهم الفصل وليثبتوا لمن يراهن على الوقت؛ بهَدفِ النيل من عزائمهم أَو وهن معنوياتهم في ذكرى استشهاد الشهيد الصماد بحشود تبهر الرائي كثرتها وتفزع الأعداء معنويات أصحابها، حشود تؤكّـد الثبات والعزيمة والإصرار، وتشعر العدوّ بالخيبة واليأس والانهيار، حاملة في مضمونها ثلاثَ رسائلَ:
أولها: نحن هنا ولا زلنا كما عهدتمونا على العهد باقين وعلى نفس طريق الشهداء ماضين، حاملين على أكفنا أسلحتَنا وعلى رقابنا الوفاءَ لشهدائنا.
وثانيها: في قلوبنا همومُ أمتنا، معلنين تضامننا مع إخوتنا الفلسطينيين، حاملين هِمَمَ رجال البأس الشديد وعزيمة الفولاذ والحديد وثبات الراسيات التي لا تكسرها برودة الجليد ولا تنالها مماطلة العدوّ ورهانه على الوقت وتوظيف أدواته مرتزِقة الداخل وبلاك ووتر والجنجويد؛ ليصرفنا عن قضيتنا الأُمّ قضية فلسطين، التي مهما استفحلت شرور العدوّ ومؤامراته وبطش أدواته فلن تصرفنا عنها أَو تشغلنا لتحد من اهتمامنا ووقوفنا معها؛ كونها قضيتَنا الأُمَّ التي لم نتخلَّ عنها في الماضي ولن نتركها في الحاضر والمستقبل.
وثالثها: ليقولوا لأمم الشر وأباطرة العصر الدخلاء على الأُمَّــة الإسلامية أعراب الفتنة؛ بذريعة العروبة وطارئي الكيانات الذين يظنون أنهم سينتصرون بالوقت ويحقّقون ما لم تحقّقه لهم عدتُهم وعتادُهم وقواتُهم وتحالفُ أمم الشر معَهم؛ لنقول لهم: لا زلنا باقين وعلى العهد ماضين وللتغيرات والمستجدات مستعدين، أيادينا ممدودة للسلام لا للاستسلام، فلا تختبروا صبرنا، ولا تتجاهلوا وعيدَنا، ولا تتغاضوا عن تحذيراتِ قائدنا، واعتبروا بسابقات السنين، فمطالبُنا حقوقٌ ومرتباتُنا من خيراتنا، وعواقبُ تجاهلكم الويلُ على رؤوسكم، فلا تتسببوا بدمارِ بلدانكم بعد تدميرِكم لوطننا الحبيب؛ فالحرب لو أعيدت إلى واجهة الأحداث فمَوَاطِنُها ستختلف عَمَّا قبلُ وميادينُها ستلحقُ الأضرارَ بكم وبمن خلفكم، وقد أعذر من أنذر.