ما بعـدَ تحذيرِ القـائد..بقلم/ كـوثر العـزي
مـرت الأيّامُ والأعوام، والزمنُ يسابقُ العنفوان اليماني، ويتحدى الصبرَ والـثباتَ الذي اكتسى الصغير قبل الكبير، تسارعت عقاربُ الساعة وتنقّلت في طيات الحـروبِ؛ لِـتُجـاريَ مجـازرَ ارتكبها العدوان بحق شعب اليمن؛ لترسلها آنذاك لسجـل بني سعود الملطَّخِ بسوداويـة الأفعال، وكراهية الكـلام.
ثـمانية أعوام والعـدوان على يمن الأنصار يحـلم بالوصول، يـراوده عـزم الهـيمنة عـلى المناطق والسواحل والثـروات اليمنية، ثمـاني سنوات والـعدوان ينهش ويقتل يدمّـر ويعبث بِلا حساب أَو عقـاب، ثمـاني سنوات والمرتباتُ منقطعة، والسُّفن محجـوزة، والمطارات مُحاصرة، ثماني سنوات واليمـن هُنا يُقاوم وحيداً، تـُرك بقارعة الحُروب الهمجـية، والعـالم يقابِلُ كُـلَّ تـلك الوحشية بصمت يقتُل، وردّة فعل تُستنكـر، أوَليس اليمن دولةً لهـا حـريةُ العيش في سيادة يمنية، والتنعُّم بخيــراتِ مـن قال فيها: “بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ”؟!
ثمـاني سنوات فيها قرأ العالم قول الله وفسر آيات ذكرت حينما قال: “كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ”، وصدق وعده حين وفى الأنصار بالوعد، وقال في محكم كتابة: “وَإِن يُقَٰتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ”.
سُبحان من قال بأن من توكل عليه فهو حسبه وعونه وكان له نصيراً، سبحان مـن أعزنـا بقيادة هاشمية، وراية علوية، وجـهاد كـربلائي، وغيرة إيمانية عـلى العـِرض والأرض اليمنية، وجـعل نهجَنـا سوياً يُقتفَى من أثـر مـحمد وآل مـحمد، سبحانَ من ينصر ويعلي كلمته في زمـن بات الصمـت عـن الباطل فرضاً، وقول الـحق يسوق الرقاب لِساحـة الإعدام.
تلاعبت رياح العدوان بشعب أنهكـه الحصار، وأثقلت كاهله ويلات الدمار، بِكل ظلم تفنن التـحالف، بالقتل والتدمير الكـلي والقصف العشوائي، في الأماكن المكتظة بالسكان، والأسواق وقاعات العزاء، والمدارس، والمنشآت الحكومية، دون كُـلِّ ذلك في قائمـة الـثأر اليمـاني، هيهاتَ أن ينسى صرخاتِ الأطفال وأنين الثكالى، ووجع النساء، أتُنسى مجـزرة أطفال ضحيان والقاعـة الـكبرى؟! هل تـمحى مـن الذاكرةِ قنبلة فج عطان والغدر ليلاً بأهالي المطار؟!
وفي ظل عزم قيادتنا الرشيدة، وُجدت اليمن عصيةً عتية، لا ترغمها عواصف ولا زلازل بشرية، صبرنـا وتحمّـلنا وأخذنا بالأسباب وتوكلنا على الحي الذي لا يموت.
وتحت دائرة الصناعات المحـلية؛ وجد الكـادر اليمني المتميز في صناعة المـعدات العسكرية الثقيلة منها والخفيفة.
وتحـت منـاهل التدريب العسكري والارتواء مـن نهـر ابن بدر الدين “حُسين”؛ تخـرجت جنودٌ ظمئون لنيل الشهادة والبحث عـن الكـرامة ونيل وسام الشرف بين الأوطان، عندما أثبت المقاتل اليمني جدارته في قيادة الحروب بشتى الطرق، وعدم الخضوع لطواغيت الأرض، وُضع بين خيارينِ: إما نصر أَو شهادة!
وحين تـعالت الصرخاتُ من حناجرٍ مزنجرة بهُتافات الحق؛ تفرقت الجموع، وهبت أعاصير يمنية تبعثر المخطّطات الصهيونية التي رُسمت بِكل حقدٍ دفين.
حينها أعلنتِ السعوديّة عن هُدنةٍ لتعيدَ بناءَ ترسانة جديدة؛ لقمع وإخضاع هذا الشعب؛ فرحبت الحكومة اليمنية بمشروع الهُدنة التي قد تمهد لطريق السلام، لكن أين السلام؟! وأين راية الصلح واليمن ما زالت تصارع الحصار، وما زالت رواتبنا في أجـلٍ غير مـعلوم، بلغت الهدنة شهوراً، تغاضـت آنذاك حكومة صنعاء عن أشياءَ عديدةٍ؛ ليس ضعفاً وإنما نمـهل لكـن هيهاتَ أن نُهمل، تحدث السيد القائد في خطابه الأخير وحذّر مـن المماطلة، وطالب برفع الأيادي الأجنبية من التدخل في الثـروات اليمنية ما لم فَـإنَّ الأيادي سَتُبتر!!
اتضحت الحقائق، وبات الصراع قائماً ما بين أمريكا وبقية المِحور، رغّب القائد وحذّر فإمـا سلام أَو نكـال ووبال يطولُ مداه حتى أوكار تل أبيب، ويطوف عـلى واشنطن، ويمكثُ في أية دولةٍ ساهمـت في أوجاع هذا الأرض الطاهرة.
فماذا بعدُ يا تحـالُفَ الشر والفساد؟!
مـاذا بعد خِطاب السيد القائد؟!
سؤالٌ منـا يُرسَلُ فوق سِرْبٍ من الطائرات المسيَّرة والصواريخ البالستية، ومنكـم الإجَابَة والرضوخ للمطالب اليمنية!
وإن غداً لناظره قريب.