تنميةُ الحديدة..بقلم/ محمود المغربي
منذ قيام ثورة 26 سبتمبر، دخل أبناء تهامة في عصر مظلم، تعرضوا فيه لشتى أنواع الظلم والفساد والإقصاء والتهميش والنهب والسطو على ما يمتلكون من أرض وثروات وكرامة.
وعلى الرغم من أن تهامة كانت ولا تزال سلةَ اليمن الغذائية إلا أن أبناء تهامة لم ينالوا من تلك العائدات شيئاً، بعد أن تم تقاسم أراضي ومزارع تهامة بين أركان النظام السابق، وتم إقفال وتجميد ميناء المخاء التاريخي وذي الشهرة العالمية؛ ليصبح خرابةً لتهريب البضائع والخمور من قبل قيادة معسكر خالد.
أما مدينة الحديدة التي هي نافذة ما كان يعرف بالجمهورية العربية اليمنية إلى الخارج والميناء الوحيد قبل الوحدة اليمنية، فلم يكن لأبناء تهامة من عائداتها المالية نصيباً، وأغلب المناصب القيادية في الحديدة وتهامة بشكل عام كانت تذهبُ إلى أشخاص من خارج تهامة.
وحتى اليوم لم يتغير الكثير إلا أن قيادة الأنصار تعمل وتحاول بكل ما لديها من إمْكَانية على رفع الظلم عن أبناء تهامة، ورد الحقوق إليهم، وتسخير الكثير من موارد تهامة لخدمة أبنائها خُصُوصاً بعد انسحاب مرتزِقة العدوان وفك الحصار عن مدينة الحديدة، حَيثُ تشهد المحافظة نشاطاً اقتصادياً متسارعاً وسياحة داخلية كبيرة وإنفاقاً حكومياً على عدد كبير من المشاريع الخدمية وشق عدد كبير من الطرقات وبدء العمل على إصلاح وتطوير كورنيش الحديدة وإعادة الطاقة الكهربائية وتزويد أكثر من 7325 أسرة ومنزلًا بالكهرباء بشكل مجاني منذ أكثر من عام بتوجيهات وإشراف مباشر من رئيس الجمهورية مهدي المشاط.
بالإضافة إلى تزويد أكثر من 66 مدرسة بعموم الحديدة بالكهرباء بشكل مجاني يستفيد منها أكثر من خمسين ألف طالب وطالبة، بتكلفة إجمالية تتجاوز 420 مليون ريال، بعد أن كان التعليم في الصيف شبه متوقف نتيجة الحر الذي يشوي الأجساد ولعقود طويلة.
كما تم في أغسطُس 2022 افتتاح مركز الشهيد الصماد للغسيل الكلوي من قبل فخامة الرئيس مهدي المشاط، بكادر يمني متكامل ومؤهل يعمل لثلاث فترات على مدى الأسابيع والشهور، وقد تم تأسيس المركز ليكون الأكبر في مجاله وتسعى السلطات المحلية بقيادة محافظ الحديدة لتحويله إلى مركز لتفتيت الحصى وزراعة الكلى مستقبلاً، ومزوّد بمختبرات متطورة ومحطة تحلية مياه وإنتاج الماء المقطَّر وأجهزة حديثة، ولعل السمة الأبرز في هذا المركز الإنساني أنه يقدم خدماته مجاناً.
وهناك سعيٌ حقيقي من قبل الدولة ومحافظ المحافظة محمد عياش قحيم، لتحسين حياة الناس والارتقاء بالخدمات وجلب الاستثمارات الوطنية بما ينعكس بشكل إيجابي على حياة الناس وتخفيف لمعاناة عنهم جراء العدوان والحصار ومن المتوقع أن تكون هناك نقلة نوعية بعد فتح ميناء الحديدة بشكل كامل.