استمرارُ التهدئة.. من المستفيد؟..بقلم/ أمين الشريف

تراوِغُ السعوديّةُ في التوصل إلى حَـلٍّ ينهي العدوانَ على اليمن، وتعتقد بذلك أنها ذكية وأنها ستُسْلِمُ أراضيها من الصواريخ والطائرات المسيرة؛ فلا هي التي انسحبت من اليمن وتركت شأنَ اليمن لأهله يتفاوضون بينهم البين، ولا هي التي ضغطت على مرتزِقتها لصرفِ مرتبات الموظفين، ولا هي التي واصلت عدوانها.

مِلفاتٌ عديدةٌ متشابكةٌ ومترابطةٌ، وفي مقدمتها المِلف الإنساني المتعلق بـ: رفع الحصار الكامل عن الموانئ والمطارات اليمنية، وصرف مرتبات الموظفين الذين صار لديهم أكثر من ست سنوات من انقطاع مرتباتهم، ويأتي بعدَه المِلَفُّ العسكري المرتبط بانسحاب قوات الغزو والاحتلال من جميع الأراضي اليمنية، ومن ثَمَّ المِلف السياسي المتمثل في جلوس جميع الأطراف اليمنية على طاوله واحدة للتفاوض دون تدخل خارجي، وجميعُ هذه الملفات وغيرها لم يتم تحقيقُ أية نتيجة تُذكر للوصول إلى حَـلّ بشأنها، وهذا يضع أكثرَ من سؤال حول جدية مملكة الشر في التوصل إلى حَـلٍّ مع الجانب اليمني، ويضعُ أكثرَ من فرضية حول وقف الغارات فقط وعدم التقدّم في مِلف المفاوضات.

السعوديّةُ تعتقدُ أنها ذكيةٌ، إذ إنها من خلال التهدئة سوف تحمي أراضيها من البأس اليماني، المتمثل في الصواريخ والطائرات المسيّرة التي طالت منشآتها العسكرية والنفطية في الداخل السعوديّ، هذا من ناحيه، ومن ناحيه أُخرى تراوغُ في المفاوضات، وتعرقل أي تقدم فيها؛ مِن أجل إبقاء الوضع على ما هو عليه من حصار اقتصادي للشعب، وتجويع، وعدم صرف المرتبات، وغياب أية انفراجة سياسية تؤدي إلى رفع الضغط عن كاهل المواطنين، وهي تعتقد أنَّ هذه الطريقةَ ستؤدي إلى انفجار الشعب على الحكومة في صنعاء؛ بسَببِ الأوضاع، وبالتالي تحقّقُ ما تتمناه دونَ خسارة، لكنها غيرُ مدركة أن الشعبَ الذي صبَرَ ثماني سنوات على القصفِ والحربِ والحصار والجوع والأمراض مستعدٌّ أن يصبرَ مِئة عام في سبيل الحرية والكرامة.

لذلك فَـإنَّ الطريقةَ الأنسبَ للتعامل مع هذه المراوغة والمماطلة هو استمرارُ الحرب، والعودةُ إلى سكة الانتصارات العسكرية، وتحريرُ كُـلّ أراضي اليمن من دنس المحتلّ الغازي وبالقوة العسكرية، واستمرار ضرب المنشآت العسكرية والنفطية السعوديّة بالصواريخ والطائرات المسيَّرة؛ حتى تُذعِنَ السعوديّةُ، وتنسحبَ من اليمن، وتتركَ شأنَه لليمنيين يقرّرون مصيرَهم بأنفسهم، وغيرُ هذا الخيار هو أوهامٌ لن تتحقّق.