توجيهاتُ القيادة الثورية والسياسية تعيدُ الحياةَ لهيئة مستشفى الثورة بالحديدة

تزويد المستشفى بمنظومة طاقة شمسية بديلة وفّرت 500 كيلو كهرباء

المسيرة – خاص:

تبذُلُ القيادةُ الثوريةُ، ممثلةً بالسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، والقيادة السياسية، ممثلةً بالرئيس مهدي المشَّاط جهوداً كبيرةً؛ لإخراج محافظة الحديدة من الظلمات إلى نور، ولا سيما في ظل استهدف العدوان الأمريكي السعوديّ للقطاع الكهربائي بالمحافظة طيلة ثمَانِيْ سَنَوات مضت.

ومن أبرز المنشآت الحكومية التي ركزت القيادة على الاهتمام بها، وتزويدها بالكهرباء، هيئةُ مستشفى الثورة العام بالحديدة، والذي يعد أهم المستشفيات الحكومية بالمحافظة، وتعرّض كَثيراً للاستهداف من قبل العدوان، وأُرهِقَ كَثيراً؛ بفعل الحصار الغاشم.

ويقولُ مديرُ هيئة المستشفى: إن توجيهاتِ القيادة قضت بتزويدِ المستشفى بطاقةٍ بديلةٍ مستدامة، وبدعم من صندوق دعم محافظة الحديدة، مُشيراً إلى أنهم كانوا بحاجةٍ إلى توفير ثماني مئة كيلو، أَو واحد ميقا، وأنهم تفاجؤوا بتوفير الخمسمِئة كيلو في سرعة ووقت قصير جِـدًّا؛ بفضل تلك الرؤية والتوجيهات والاتّفاقية.

ويشيرُ إلى أن هيئة المستشفى بدأت بمِئتي كيلو، ثم مِئتي كيلو أُخرى، ثم مِئة كيلو؛ ليكونَ المتوفِّرُ حَـاليًّا خمسمِئة كيلو، وأن هذا أَدَّى إلى اطمئنان كبير لدينا، ووفّر علينا الكثير من الأموال التي كنا ننفقُها على كهرباء الخط الساخن، أَو لشراء وقود للمولدات، لافتاً إلى أن الهيئة الآن تأخُذُ فقط خمسين كيلو من الخط الساخن.

ويواصل: “نحن في هيئة مستشفى الثورة؛ بسَببِ الزخم الكبير جِـدًّا؛ وبسبب العناية التي حظيت بها هيئة مستشفى الثورة من القيادة الثورية، تحديداً من السيد -سلام الله عليه-، ومن ثَمَّ من مكونات الدولة، أَدَّى هذا إلى اهتمام كبير، وتوسع كبير جِـدًّا في هيئة مستشفى الثورة، وأدى إلى زيادة زخم، وزيادة المتردّدين على هيئة مستشفى الثورة، وهذا جعلنا نعمل فترتين؛ لأجل أن نستوعبَ تلك الأعداد المتزايدة، وهُنا لا بُـدَّ أن أشير إلى أننا، من قبلُ، كنا عبارةً عن مستشفى، واليوم نحن بفضل الله وببركة عناية السيد والقيادة نحن هيئة متكاملة، نقدّمُ خدماتنا لآلاف المواطنين من عدة محافظات يمنية مجاورة للحديدة.

مأساةُ الواقع:

وتعد الكهرباء -منذ سنوات- مشكلةَ تهامة عُمُـومًا، لكنها حين تتعلق بالقطاع الصحي؛ فَـإنَّها تقع في مقتل، حَيثُ لا تحتمل المشافي العمل بدون كهرباء، ولا يمكن لها القيام بأيٍّ من مهامها بدونها، وتتحوّلُ المؤسّسات الصحية مهما كَبُرَت إلى عيادات طوارئ وإسعافات أولية.

وَعلى هذا النحو، كانت بعض مستشفيات الحديدة تشتغلُ جزءاً من ساعات دوامها، في ظل ظروفٍ قاهرة فرضها العدوانُ والحصار على اليمن، والحديدةُ هي تلك المدينةُ التي أمعن العدوّ في استهدافها وتدميرها؛ فكانت المشافي -على ما تُعانيهِ من اهتراء، وضعف بنيتها التحتية- تستقبل مضطرةً ما لا تقوى عليه ولا تطيقه من أعداد الجرحى والمصابين الذين يسعفون تباعاً من مجازرَ شتّى ترتكبها طائراتُ العدوان، أَو يسقطون ضحايا لقذائف وهاونات المرتزِقة، وأسلحتهم الثقيلة، ليس في القرى والمناطق المُتاخمة لخطوط النار والمواجهات، بل وحتى الحواضرُ السكنيةُ البعيدةُ لا تسلَمُ من نيران المرتزِقة بصنوف الأسلحة.

ولا يستبعد مسؤولو مكتب الصحة في الحديدة أن بارجات العدوّ في البحر دخلت على خَطِّ القصف والاستهداف لعدة محطات كهربائية؛ ما خلّفَ مأساةً إنسانية كبيرة، وزادت حدتها؛ بفعل الحصار الذي انعكساً سلباً على القطاع الصحي، وتمظهرت على شكل طوابير طويلة لجموع المرضى داخل مشافي الحديدة وعياداتها؛ بسَببِ انقطاعات الوقود المتكرّرة داخل، وهي طوابير تشبه كَثيراً مشاهدَ السيارات المرتصَّة أمام محطات الوقود.

وفي ظل الوضع الكارثي هذا، تضاعفت مصائبُ المرضى، وتراكمت أمام القطاع الصحي، مشاكلُ مثَّلت عبئاً إضافياً على القطاع، الذي عانى بنفسِه من القصف المباشر، كما حصل في حادثة قصف مستشفى الثورة في 2 أغسطُس من العام 2018؛ ما تسبب بمجزرة كبيرة تجاوزت الأربعين شهيداً وعشرات الجرحى، دون هذه الصورة المأساوية لم يكن من خيارات بديلة أمام المسؤولين لتجاوز مشكل التيار الكهربائي الذي تسبب في مرات كثيرة بتعطُّلٍ شبهِ كاملٍ لعديد من المنشآت الصحية.

ويقول مدير هيئة مستشفى الثورة: “كانت أهم تلك المعاناة هو عدم توفر الكهرباء، وللعلم أكثر ما يقلقُ أي مستشفى أَو منشأة صحية هو الكهرباء، الكهرباءُ مسؤولةٌ عن حياة الكثير من المرضى داخل العنايات، على سبيل المثال عندنا أكثرُ من مِئة شخص موصّلين بالأجهزة الكهربائية، ومعنا ثلاثين حاضنةً، هذه الحاضنات داخلها أطفالٌ لا نملك لهم شيئاً ألا أن نضعَهم داخلَ الحاضنات الموصولة بالكهرباء على مدار الساعة لتشغيلها، كما أنه موجودٌ في داخل الغرف العنايات عديد من المرضى، معنا أكثر من أربع عنايات: العناية الجراحية والعناية العامة والعناية القلبية، وعناية الأطفال، كُـلُّ هذه العنايات تحتاجُ إلى كهرباء.

ولذا فَـإنَّ ما تخشاه أيةُ إدارة مستشفى، وأكثر ما يقلق هو انطفاءُ الكهرباء”، مؤكّـداً أنه فيما لو -لا قدّر الله- انطفأت الكهرباء فكُـلّ أُولئك داخل العنايات وداخل الحاضنات سينتهون في أقلَّ من نصف ساعة.

حلولٌ جادة:

واحدةً من تلك الخيارات التي لجأ إليها المعنيون، كانت ألواحُ الطاقة الشمسية، لكنها كانت محدودةً للغاية، ولا تقدم خدماتها الكهربائية سوى لأوقاتٍ قصيرةٍ وبسعات محدودة لا تكفي لتشغيل الكثيرِ من الأجهزة الطبية التي تعمل بالكهرباء.

ومن هذه النقطة بالتحديد، تولدت فكرة الحل؛ فقد اقترح المعنيون أن يتم تطويرُ الطاقة الشمسية البديلة وتقويتُها؛ لتصبح منظومةً متكاملةً بسعات كبيرة قادرةٍ على سَدِّ الفراغ الناتج عن انقطاع كهرباء المولدات، ومن فورهم بادر المهندسون تحديدَ أماكن تموضع الألواح، واستكمال جوانب المشروع، ومن ثّمَ رفعُه للقيادة؛ بغرض الموافقة والتوجيه، وبالفعل جاءت الموافقَةُ، عطفاً على التوجيهات التي كانت قد طلبت من المعنيين في السلطة المحلية في الحديدة دراسةَ حَـلّ لمشاكل انقطاع الكهرباء، خَاصَّةً عن هيئة مستشفى الثورة، والذي يعد أكبرَ مشافي الحديدة، وأكملَها تجهيزاً، ويُؤثِّرُ تعطُّلُه على معظم شرائح المجتمع والسكان؛ باعتبار الغالبية يستفيدون من خدماته الطبية.

نجح مشروعُ الطاقة البديلة المُستدامة في حَـلِّ مشكلة المستشفى تقريبًا؛ ليتجهَ تركيزُ إدارة الهيئة إلى جوانبَ أُخرى، لا سِـيَّـما أن المبالغَ المتوفرةَ أسهمت في رفد صندوقِ المستشفى لمصلحة تلك التوجّـهات، وهنا تجدُرُ الإشارة إلى أن المبالِغَ الماليةَ التي وفّرتها المنظومةُ الشمسيةُ بالملايين: من 90 إلى 15 مليون ريال؛ ما يعني أنها انخفضت بنسبة 85 %.