نهضةُ تهامة وتنميتُها.. حصادُ 9 أعوام من الصمود..بقلم/ عدنان القحم*
تشهدُ محافظةُ الحديدة عروس البحر الأحمر حراكاً تنموياً وخدمياً غير مسبوق لم يشهد أن حظيت به من قبل، هذه المحافظة التي تعرض أبناؤها البسطاء لكل أشكال التهميش والإقصاء المتعمد من قبل المتنفذين ولصوص الأراضي والثروات الذين استغلوا مواردَها ومكتسباتِها الوطنية؛ لخدمةِ أجندتهم الخَاصَّة، وجعلوا أبناءها يكدون وَيرهقون باحثين عن فُتاتٍ؛ مِن أجل حياةٍ كريمةٍ لأولادهم.
الحديدةُ اليوم وفي ظل إشراف قائد الثورة سماحة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -سلام الله عليه- ودعمه اللامحدود وتوجيهاته الصريحة حول منح المحافظة أولوية في تنفيذ المشاريع الخدمية من قبل الدولة وسبل تحسين حياة الناس وتوفير الخدمات الضرورية لأبناء هذه المحافظة وتعويضهم على كُـلّ ما مروا به من الخذلان خلال السنوات الماضية؛ وتنفيذًا لتلك التوصيات المباركة وبحضور شخصي للرئيس المشير مهدي المشاط، استنفرت كافة الوحدات ومؤسّسات الدولة وقامت بالواجب الملقى على عاتقها ولمس المواطنين تحولات جبارة على مستوى المشاريع وتطوير الخدمات والبنى التحتية، كما أن الزائرين أَيْـضاً لتلك المحافظة والمتردّدين عليها كانوا على موعد مع الدهشة والانبهار لما شاهدوه من نقلة نوعية وإنجازات في فترة قياسية وقصيرة.
لقد كان لمحافظة الحديدة وأبنائها الشرفاء مكانة خَاصَّة لدى الشهيد الرئيس صالح الصماد -سلام الله عليه- وهو الذي وهبهم روحه الزكية وروى تربتها بدمائه الطاهرة وكانت هي محطته الأخيرة التي لقي ربه شهيداً فيها وبين أهلها البسطاء، فكانت بذلك منطلقاً للجهاد والكفاح والعمل واستنفد العدوان كامل محاولاته المستميتة للسيطرة عليها وبسط نفوذه عليها إلَّا أن تلك الأرض الطاهرة رفضت أن يداس على ترابها الطاهر من تلك الأنفس المدنسة بعد أن حظيت بشرف استشهاد الرئيس الصماد ولفظت المحتلّ بلا رجعة فنالت بذلك محبة الجميع وتاقت إليها أفئدة اليمنيين من كُـلّ مكان وجعلوا منها محطة للتعبير عن حبهم لأهلها وشوقهم لرئيسهم الذي فقدوه على تربتها.
وفي خضم هذه الإنجازات والوتيرة المتسارعة للنهضة نجدنا اليوم في حضرة الرئيس مهدي المشاط، وهو يضع حجر الأَسَاس على العديد من المشاريع في المحافظة وَببذلته العسكرية كرسالة سياسية وَعسكرية للعدو أن اليمنيين لن يتنازلوا عن تضحياتهم الجسيمة ولن يساوموا في حقوقهم المشروعة بالعيش بكرامة وحرية واستقلال وأنكم كما عهدتمونا في ساحة القتال رجال أشداء ستشاهدون إخلاصنا وصدقنا في البناء والتنمية، فقد استحققتم الخزي والعار والضياع بجرمكم وعدوانكم وخيانتكم واسترد اليمنيون عزتهم وكرامتهم ومجدهم بصمودهم وبسالتهم في مواجهة التحديات وشرف الدفاع عن أرض وكرامة هذا الوطن.
إن الحديث عن الإنجازات التي تحقّقت في تلك المحافظة وأُخرى ما زالت تتوارد تباعاً في هذه الأيّام ومنها ما زال قيد الدراسة والتخطيط لهو مدعاة للفخر والاعتزاز لما تقوم به الدولة ومؤسّساتها المختلفة من أعمال جبارة وعظيمة وفي ظل الحصار والأوضاع التي تعيشها بلادنا إلَّا أن هذا يؤكّـد حرص القيادة على المضي على النهج الذي رسمه الشهيد الرئيس من خلال الرؤية الوطنية ومشروع يد تبني ويد تحمي، ولو أن الرئيس الشهيد كان بيننا لفرح بذلك ولكان أول من يعمل على تحقيق ذلك والفضل بعد الله يعود لقيادتنا الثورية والسياسية على اهتمامهم الصادق وإخلاصهم لله وللشعب والوطن وَتفويت الفرصة على المتربصين بهذا الوطن والحاقدين على ثورته وانتصاراته.
وليعلم العالم أجمع أن الدولة في صنعاء، وهي من ثبتت الأمن وصنعت المعجزات وليس المرتزِقة والمليشيات التي أغرقت البلاد في الحروب والفوضى والدمار وعجزت عن توفير ملجأ آمن لها على أرض الوطن، بينما تعيش في فنادق وعواصم دول العالم.
* مدير عام مديرية خراب المراشي، م/ الجوف