مكافحةُ تبرير (الإرهاب والتهريب)..بقلم/ عبدالله عمر الهلالي
كيف أدخل منزلَك وأنهبهُ دون أن تغضَبَ مني، بل وتكون أنت راضيًا عني.
هكذا تخطِّطُ أمريكا في دخولها لبلدنا اليمن وحتى غير اليمن يصنعون هم أحداثاً إرهابية في اليمن ومن مواقعٍ مرتبطة بمصالحهم أَو منشآت تابعة لهم وَيعملون أعمالاً تجعل أدواتها هناك عاجزة عن مكافحتها ثم يقولون: [أرأيتم أنكم بحاجة إلينا؛ لمكافحة ما عجزتم عن مكافحته]؛ فيدخلون البلد بجنودهم باسم المنقذ المخلص.
وكأن البلد بجيشه عاجز عن مكافحة الإرهاب في البلد إن وجد والذي هو صنعهم.
لم تستغرق صنعاء في تطهير تنظيم القاعدة من اليمن، وتحديداً في البيضاء أسبوعاً واحداً، دون الحاجة لأي جندي أمريكي، وهذا يكشف زيف دعوى الأمريكي في كذبة مكافحة الإرهاب، وما يؤكّـد ذلك أنك لن تجد تنظيم القاعدة إلَّا حَيثُ أمريكا، والمناطق المحرّرة في قبضة صنعاء خير شاهد؛ فلا وجود فيها للأمريكي ولا لتنظيم القاعدة أَو داعش، ثم من المضحك أن ترى السفير الأمريكي، ستيفن فاجن، يلتقي في المناطق المحتلّة في تاريخ 4 يوليو 2022م بالقيادي المقرب من قيادات في تنظيم القاعدة وداعش القيادي “المحرمي” ويُسلِّمَ له مِلَفَّ مكافحة الإرهاب من السفير الأمريكي، وكلّ ذلك يكشفُ رغبة أمريكا في استعادة مبرّر [مكافحة الإرهاب] من جديد، حتى تمدد في المنطقة بشكل أكثر.
لكن تواجد الأمريكي في المرحلة الأخيرة في محافظة المهرة وقبالة السواحل اليمنية المطلة على خطوط الملاحة وبشكلٍ ملحوظ ومكثّـف تطلب من الأمريكي تبريرًا من نوعٍ جديدٍ؛ فذريعة [مكافحة الإرهاب] لم تعد تنفق علمياً ومحلياً لتبرير التواجد في تلك الأماكن الحساسة حينها نُشرت دعايات أمريكية بريطانية عن ضبط (تهريب الأسلحة إلى اليمن) عبر البحر كانت في طريقها إلى تسليح صنعاء، وهي مزاعمُ لا صحة لها؛ لأَنَّ صنعاء والقوات المسلحة هناك أثبتت خلال السنوات الماضية من العدوان الأمريكي أنها تمتلكُ الأسلحة المتطورة والمصنَّعة محلياً مخزوناً استراتيجياً، لا تحتاجُ معه أن تستورد سلاحها من الخارج، بل إنها تسطيع اليوم أن تصدر السلاح، وقد حصلت صنعاء على اعترافات دولية بذلك.
كلّ تلك المزاعم الأمريكية الجديدة تأتي في سياق الرغبة في تعزيز وتثبيت تواجدها في المحافظات المحتلّة وبالأخص المهرة وحضرموت.
وما يحصل من تخبط إعلامي في زعم ضبط شحنة سلاح كشف زيف هذا التبرير فبدايةً أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا عن ضبط بندقية (Ak) في الشحنة ولاقت هذه الدعاية السخرية من قيادات في صنعاء؛ لأَنَّ بندقيات AK هي من أكثر الأسلحة انتشاراً في اليمن حتى من قبل العدوان فما الحاجة لها في هذه الظروف.
ما يبدو جليًّا أن هذه الحقيقة دفعت الإدارة الدولية للعدوان لتغير الدعاية بعض الشيء، والحديث عن (ضبط صواريخ) دون أي دليل وإنما إطلاقٌ للدعاية مع استثمارها.
والأعجبُ من كُـلّ ذلك والذي يكشف زيفَ كُـلّ تلك التبريرات هو حاجةُ وجود الجيوش الأمريكية والبريطانية وقادة الأساطيل في المهرة (لمكافحة التهريب) هل مجلس العار بكل جلسائه عاجزون عن المكافحة كما يدعون؟!
وإن كان كذلك فلما لا تكافح التهريب دول تحالف العدوان؟!
أم أن كُـلّ هؤلاء عاجزون عن ذلك ولن يستطيع أن يكافح إلا المخلص والمنقذ الأمريكي والبريطاني؟!
كُلُّ تلك التبريرات المفضوحة لن تكبِّلَ صنعاءَ عن التعامل الرادع والحاسم مع هذا الانتهاك السافر للسيادة اليمنية؛ فالقيادة الثورية والسياسية عازمةٌ على تحقيق السيادة، ولدينا ما سيرفعُ قواعدَ الأمريكي وكذا البريطاني من الأراضي المحتلّة جبراً، كما خرجَتْ من صنعاء جبراً، وبدلًا عن أن ترحَلَ بسلام ستُرحَّلُ بلا سلام.