خطباءُ ومرشدون وعلماءُ لصحيفة “المسيرة”: الجبهةُ التوعوية مسؤوليةٌ كبرى لإفشال مخطّطات العدوان
المسيرة – منصور البكالي
عبّر عددٌ من الخطباء والمرشدين، عن أهميّةِ ما تضمَّنه خطابُ قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- وتوجيهاته القيمة للخطباء والمرشدين، ودورهم الهام في التصدي للعدوان ومخطّطاته القذرة، مشيرين إلى أن ما بعد اللقاء الموسع لن يكون كما كان قبله، من توعية للمجتمع وربطهم بالله وكتابه وبأعلام الهدى، وتحصين المجتمع من الحرب الناعمة والثقافات المغلوطة والعقائد الباطلة.
في هذا الصدد، يقول السيد العلامة علوي علي السقاف، من علماء محافظة البيضاء: “لقد أنعم الله على شعبنا اليمني في هذه المرحلة بقيادة قرآنية ربانية من آل بيت رسول الله؛ لتقود اليمن وشعبه إلى بر الأمان، وعلينا كخطباء ومرشدين وعلماء الوقوف بكل جدارة إلى جانب السيد العلم -يحفظه الله- وتبليغ دين الله ورسالته وحماية الشعب من اختراقات العدوّ الصهيوأمريكي وأذرعه الوهَّـابية في أوساطنا، ورفع لواء الوعي عاليًا، مستندين إلى كتاب الله وما ورد عن رسوله -صلى الله عليه وآله وسلم- وسنكون عند حسن الظن”.
ويضيف السقاف في حديثه لصحيفة “المسيرة”: أنّ “الميدان أمامنا كبير، والمسؤولية أكبر ونسأل الله التوفيق والسداد، ولن ندخر جهداً في طريق الأنبياء والمرسلين، وهذا التكليف شرف لنا إن قدمناه كما يجب وكما يحب الله ورسوله، ما لم فهي مسؤولية توصل بصاحبها إلى سخط الله وغضبه إن هو قصر في القيام بها”.
ويشير السقاف إلى أن هذه المرحلة تتطلب دعاة ينشطون كما كان الشهيد الرئيس الصماد -رحمه الله- ويتحَرّكون بحركته ويتمتعون بتواضعه ومتابعته لقضايا الناس والمجتمع من حوله، لافتاً إلى أن المسيرة القرآنية مليئة بالنماذج والقادة الذين يقتدى بهم في كُـلّ ميادين العمل الجهادي بمختلف جبهاته المتنوعة.
ويستحضر السقاف في حديثه قصة لقائه بالشهيد الصماد ودخول بيته ليومين متتاليين، وكيف كان زاهداً في معيشته ومتواضعاً وحريصاً على حقوق الشعب؛ ليكون لبقية الخطباء والعلماء وكلّ رجال الدولة وأبناء الأُمَّــة قاطبةً نموذجًا في الصبر على صعوبة الحياة وقساوة الظروف المعيشية، لافتاً إلى أن الدعاة إلى الله والعلماء لم يكونوا يوماً ما يسعون لتحقيق الثروات وتجميع الأموال، بل لتحقيق الفضل من الله والفوز والفلاح يوم القيامة.
مخطّطاتٌ تتطلَّبُ اليقظة:
من جهته، يرى سعيد الرواحي، خطيب جامع المريسي بالعاصمة صنعاء: أن “الخطيب هو المبلِّغُ عن الله وعن رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وهو في وقتنا الحاضر دور الواعظ الذي يوعظُ الأُمَّــة، ودور الإنسان في هذا المقام هو دور عظيم وليس بالبساطة التي يتصورها البعضُ ممن يستهترون بمسؤولية الخطباء والعلماء، خَاصَّة ونحن في زمن تتكالب على أمتنا كُـلُّ أنواع الحروب: الفكرية والثقافية والناعمة والعسكرية والأمنية، وكلّ هذه الحروب تتطلب مواجهةً واستعداداً ويقظةً عالية يتحلى بها العلماء والخطباء والمرشدون؛ ليحركوا أبناء الأُمَّــة في التصدي لهذه الحروب التي تستهدفهم في دينهم وهُــوِيَّتهم ومعتقداتهم ومقدساتهم وأوطانهم وحرياتهم، وما تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ المُستمرّ على شعبنا اليمني العظيم إلا نموذج من الحروب التي تستهدف بقية شعوب الأُمَّــة العربية والإسلامية، وفي كُـلّ شعب من شعوبها تتضح فاعلية وأهميّة دور العلماء والخطباء من نتائج قدرتهم على الصمود والمواجهة”.
ويتابع الرواحي في حديثه لصحيفة “المسيرة: “نحن كخطباء ومرشدين وعلماء معنيون بالدرجة الأولى بتوعية الشعب من خلال منبر صلاة الجمعة، وما يمثله من أهميّة في تقديم الحلول لمشكلات المجتمع أياً كان نوعها، وأكبر مشكلة يتعرض لها أبناء شعبنا اليمني اليوم هي مشكلة العدوان والحصار الأمريكي السعوديّ، الذي يتطلب من الجميع تحمل المسؤولية التي تحدث عنها قائد الثورة ومفتي الديار اليمنية، مُشيراً إلى أن ما تم طرحه ومناقشته في اللقاء الموسع يعتبر خطوطاً عريضةً تقع على عاتق الخطباء والمرشدين والعلماء؛ لتحريك أبناء المجتمع تجاهها بشكل قوي وفعال”، منوِّهًا إلى أن “مجتمعنا اليوم يعاني من الكثير من الأفكار الضالة والثقافات المغلوطة والعقائد الباطلة، وهذا يتطلب أن يكون الخطباء والمرشدون والعلماء على وعي عالٍ وإلمام كبير بكتاب الله ونصوصه القرآنية، وما ورد عن رسوله -صلى الله عليه وآله وسلم- وتقديم ذلك للمجتمع بأُسلُـوب ومنهجية راقية وكافية، تمتلك القدرة على تقديم هدى الله بجاذبيته وبريقه وجماله وكماله”.
ويشيد الرواحي بما تم تقديمه خلال اللقاء الموسع وباهتمامات القيادة السياسية والثورية وربطها للشعب بالله وبكتابه الكريم، لافتاً إلى أن وعي أبناء المجتمع يشهد تحولاً وتغيراً كَبيراً ويحقّق تقدماً ملحوظاً من عام إلى آخر يعكسه مستوى صموده وثباته في مختلف ميادين العزة والبطولة، وقدرته العالية في إفشال مخطّطات الغزاة والمحتلّين على مختلف الأصعدة والجبهات الداخلية والخارجية.
لقاء موسع:
وكانت وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة والهيئة العامة للأوقاف والهيئة العامة للزكاة، قد نظمت، يوم الاثنين، في العاصمة صنعاء، اللقاء الموسع للعلماء والخطباء والمرشدين من مختلف محافظات الجمهورية.
وفي اللقاء، أكّـد مفتي الديار اليمنية، العلامة شمس الدين شرف الدين، على أهميّة دور العلماء والخطباء والمرشدين في توعية المجتمع ومواجهة الأفكار الضالة ومناقشة القضايا والمستجدات والأحداث، ونشر القيم والمبادئ الإسلامية، بمنهجية قرآنية يكون الحديث عنها من زاوية عين على القرآن وعين على الأحداث.
وشدّد شرف الدين خلال كلمته على أهميّة اضطلاع العلماء والخطباء والمرشدين بدورهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومحاربة الرذيلة، وذلك من خلال التوعية المجتمعية عبر الخطب المنبرية والإرشادية مشفوعة بالآيات والأحاديث النبوية، التي تسهم في معالجة الكثير من قضايا الأُمَّــة.
وقال: “إن الله تعالى فضل العلماء بالعلم، ولا بدَّ أن يقوموا بدورهم الفاعل وتناول للعديد من الأحداث والقضايا المهمة التي تخص الأُمَّــة، مضيفاً: “أن أُمَّـة محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- خير أُمَّـة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، ولا يتم إيمان المؤمن إلا به، مع ضرورة العمل على مواجهة قوى العدوان على الأراضي اليمنية، والتحذير من عدم التطبيع مع أعداء الإسلام والمسلمين”.
وحث العلامة شرف الدين على العودة الصادقة إلى الله والعمل بما جاء في القرآن الكريم، وتفعيل دور العلماء في بيان واجبات الجميع، ومسؤولية اتباع ولاة الأمر والمساعدة في إيجاد الحلول للكثير من القضايا التي تمس العامة، والتطرق إليها في خطب الجمعة، ومنها قضية التوعية بأداء الزكاة وتأديتها إلى مصارفها الصحيحة، داعياً العلماء والخطباء إلى أهميّة أن يحرصوا على إلقاء الخطب باللغة العربية الفصحى لتعم فائدتها الجميع، بصيغة الفهم وبالآيات والأحاديث النبوية الشريفة.
بدوره، اعتبر وزير الإرشاد وشؤون الحج والعمرة، نجيب ناصر العجي، انعقاد اللقاء تدشيناً للبرنامج الرمضاني؛ لما يمثله الشهر الكريم من مناسبةٍ روحانية يضطلع فيها الجميع، وفي المقدمة أصحاب الفضيلة العلماء وخطباء وأئمة المساجد بدورهم في تبيان فضائل الشهر الكريم وشمائله الأخلاقية والروحية، مُشيراً إلى أهميّة إحياء رسالة المسجد في تعميق صلة العبد بخالقه، وبينه وبين القرآن الكريم: قراءةً وتدبراً واستيعاباً، وحث الناس على مضاعفة الحسنات بالمبادرة إلى البذل والعطاء في أعمال البر والإحسان والتراحم؛ تكاملاً لما تقوم به الدولة من مشاريع في هذا الجانب.
ولفت الوزير العجي إلى أن أداء رسالة المسجد بوجهها التعبدي الصحيح هو الاستشعار الحقيقي للمسؤولية التي يضطلع بها العلماء والخطباء والمرشدون في نشر الفضيلة، وغرس التربية الصالحة للأجيال والتنشئة الاجتماعية السوية والحث على التمسك بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وتجسيد العدالة الاجتماعية، كما أكّـد وزير الإرشاد ضرورة إشاعة التسامح وبث روح الإخاء والمحبة، واجتماع الكلمة ووحدة الصف ونبذ الفرقة والاختلاف، وتنوير الوعي المجتمعي بمخاطر الحرب الناعمة والتصدي لها، ومكافحة الشائعات وتعزيز الثبات والصمود والتماسك، مشدّدًا على ضرورة التوعية بالتحشيد المتواصل لرفد الجبهات بالمال والرجال واستشعار المسؤولية من خلال الامتثال للواجبات الدينية والوطنية والإنسانية.
وقال العجي: “إن من أقدس الواجبات الدينية عناية الجميع بالمساجد والحفاظ على مرافقها ونظافتها؛ كون ذلك من أعظم الوسائل لتحقيق المقصد الديني منها، وسبيل يوصل لعمارتها المعنوية من صلاة وذكر وتلاوة للقرآن، وغير ذلك من أعمال الطاعات والقربات”، لافتاً إلى أهميّة التوعية المُستمرّة بنظافة الطرق العامة والأحياء والحفاظ على بيئة صحية وآمنة والاستفادة من الأنشطة والفعاليات، التي حفل بها البرنامج الرمضاني المقر من قبل حكومة الإنقاذ الوطني.
من جانبه، أشار رئيس الهيئة العامة للأوقاف، العلامة عبدالمجيد الحوثي، إلى أن انعقاد اللقاء الموسع للعلماء والخطباء يأتي انطلاقاً من التواصي بالحق والتواصي بالصبر، وتعزيز دورهم المهم في توعية الناس بقضايا الأوقاف وفقاً لتوجيهات قائد الثورة، السيد عبدالملك الحوثي، مُشيراً إلى أن النظام السابق عمل على تدمير ثقافة الوقف، وغرس في أوساط وعقول الناس ثقافة مغلوطة بأموال الأوقاف بأن أصبحت طعماً ومنحةً لمعظم الطامعين والمشايخ والتجار الذين اعتبروها مغنماً، بدلاً من الحفاظ عليها وحمايتها وصيانتها.
وتطرق العلامة الحوثي إلى دور العلماء والخطباء في التوعية بحرمة الأوقاف والتعريف بمكانتها في الإسلام، ووجوب الحفاظ عليها، وحرمة الاعتداء عليها؛ باعتباره من أهم المواضيع التي يجب التذكير بها، مشدّدًا على ضرورة إعادة الوقف وموارده لما سخرها له الواقفون: في إحياء مبادئ العلم ومكارم الأخلاق وتصبح رافداً كَبيراً لمعظم القضايا التي تهم الأُمَّــة.
ودعا رئيس هيئة الأوقاف إلى الاهتمام بالمساجد والحفاظ عليها، لافتاً إلى حملة “أن طهِّرا بيتي”، التي أطلقتها مؤخّراً لتطهير بيوت الله قبل شهر رمضان الكريم، ما يتطلب من الجميع التعاون في إنجاحها والاعتناء ببيوت الله وتهيئتها، وأن يكون الاهتمام بها بصورة أكبرَ؛ لما لها من قدسية ومكانة، خَاصَّة في شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن.
وأكّـد العلامة الحوثي على اهتمام الهيئة برعاية الخطباء والمرشدين خَاصَّةً في الظروف التي تمر بها البلاد، ووجود أكثر من 100 ألف مسجد في مختلف محافظات الجمهورية، مُشيراً إلى أنه بجهود وتعاون الجميع والتوعية المجتمعية، سيتم استعادة أموال وأعيان وأراضي الوقف.
وقال: “إن موارد الأوقاف كثيرة، منها 80 % ليست تحت تصرف هيئة الأوقاف، وهناك العديد من المشاريع الكبيرة، التي تخص العلماء والمتعلمين والمراكز العلمية والمباني، وما تزال المسؤولية كبيرة على الجميع في التوعية بحرمة الاعتداء على الوقف”.
بدوره، أكّـد رئيس الهيئة العامة للزكاة، الشيخ شمسان أبو نشطان، أن اللقاء يأتي تأكيداً على أهميّة الدور الفاعل والمؤثر الذي يضطلع به الخطباء والمرشدون في ربط المجتمع بالله وكتابه العزيز وبرسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ-، مستعرضاً واقع الزكاة، التي أصبحت اليوم تُصرَفُ في مصارفها الشرعية من خلال مئات المشاريع للفقراء والمساكين والغارمين وابن السبيل وغيرهم من المستحقين في مختلف المديريات والمحافظات، بعد أن كانت مغيَّبةً لعقود من الزمن في ظل الأنظمة السابقة.
وقال: “نحنُ في هيئة الزكاة حريصون على المضي وفق ما أمر الله تعالى لتقديم فريضة الزكاة كما أراد الله كشاهدٍ حي على عظمة الإسلام”، لافتاً إلى دور العلماء والخطباء والمرشدين في تفعيل رسالة المنبر لنشر الوعي بفريضة الزكاة في أوساط المجتمع، وحث المزكين على المبادرة في أداء الزكاة الواجبة عليهم، ومساندة هيئة الزكاة في إحياء ركن عظيم من أركان الإسلام.
وشدّد أبو نشطان على ضرورةِ التوعية الهادفة والمُستمرّة للمجتمع بالمكانة والأهميّة البالغة لفريضة الزكاة في الدين الإسلامي، وأثرها في تجسيد التكافل والتراحم المجتمعي في ظل التحديات الاقتصادية التي تعيشها البلاد، وتوجيه الإرشاد للمجتمع بعواقب مانع الزكاة.
ضبطُ البُوصلة التوعوية:
وتعليقاً على الفعالية، يقولُ محمد عبدالله سعيد المطري، خطيب جامع صرواح بمحافظة مأرب: “قبلَ الحديث عن دور الخطيب بلدنا مَرَّت بعقودٍ من التغييب المتعمد لدور الجامع والأوقاف والزكاة، وهذا يتطلَّبُ مضاعفةً الجهود التوعوية للمجتمع وتكثيفها لهداية الناس وإعادة ضبط البُوصلة التوعوية والإرشادية بالاتّجاه السليم، لافتاً إلى أهميّة أن يكون الخطيبُ قُدوةً لكل أبناء المجتمع من حوله، لا أن يكونَ مرشداً وكلامه في وادٍ وأفعاله في وادٍ آخر، وهذا يتطلب الالتزام بمعرفة الصفات التي يجب أن يتحلى بها الخطباء والمرشدون وكلّ صاحب كلمة توجّـه إلى المجتمع من منطلق ديني”.
ويرى المطري في حديثه لصحيفة “المسيرة” أن “الخطيب عليه مسؤولية كبيرة جِـدًّا في هداية الناس وتقديم هدي الله كمصدر للنجاة والفوز والفلاح في الدنيا والآخرة، وهذا دور عظيم بعظمة الرسالة التي يبلغها ومستوى الخطاب المقدم وأثره في تغيير واقع المجتمع وإخراجه مما هو فيه، خَاصَّةً بعد سيطرة الخطاب الوهَّـابي لعقود على أكثر منابر جوامع ومساجد اليمن، وبتمويل من السلطة قبل ظهور المشروع القرآني، ونجاح ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر الفتية”.
ويلفت المطري إلى أن الحديث عن الزكاة وأهميّة إخراجها أَو الكلام عن أموال الأوقاف كان في الماضي جزء من اهتمامات النافذين الذين يأخذون ما قدم منها إلى جيوبهم، وبحسب ولآتهم الحزبية والسياسية، دون أن يلمس الشعب والمستحقين لها من فئاته لها أي أثر، ولكن بعون الله وبفضل السيد العلم قائد المسيرة القرآنية بدأ الناس يتعاملون من هذه الفرائض العبادية والدينية من منطلق الشعور بالمسؤولية أمام الله، حين وجد الخطاب الديني الذي يشدهم إلى الله، وإلى أهميّة الإحسان والتكافل والتراحم وإخراج الزكاة وأموال الأوقاف بالمنهجية القرآنية التي تتوسَّعُ من يومٍ لآخر بين أوساط الشعب”.
أحمد علي شحن، خطيب جامع تميم بمديرية المتون بمحافظة الجوف يقول: “لو لم يكن من هذا اللقاء الموسع إلا معرفة واجبنا في مواجهة الشائعات والدعايات الكاذبة التي ينشُرُها العدوان الأمريكي السعوديّ وأدواته بين صفوف المواطنين في الجبهة الداخلية، وتفنيدها، خَاصَّةً في المحافظات والمناطق التي سبق للعدو السيطرة عليها في السنوات الأولى من العدوان على شعبنا اليمني، ومحافظة الجوف كانت يوماً من الأيّام منطلَقًا لمرتزِقة العدوان ووكرَا لأفكارهم الضالة وعقائدهم الباطلة التي استفحلت بأفكار وعقول أبناء القبائل في الأرياف والمدن”.
ويتابع الخطيب شحن في حديثه لصحيفة “المسيرة”: “نمتلكُ اليومَ الثقافةَ القرآنيةَ التي هي هدي الله وبلاغُه ورسالته إلى الناس، وما علينا سوى تفعيلها ونقلها في واقعنا لتصلَ إلى أبناء شعبنا بصورتها وحلتها الإيمانية التي تتقبلها الفطرة السوية فتخالطها وتقود صاحبها إلى الفلاح والفوز برضوان الله، وها هي ثمارُ المشروع القرآني تتجلى بمعجزاتها الأُسطورية منذ الحرب الأولى على محافظة صعدة والقائد المؤسِّس للمشروع القرآني سيدي ومولاي الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي -عليه السلام-“.
ويضيفُ شحن: “أمام الخطيب مسؤوليات كبيرة بقدر الخطر الذي وصل إلى عمق أفكار شبابنا وأطفالنا ونسائنا قبل نجاح المشروع القرآني، وهذا يتطلبُ من الجميع تكثيف الجهود والأنشطة التعبوية؛ لتجفيف آثار تلك الأفكار والسموم الهدامة التي حاولت حرقَ الدين ومسخَ الهُــوِيَّة الإيمانية وعبر قنوات رسمية كمناهج التعليم وخطباء الوهَّـابية وقنواتهم ووسائل إعلامهم”، مشيداً بالاهتمامِ الذي تعطيه القيادةُ السياسية والثورية لمواجهة الحرب الناعمة التي تحاول نزع الغيرة والرجولة من أبناء شعبنا لكي نرى الجرائمَ والمحرمات ولا نحرك ساكناً؛ فيسهل لهم ابتلاعنا، واحتلال أرضنا ومصادرة قرارنا ونهب ثرواتنا ومقدراتنا، وكانت هذه محاولات ليسحبوا منا دينَنا، لكن القيادة ووعيَها وبصيرتها القرآنية كانت لهم بالمرصاد، وسنكون بإذن الله خيرَ من يمثل هذه القيادة أمام أبناء مجتمعاتنا قولاً وفعلاً وسلوكاً، والعاقبة للمتقين”.