فلسطينُ الحاضرة يمنياً.. بقلم/ مرتضى الجرموزي
ما بين الفينة والأُخرى وعلى مدار الساعة تجد الحديثَ عن الواقع الفلسطيني يلامِسُ الواقعَ اليمني، تتحدَّثُ التفاصيلُ والمتفرقات وتصفُ الأحداث أن فلسطين -الأرضَ والإنسانَ والعقيدةَ والمقدسات- حاضرةٌ وبقوة في وجدان وواقع كُـلّ شرفاء وأحرار اليمن.
حديثُهم عن فلسطين لا ينقطع في المساجد يتحدثون وفي المجالس يتناقشون وفي الطرقات وحتى في المستشفيات وبين أسرة المرضى والجرحى فلسطين حاضرة وبقوة وفي المنابر يخطبون عن فلسطين القضية المركزية والأهم على مستوى الساحة العربية كواقع يماني لا تغيب فيه فلسطين ذات الرداء العربي المسلم والأصل الجهادي المقاوم هُــوِيَّة وعقيدة.
فلسطين حاضرة في وجدان كُـلّ يمني ولم تغِب في مختلف المناسبات والاحتفالات الرسمية والشعبيّة ولم يغِب العلم الفلسطيني في كُـلّ المسيرات والفعاليات الثورية للشعب اليمني الذي ينبُضُ قلبُه بحب وعشق فلسطين حتى الثمالة.
هكذا تبدو الصورُ في كُـلّ المسيرات التي يحييها اليمانيون، تحضُرُ فلسطينُ: قضيةً وهدفًا، رايةً ومقدّساتٍ، وأرضًا وإنسانًا وُلِدَ من رحم المعاناة..، مجاهدٌ لطالما أسقى الصهاينة سموم العذاب ألواناً.
مَحَالٌّ تجارية ومؤسّسات حكومية وخَاصَّة، مستشفيات مدارس وجامعات وشوارع وبلدات وقرى وأفراد، ذكورٌ وإناث كثيرٌ منهم تسموا باسم فلسطين بأسماء مجاهديها بأسماء حركات المقاومة وقادتها وشهدائها.
حتى الأطفالُ الصغارُ في المراحل الدراسية والأعمار الأولى لا حديث ينسجمون معه إلّا الحديث عن فلسطين عن القدس عن الأقصى عن غزة بمدنها وبلداتها الحرة عن الضفة الغربية ومدنها وبلداتها الحرة والمحتلّة عن مخيم جنين عن نابلس عن حماس عن الجهاد عن كتائب القسام وعرين الأسود عن تضحيات أبنائها المجاهدين عن الشهداء عن الجرحى عن الأسرى عن القادة العظماء والمخلصين وعن كُـلّ شيء له علاقة بفلسطين الجزء الذي لا يتجزأ من الجسد العربي والجزء الأهم وهو القلب النابض بالعروبة وقيم الفضيلة؛ فلولا مجاهدو وشعب ومقاومة فلسطين ما كانت العرب حاضرة اليوم ولولا فلسطين الخط الدفاعي المتقدم والنسق الهجومي الأول في وجه آلة الحرب الصهيونية وقطعان أحفاد القردة والخنازير لتوغلت إسرائيل عسكريًّا نحو الأمل الكبير والمشروع الخبيث الذي جمعهم وأتى بهم إلى فلسطين تمهيداً للاستيلاء على المنطقة العربية من القدس حتى مكة ومن الفرات إلى النبيل وهو المشروع والحلم الكبير الذي يسعى الصهاينة بمساعدة أمريكا الشيطان الأكبر ولقطاء المنطقة من الخونة والعملاء والمطبعين لتحقيقه.
اليوم ومع تزايد العمليات الاستشهادية لرجال المقاومة والجهاد الفلسطيني ضد الكيان الإسرائيلي تتنفس اليمن الصعداء وتتناسى ما هي فيه من حصار وعدوان فُرض وأعلن عنهُ من أمريكا من واشنطن خدمةً لهذا المشروع الذي يقاتل الصهاينة ويتوسع بمستوطناته لتحقيقه إن نحن تغافلنا عنه وتركناه يعبث بفلسطين الأرض والإنسان والمقدسات.