صحيفة إيطالية: إنهاءُ الحرب العدوانية على اليمن ليس جزءًا من خطط واشنطن
المسيرة: تقرير:
أشَارَت صحيفةٌ إيطاليةٌ إلى الدورِ الحاسِمِ الذي تلعبه الولاياتُ المتحدة في العدوان الذي تقودُه السعوديّة على اليمن منذ 26 مارس 2015م، لافتةً إلى أنه وبعد ثماني سنوات من الحرب والتغيرات الجيوسياسية الدراماتيكية التي حدثت في اليمن وغرب آسيا والعالم، أصبحت أهدافُ واشنطن الآن مختلفةً عن أهداف العميلة السعوديّة.
وأكّـدت صحيفة “لانتي دبلوماتيكو” الإيطالية في تقريرٍ، أمس السبت، أن الولاياتِ المتحدة دعمت عدوانَ الرياض الوحشي وغير المبرّر في اليمن، من جميع النواحي، باستخدامِ المصطلحين أَو الصفتين اللتين كرّرتهما الصحافةُ الأمريكية بقلق شديد لوصف الغزو الروسي لأوكرانيا.
وذكرت أن على مدى هذه السنوات ومن المذابح المُستمرّة، زوّدت الولاياتُ المتحدة السعوديّين بمجموعةٍ كاملةٍ من المعدات والخدمات، من بينها الأسلحةُ المتطورة والدعم العسكري واللوجستي وصورُ أقمار صناعية دقيقة.
وأفَادت الصحيفة الإيطالية بأن بين عام 2010م وبدايةَ العدوان على اليمن في 2015م، باعت الولاياتُ المتحدة إلى السعوديّة أسلحة بقيمة 3 مليارات دولار فقط، وبين عامَي 2015م و2020م، ارتفع هذا الرقم بشكلٍ كبير، ليصلَ إلى رقمٍ مذهل قدره 64.1 مليار دولار، ناهيك عن كسبِ أموالٍ أُخرى من الأسلحة المباعة للدول التي ساعدت السعوديّين في الحرب مثل الإمارات.
وتابعت صحيفة “لانتي دبلوماتيكو” أن العدوان السعوديّ تسبّب بمقتل أكثر من 370 ألف شخص، وهي تقديرات كانت في 2021م، بالإضافة إلى مقتل أَو إصابة 11 ألف طفل، كما تسبب في نزوح أكثر من 4 ملايين شخص، 79 في المئة منهم نساء وأطفال، وأن 20 مليونَ شخص بحاجة ماسة للمساعدة الإنسانية.
وبيّنت أن الحرب ليست وحدَها من جعلت اليمنيين يعانون من ويلاتها، ولكن أَيْـضاً الحصار الدولي، الذي غالبًا ما يمنع وصولَ المساعدات الإنسانية، حَيثُ يخنق البلاد منذ سنوات، وهذا يسبّب الكثيرَ من المصاعب، لافتةً إلى أن حجم مبيعات الأسلحة الأمريكية يزيد عن 100 مليار دولار إذَا أضفت الإمدَادات إلى السعوديّة والإمارات، علاوةً على ذلك، ليس مصنعو الأسلحة الذين يجنون الأموال؛ ففي الواقع يرتبط شراء الأسلحة بـالخدمات اللوجستية التي تقوم بها الشركات الأمريكية نيابةً عن القوات المسلحة السعوديّة وهي عقود تتجاوز بكثير قيمة مبيعات الأسلحة.
وأوضحت الصحيفة الإيطالية: أنَّ “هذا دليلٌ قاطعٌ يجعلنا نفهمُ سبب فشل هذه الحرب القذرة من إيجاد حَـلّ، على الرغم من أن بايدن وعد بإنهائها فور تنصيبه في البيت الأبيض”، مشيرةً إلى أن وعود بايدن تلاشت منذ بواكير توليه للسطلة، حَيثُ كان حجر العثرة أمام مشاريع القرارات الداعية إلى وقف المشاركة في الحرب على اليمن.
ونوّهت الصحيفة إلى أنه ورغمَ الحصار الوحشي المفروض على اليمن؛ فقد قام الجيش اليمني بتطوير قدراته الهجومية بشكلٍ كبير وعزز تقدمه العسكري؛ ما أجبر المملكة على البحث عن مخرج من الأعمال العدائية لحماية المشاريع والبنى الاقتصادية وحفظ ماء الوجه للهزيمة التي لحقت به في اليمن.
وتطرقت صحيفة “لانتي دبلوماتيكو” إلى أن هذه هي الأولوية الداخلية الحالية للرياض، لكن يجب أن نعتبر أن الولايات المتحدة تصر على إبقاء الحرب اليمنية مفتوحة؛ بحيث يمكن استخدامُها كرافعة في استراتيجياتها الإقليمية الأوسع؛ وهذا يشمل استغلالَ العواقب الإنسانية الكارثية للحرب لزيادة الضغط الداخلي على أنصار الله، مشيرةً إلى أنه ومن خلال تمديد الهدنة الحالية إلى أجلٍ غير مسمى، ولكن بشرط استمرار الحصار الاقتصادي لليمن، فَـإنَّ إنهاءَ الحربِ ليس جزءًا من خطط واشنطن.