صفعاتٌ متتالية لعدوٍّ لا يخجل: القرارُ في صنعاء لا طهران.. بقلم/ نوح جلاس
بعد الاتّفاق الإيراني السعوديّ بإعادة تطبيع العلاقات بين الجانبين، وما أسفر عنه هذا الاتّفاق من نسفِ كُـلِّ الذرائع التي روّجتها دولُ العدوان وأدواتُها المحلية الخائنة؛ لتبرير احتلال اليمن، حاولت الأمم المتحدة (وبإيعاز أمريكي) أن تُرْبِكَ المشهدَ، وتشوِّشَ عليه، وتستغلَّ “الاتّفاق الثنائي” لصالح العناوين الزائفة التي تم تسويقُها طيلةَ ثَمَانِي سَنَوَاتٍ، حَيثُ قام المبعوثُ الأممي بزيارة العاصمة الإيرانية طهران، أمس الأول، والترويجُ بأن الزيارة هي لمناقشة المِلف اليمني سلماً وحرباً.
ووسط هذه المحاولة التضليلية المدفوعة لإرباك المشهد واستعادة بعضٍ من الضبابية التي كانت تغطّي على العناوين الزائفة.. وجّهت إيرانُ صفعةً جديدةً ومدوِّيةً بوجه المنظمة الأممية على وجه الخصوص، وبوجه منظومة العدوان والحصار الأمريكي السعوديّ الإماراتي وأذيالها المحليين الخونة بوجه عام، حَيثُ جدّدت الخارجية الإيرانية (على لسان متحدثها ولسان كبير مستشاريها) التأكيدَ على استقلال القرار اليمني في صنعاء عن أية جهة أجنبية.. وقالت خارجية إيران مخاطبةً المبعوث المأجور: (إن القرار في صنعاء وليس في طهران.. وإن الاتّفاق مع السعوديّة كان ثنائياً ويخُصُّ البلدين وجميع بنوده واضحة وتم إعلانُها بالنص ولا توجد أية بنود تحت الطاولة.. وإن دور إيران طيلة الثماني السنوات كان مقتصراً على الدعوة لإنهاء العدوان والحصار وإبقاء اليمنيين بمنأًى عن أية قوة إقليمية أَو دولية)، وهذا هو الذي تقوم به أية دولة محايدة لإنهاء هذا الملف؛ وبهذه التصريحات أفشلت إيران كُـلّ محاولات التشويش والاستغلال القذر.
هذه الصفعة على وجه المبعوث الأممي ومشغليه، دفعتهم لتكرارِ المحاولة التضليلية عبر إحاطة زائفة قدمها المبعوث المأجور، على مائدة مجلس الأمن الدولي، والتي تحولت إلى مزادٍ لتسويق الأجندات الاستعمارية الصهيوأمريكية الغربية.
وفي المقابل، جاءت الصفعةُ الثانيةُ من طهران أَيْـضاً على لسان السفير اليمني لدى إيران… ومن صنعاء الصمود والاستقلال على لسان الساسة الأحرار.. وكان الرد الوطني: أن “محاولات الاستغلال والتشويش مفضوحة مهما احتشد المضللون؛ فقرار السلم والحرب المتعلق بالمِلف اليمني راسخٌ وثابتٌ داخل صنعاء، وهو مرهون بمدى استجابة منظومة العدوان؛ لتلبية الاستحقاقات المشروعة لليمن واليمنيين، وفي مقدمتها السيادة الكاملة والاستقلال التام ومعالجة كُـلّ الأضرار التي خلفتها ثَمَانِي سَنَوَاتٍ من العدوان والحصار، سواء أضرار مادية أَو بشرية أَو اقتصادية أَو غيرها، وأن على العالم أن يتحدَّثَ بواقعية بعيدًا عن اللهث وراء التستر بالزيف؛ ما لم فَـإنَّ صنعاء كفيلة بالتعامل مع الواقع وتوجيه كُـلّ الصفعات اللازمة لإعادة المنطق والعقلانية إلى العالم المتغطرس”.
وأمام كُـلّ هذه الصفعات، بات المشهد واضحًا وبدون أية رتوش.. وتبقّى فقط تخلي قوى الغطرسة عن تعنتها وعنجهيتها واستهتارها.. وأن تتخاطِبَ بالعقل والمنطق والواقعية مع صنعاء المستقلة والحرة والصامدة والقادرة على توجيه “الضربات العلاجية” لرأس المنظومة المتغطرسة لتستعيد ذاكرتها الصحيحة، التي تستطيعُ من خلالها الحديثَ بعقل ورزانة، وتخرج من المستنقع المظلم التي أدخلت نفسها فيه، وبالشروط التي تلبي تطلعات اليمن الحر واليمنيين الأحرار.