فتحُ المطارات والموانئ حقٌّ إنساني يجبُ تنفيذُه..بقلم/ أمين الشريف

 

تماطلُ السعوديّةُ في رفع الحصار الكامل عن الشعب اليمني، وفتح المطارات إلى جميع الوجهات، وفتح الموانئ لاستقبال الحاويات التي تحمل الغذاء والدواء، وهو مطلب إنساني وأَسَاسي لليمنيين، وبالتالي فَـإنَّ أية تهدئة يجب أن ترتبط بتنفيذ هذه المطالب، المماطلة السعوديّة لا مبرّر لها، بل هي زياده في معاناة الشعب اليمني، ولا يمكن توصيف هذه المماطلة إلَّا بأن السعوديّة تتلذذ بتجويع اليمنيين وحصارهم.

إن الحصار الجائر المفروض على الشعب اليمني منذ بداية العدوان قد أَدَّى إلى تفشي الأمراض ونقص الغذاء والدواء، وهو قتل ممنهج، حَيثُ أَدَّى إلى وفات العشرات من المرضى؛ بسَببِ نقص الأدوية وتفشت أمراض أُخرى؛ بسَببِ التجويع، وتضرر الشعب بكامله من هذا الحصار الذي تشنه جارة السوء على الشعب اليمني؛ فهي لم تحترم حق الجوار، ولم تحترم القوانين الإنسانية الدولية، ولم تحترم المعايير الإسلامية في التعامل مع الأعداء، ولم تحترم الأعراف والتقاليد العربية الأصيلة في التعامل مع الخصم، بل قامت بأبشع حصار عرفته البشرية على شعب عربي إسلامي أصيل لم يلحق بها أي أذى حتى يستحقَّ كُـلّ هذه العنجهية والخبث والمكر الذي تمارسه السعوديّة.

وعندما نطالب بفتح المطارات والموانئ ورفع الحصار؛ فهذه مطالب إنسانية لا علاقة لها بالحرب، بل هي استحقاق إنساني فرضه الدين والعادات والتقاليد العربية والإسلامية الحميدة، والأعراف والقوانين الدولية التي تنص على حقوق المجتمع وقت الحرب؛ فما بالك ونحن في تهدئة وحوارات، وكان يجب أن تنفذ تلك المطالب بسلاسة ودون عوائق؛ كوننا في مرحلة تهدئة ووقف للتصعيد، ومن إبداء حسن النية كان يجب أن تسارع السعوديّة في رفع الحصار الجوي والبحري عن اليمن؛ مِن أجل تهيئة الأجواء للدخول في مفاوضات جادة يمكن من خلالها التوصل إلى حَـلّ، بيد أن السعوديّة تبرز خبثها ومكرها وطريقتها الداعشية في التعامل مع الملف الإنساني في اليمن، فلا هي التي فتحت المطارات والموانئ ورفعت الحصار عن اليمن، ولا هي التي واصلت حربها القذرة حتى يفتح الله بيننا وبينها بالحق؛ فإلى متى ستستمر المراوغة السعوديّة؟

القيادةُ اليمنيةُ لطالما تحدثت عن ضرورة البدء برفع الحصار عن المطارات والموانئ؛ كونها مطالِبَ محقة تتعلّقُ بالجانب الإنساني، ولا يجب إدخَالها ضمن المفاوضات السياسية، كما لا علاقة لها بالشق العسكري والأمني من المفاوضات، بل هي مطالب إنسانية تمس حياة الإنسان في اليمن، ويجب النظر لها من منظور إنساني بحت، المفاوضين أَيْـضاً طرحوا الموضوع الإنساني على الطاولة أكثر من مرة وأكّـدوا على أن الملف الإنساني يجب أن يتم حله أولا؛ً كونه ضروريًّا ومفتاحًا للدخول في الجوانب الأُخرى من المفاوضات، لكن مملكة الشر تماطل وتتعمد المماطلة وتعتقد أنها بهذه الطريقة ستحقّق غرضها في تهييج الشارع اليمني من الداخل على حكومة صنعاء، غير مدركة أن الشعب اليمني يعرف حقيقةَ مكرها ويعي أنها السبب في كُـلّ ما يحدث، بل ويزداد حقداً وغيظًا عليها كُـلّ يوم وسينفجر في وجهها ذات يوم حتى ينتزع حقوقه الإنسانية بنفسه.

المراوغةُ السعوديّة لن تستمر؛ فالشعب اليمني لا يمكن أن يستمر في معاناته، وهناك خيارات مطروحة على طاولة صانع القرار في صنعاء أقلها حدة هو إعادة قصف المنشآت العسكرية والنفطية السعوديّة في الداخل السعوديّ حتى إرغام مملكة الشر على رفع الحصار كاملاً عن اليمن؛ وبالتالي فَـإنَّ أيَّ رهان تراهن علية السعوديّة من خلال استمرار فرضها للحصار على مطارات وموانئ اليمن هو رهان خاسر، وعليها أن تسارع في رفع الحصار وفتح المطارات والموانئ اليمنية اليوم قبل غداً؛ لأَنَّها قد لا تحصل على فرصة للتراجع في حال قرّر اليماني اتِّخاذ الإجراءات المناسبة لانتزاع حقوقه الإنسانية بنفسه، وعلى الباغي تدور الدوائر.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com