السيدُ القائد والهدى القرآني الخالد..بقلم/ صفاء السلطان
يطل البدر علينا في كُـلّ مناسبة، وقد لا نعيش أية مناسبة إلا والسيد العلم يسابق الخطى كما هي عادته وعادة أجداده من أعلام الهدى -عليهم السلام-.
وفي آخر جمعة من شهر شعبان كان من عادته -حفظه الله- أن يعيد على مسامعنا خطبة رسول الله -صلوات الله عليه وآله-، والتي خطب بها في آخر جمعة من شهر شعبان، وهذه الخطبة هي ككثير من النصوص النبوية الهامة جِـدًّا، والتي غيبت تماماً عن الأُمَّــة الإسلامية، لما لها من أهميّة كبيرة في إحياء الروحية الإيمانية للاستفادة من الشهر الفضيل.
وهذا ما يحاول السيد القائد تقديمه من خلال ترسيخ هذا النص النبوي العظيم، والذي يرشد ويقدم لمن ألقى السمع وهو بصير، خطة وخارطة للاستغلال الأمثل لشهر رمضان والذي لم يتبق إلا أَيَّـام قلائل ويبدأ شهر الرحمة والغفران.
ابتدأ السيد العلم -يحفظه الله- محاضرته بقراءة النص النبوي الشريف: (أيها الناس إنه قد أظلكم شهر فيه ليلة خير من ألف شهر…).
ثم انتقل إلى تفصيل الخطاب وشرحه وتبسيطه للسامع وتعليم الناس أنه بإمْكَان كُـلّ مؤمن أن يقوم بهذه الأعمال استغلالاً للشهر الفضيل؛ فالأعمال التي أرشدنا لها رسول الله من المستطاع تطبيقها من قبل الجميع وليست بالأمر الصعب، ثم أوجز مبينًا أهميّة ليلة القدر التي يقدر الله فيها أمور عباده، وأوضح أهميّة أن يتهيأ الناس لهذه الليلة طوال الشهر الفضيل؛ لكي يوفقه الله بأن يحظى بالكرامة العظيمة لهذه الليلة؛ كونها ستغير مجرى حياة الإنسان في الدنيا والآخرة، وليس كما يعمله البعض من تكاسل وخمول، ثم إذَا جاءت العشر الأواخر فإذا به يبحث عن هذه الليلة، هذا شيء خاطئ تماماً فمن يبحث عن البركة العظيمة لهذه الليلة فعليه أن يسارع الخطى نحو الله متوجّـهاً بقلبه ومشاعرة هارباً إليه تائباً خجلاً من الله عز وجل شأنه.
أيضاً كان من أهم ما شدّد عليه -حفظه الله- في هذا الخطاب وفي معظم خطاباته ومحاضراته هو القرآن الكريم وأهميته؛ كونه رسالة الله الذي أسكنه الأرض وأحيا به نفوس عباده المؤمنين، وشدّد أَيْـضاً على أهميّة الالتفاف حول القرآن الكريم؛ لأَنَّه نور الله وهو الحق والشفاء لما في الصدور، ولأن له الأولوية الكبرى بتلاوته وتدبر آياته والعمل به في شهر رمضان؛ كون القرآن الكريم نزل في هذا الشهر المبارك.
ولأننا مقبلون على هذا الشهر الفضيل الذي يعتبر دورة تربوية سنوية نتزود منه الكثير من القيم العظيمة كالصبر والإحسان، فالصبر قيمة عظيمة ومثلى نحتاج إليه في حياتنا، نمتلك من خلاله قوة الإرادَة والتحمل، ويساعد الإنسان على أدائه للأعمال العظيمة؛ لذلك كان الجزاء على الصبر هو الجنة.
أيضاً الإحسان والذي لم يدع رسول الله -صلوات الله عليه وآله- أي عذر لمن استمع إليه آنذاك وإلى اليوم؛ فقد تدرج رسول الله بأن يفطر صائماً بمذقة من لبن أَو ماء عذب أَو تميرات.
وأي منا اليوم لا يستطيع أن يجود بهذه الأشياء، بل إن كثيراً من الممارسات الخاطئة واللا مسؤولة من الكثير من البيوت ترمي الكثير من الأكل بما يغني أسرة أَو أكثر من الأسر المستضعفة، وهذا من أهم ما يجب أن نركز عليه وأن نتقي الله فيه، موضوع الإسراف في إعداد الطعام ثم رميه في القمامة، إنه لشيءٍ مؤسف فعلاً ونحن في ظروف كهذه التي يوجد فيها الكثير من الفقراء والمحتاجين ثم نعيش حالة الهدر هذه.
بالعودة إلى خطاب السيد القائد -يحفظه الله- والذي لفت أَيْـضاً إلى عظمة الجهاد والمرابطة في هذا الشهر الفضيل لما له من الأجر العظيم؛ فهذا الشهر هو شهر الجهاد والفتح العظيم؛ فقد جاهد رسول الله -صلوات الله عليه وآله- وافتتح أولى غزواته “غزوة بدر الكبرى” في السابع عشر من شهر رمضان المبارك، كما تحقّق له -عليه السلام- فتح مكة في الثاني من شهر رمضان من السنة الثامنة للهجرة.
كما أكّـد السيد القائد أخيراً على أهميّة استغلال ليالي شهر رمضان بالذكر والدعاء والالتجَاء إلى الله بدلاً من تضييع وهدر الساعات الطويلة على الكثير مما أعده الأعداء من وسائل إضلال.
كما اختتم السيد العلم عبدالملك بدر الدين الحوثي، خطابه بالدعوة إلى التنظيف يبدأ من الخارج بنظافة شوارعنا وبيوتنا والأفنية، وألا نكون كما كان يتصف اليهود من عدم اهتمام بالنظافة، ثم الاتّجاه إلى التنظيف النفسي والوجداني في نفس الإنسان.
شهر عظيم هكذا خيراته وهكذا غنائمه وهذه كنوزه، كيف لنا ونحن من ميزنا الله بالعقل والهداية أن نضيع أيامه ولياليه؟!
ثم كيف لنا بعد هذه التسهيلات الإلهية من ألَّا نكون ممن تشملهم رحمة الله وغفرانه والنجاة من نيرانه!