القائدُ يرسُمُ ملامحَ العام التاسع: قادمون بقوةٍ فتاكة ولا بديلَ عن محدّدات السلام الفعلي
أوضح حقيقةَ موقف العدوّ ورعاته وأكّـد ثبات الموقف الوطني والجاهزية لاستكمال معركة التحرّر
المسيرة | خاص
رسَمَ قائدُ الثورة، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، ملامحَ المرحلة القادمة من الصمود في وجه تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي، بتأكيدات حاسمة على ثبات الموقف الوطني واستحالة القبول بمراوغات الأعداء الهادفة للالتفاف على محدّدات السلام العادل، وبرسائل تحذير وإنذار شديدة اللهجة أكّـدت الاستعداد والجاهزية لخوض عام قتالي جديد بإمْكَانات، وقدرات عسكرية متطورة، وبعيدة المدى وواسعة التأثير، وببنك أهداف استراتيجي، في حال أصرت دول العدوان على التعنت.
محدّداتُ السلام ثابتةٌ ولا بديلَ عنها:
في خطابِه التاريخي بمناسبة اليوم الوطني للصمود (الذكرى الثامنة للعدوان على اليمن)، طرح القائدُ عدةَ نقاط أوضحت الصورةَ أمام تحالف العدوان وأمام الشعب اليمني بشكل كامل، وخُصُوصاً فيما يتعلق بالمرحلة الراهنة ومستقبل المواجهة.
من تلك النقاط، التأكيد على أن الرُّعاة الدوليين للعدوان وعلى رأسهم الولايات المتحدة وبريطانيا والكيان الصهيوني، لا زلوا مُستمرّين بدفع السعوديّة والإمارات نحو الاستمرار بالعدوان والحصار والاحتلال، برغم إدراك الرياض وأبو ظبي تورطهما وغرقهما في مستنقع اليمن، وبرغم المخاطر الأمنية والاقتصادية التي تترتب على الاستمرار بالتورط، وهي رسالة واضحة تؤكّـد إدراك القيادة الوطنية لحقيقة مواقف الأعداء واستحالة الانخداع بأية شعارات أَو دعايات أُخرى.
وفي هذا السياق أَيْـضاً، أوضح قائد الثورة أن محاولات تحالف العدوان للبحث عن “تكتيكات بديلة” ستبوء بالفشل، حَيثُ أكّـد أن “الاستمرار في الحرب والحصار والبقاء في حالة ما بين السلم والحرب وإثارة الفتن في الداخل وحرمان الشعب اليمني من حقه في الثروات الوطنية، هي تكتيكات غير مقبولة”.
ولتوضيح الصورةِ أكثرَ حول عواقب هذا المسار وتداعياته، وجّه قائد الثورة رسالة تحذيرٍ مقتضبةً ومباشرةً، مفادها أن هذه التكتيكات تمثل حالة حرب “وسيتم التعامل معها كحالة حرب”.
وتعزيزاً لهذه الرسالة وجه القائد النصح مجدّدًا للسعوديّة والإمارات بعدم الاستمرار في العدوان والحصار لمصلحة أمريكا، و”التعامل بجدية في الحوارات”، في إشارةٍ واضحة إلى أن المماطلة ومحاولة استغلال المفاوضات كغطاء ستكون لها عواقب وخيمة.
وبعد هذا التوضيح أعاد قائد الثورة تذكير دول العدوان بالطريق الوحيد للسلام الفعلي وبمحدّداته الثابتة المتمثلة بـ: “إنهاء العدوان والحصار والاحتلال وإعادة الإعمار وتعويض الأضرار وإتمام تبادل الأسرى” مؤكّـداً أنه “لا يوجد حل” غير ذلك.
وتجدد هذه التأكيدات والرسائل إغلاق الباب أمام أية مسارات بديلة يحاول تحالف العدوان أن يسلكها للتهرب من متطلبات السلام ولكسب الوقت، كما تذكر دول العدوان بأن كُـلّ مساعيها للتشويش على الموقف الوطني خلال الفترة الماضية فشلت بالكامل، وأن مخاطر استمرار التعنت لا زالت قائمة ولا سبيل لتجنبها إلا بالمحدّدات المعلنة.
قادمون في العام التاسع:
بعد توضيح طبيعة الوضع ومتطلباته، وجه قائد الثورة رسالته السنوية، التي عادةً ما تكون الأبرز في خطاب المناسبة، وهي الرسالة المتعلقة بملامح المرحلة القادمة، وخُصُوصاً على المستوى القتالي.
وجاء في هذه الرسالة: “قادمون في العام التاسع بجيشٍ مؤمن منظم اكتسب الخبرة من تجربة ثَمَانِي سَنَوَاتٍ مجسداً انتماءه الوطني والإيماني، ومنتقلاً من تكتيك الدفاع إلى الهجوم، وبترسانةٍ صاروخية فتَّاكة بعيدة المدى، دقيقة الإصابة، قوية التدمير، تطال كُـلّ منشآت الأعداء التي يعتمدون عليها، وبطيران مسيَّر يتجاوز كُـلّ الدفاعات الجوية، وبقدرات بحرية تطال كُـلّ هدف في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي وكافة الجُزُر”.
وتضع هذه الرسالة دول العدوان ورعاتها أمام حقيقة فشل كُـلّ محاولاتهم لتقييد خيارات المواجهة أَو تقليص تأثيرها، بل تؤكّـد لهم أن المسار التصاعدي لهذه الخيارات لن يتوقف.
وتحملُ إشارةُ قائد الثورة إلى منشآت العدوّ والأهداف في البحر والجزر، تنبيهاً مهمّاً وواضحًا يؤكّـد أن بنكَ الأهداف الاستراتيجية للقوات المسلحة لا يزال يتسع، وأن صنعاء جاهزة بالكامل لخوض مرحلة جديدة من المواجهة بخيارات وخطط نوعية مدروسة على مسارات الردع وتحرير الأرض والدفاع عن السيادة.
وخلال السنوات الماضية، جسّدت القوات المسلحة ما ورد في رسائل خطاب القائد في مناسبة يوم الصمود الوطني، بعمليات نوعية مزلزلة كشفت خطأ كُـلّ حسابات المراوغة التي يعتمد عليها تحالف العدوان ورعاته، وهو ما يضعهم أمام ضرورة استيعاب رسالة العام الجديد لتجنب تكرار الخطأ المكلف.