اليومُ الوطني للصمود والتمكين..بقلم/ فضل فارس
السادس والعشرون من مارس، ذكرى ثمانية أعوام من الصمود والحرية، من الجهاد والمقاومة والرفض للوصاية والهيمنة والقبول بالمحتلّ.
السادس والعشرون من مارس، ذكرى التحرّر والوقوف على الأقدام في مواجهة التحديات والمخاطر، ذكرى التطورات والنقلات الكبيرة، على الصعيد الميداني والعسكري.
فمن واقع الاستضعاف والدفاع، إلى واقع الردع والرد القاسي على الأعداء، ومن: “تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ” إلى: “وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ”، ومن قلائل مستضعفين في الأرض، إلى جيوش عاتية، وتشكيلات رسمية متنوعة، وإلى دولة قوية مستقلة في قرارها السياسي والعسكري.
ومن أجواء مخترقة ومفتحة الأبواب، وبحار قابعة في ظل الوصاية، وعرضة للقرصنة والسلب، إلى أجواء مؤصدة الأبواب إلا على الأصدقاء، عبر رصد دقيق بمجسمات ودفاعات جوية ليزرية متخصصة أذهلت الأعداء، وببحرية ودفاع ساحلي قوي ورادع مزود بقوة متطورة ومتمكّنة أعادت الخصوم إلى حجمهم الطبيعي.
إن ذكرى السادس والعشرين من مارس هي ذكرى للصمود والحرية والتقدم الكبير في شتى المجالات، وكلّ ذلك راجع بعد عناية الله ورعايته إلى تضحيات ودماء الشهداء، التي أثمرت عزاً، ونصراً وقوةً، فضلاً عن صبر وتكاتف وتعاون جميع أبناء الوطن الشرفاء، التي تحطمت أمام صمودهم كُـلّ دسائس الأعداء ومؤامراتهم، فساهموا بشكلٍ أَو بآخر في صنع النصر، والنهضة والاستقلال والحرية لشعبنا المعطاء، وهي سنن الله لمن يشاء بالتمكين في أرضه، فالله أراد لأمة القرآن أن تكون أُمَّـة ظاهرة على الأمم الأُخرى بما اختصها من مسؤولية، وفضل عليها بقوله تعالى: “كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّـة أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْـمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْـمُنْكَر”.
وعليه فَـإنَّ مهمة المؤمنين كبيرة بقدر ما اختصهم الله وَمكنهم في أرضه، ويجب أن ترقى إلى أن يعملوا على تطهير الأرض من دنس المعتدين، وأن يجعلوا الأرض عامرة، بالهدى والعبادة لله وحده.
وعلى العدوّ أن يراجع حساباته، قبل فوات الأوان فما بعد الثماني ليس كما قبلها، وأعتقد أن رسائل المناورة الأخيرة للجيش اليمني وصلت وبقوة.
ومن باب التذكير نكرّر بأن من يرغب بالسلام فنحن أهله، ومن أرادها حرباً فهاك ما تريد، حرب لم يسبق لها في واقع المنطقة مثيل، “وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَسَيَعْلَـمُ الَّذِينَ ظَلَـمُوا أي مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ”.