تاريخٌ لم ولن يُنسى..بقلم/ إبتهال محمد أبوطالب

 

للمواقف آثار تُعرف بأصحابها، وللعزة عنوان تتبرمج بإرادَة أولي العزة والإباء، وللذكريات نواقيس تدق في عالم من ينساها.

من هذا المنطلق وجدنا الصمود الأُسطوري لشعب الحكمة والإيمان، فبرغم القصف والحصار، والتشريد والدمار من قبل تحالف العدوان على مدار ثَمَانِي سَنَوَاتٍ، برغم كُـلّ ذلك لم نجد إلا شموخًا وعنفوانًا ووعيًا وصبرًا وثباتًا من مجاهدي اليمن بشهادة التاريخ والأزمان.

باتّفاق ذوي الخبرة العسكرية؛ فَـإنَّ صمود الشعب اليمني قلَّ نظيره وندرَ مثيله، صمودًا رافقه تخطيطاتٌ استراتيجية وخطط إيمانية تغلبت على تحالف ظن أنه المنتصر الوحيد، واكتشف في النهاية أنه المنحط والمنهزم الذليل.

لقد ارتكب التحالف الأحمق أنواع الجرائم بحق اليمن واستخدم أنواع الأسلحة المحرمة دوليًّا، فقابل المؤمن اليمني كُـلّ ذلك بدفاع وردع وتحدٍ.

إن تاريخ ٢٦ مارس ٢٠١٦م تاريخ لم ولن يُنسى؛ لأَنَّه تاريخٌ يمثِّلُ شهادةً بالنصر المؤزر والتأييد المحقّق لليمن المظلوم الأبي الشامخ بشموخ قضيته المُحقة ومبدئه الأصيل.

تساقطت أنواع صواريخ تحالف العدوان على مدار ٨ سنوات، وحامت أحدث الطائرات على سماء اليمن، فما سقوط تلك الصواريخ إلا دلالة على سقوط أنظمته، وما تحويم طائراته إلا دلالة على تحويم الهزائم المترصدة به.

لن ننسى ذلك الاستهداف ولن ننسى ما قاله معلنو الشر منهم-العسيري- وكلامه اللا واقعي وتحذيراته الوهمية الفاشلة، وقراراته المزيفة، ومنهم الجبير وزير الخارجية السعوديّ الذي أعلن عاصفة الحزم الخيالية التي ضحك منها التراب وحصواته والهواء ونسماته.

فعن أية عاصفة يتحدثون وهم المنهزمون في شتى المواقع؟ وعن أي حزم يدعون وهم من حزمتهم أمريكا انقياداً لأوامرها وامتثالًا لتوجيهاتها.

لقد غير المجاهد اليمني المعادلة وَحقّق النصر باعتماده على من بيده مقاليد السماوات والأرض، بصبره وتوكله على مدبر الأمور وناصر المظلومين، ورد على هجمات التحالف ودافع عن الدين والقيم والأرض والعرض، فلم يقبل بالذل أبدًا.

فأولو الوعي والإيمان شاهدوا مشاهدةَ عيانٍ الخسائر المتكرّرة والتخبط الشيطاني والأدوار التمثيلية لتحالف العدوان.

ووفقًا لإحصائية المسيرة فَـإنَّ الحصيلة التي استهدفها تحالف العدوان قرابة خمسين ألفًا ما بين شهيد وجريح.

أيظن تحالف العدوان أنه حقّق نجاحًا؟! لا وألف لا، فوراء كُـلّ شهيد وجريح وأسير مجتمع ثائر لكل قطرة دم سُفكت ولكل جريح تألم ولكل طفل يُتم، ولكل أسرة شُردت.

إن تدمير تحالف العدوان للبنى التحتية في يمن الحكمة والإيمان سيظل وصمة عار في تاريخ الزمن، سيدرس للأجيال كنموذجٍ إجرامي يُحَذر منه.

إن النظام السعوديّ متورط –بلا شك- بحربه على اليمن وسيذوق ويلات هذا التورط ندمًا وهزيمةً، فاليمن مقبرة الغزاة.

سنحتفل جيلًا بعد جيل في كُـلّ عام بذكرى صمودنا، وثباتنا، وعدم خضوعنا للعدو، وسنعلنها بأن كُـلّ من نوى أَو عزم لاحتلال اليمن نهايته إلى زوال وانهزام.

كُلُّ التحايا لشعبنا العظيم في مختلف مواقعه الجهادية؛ لصبره وصموده وانتصاره عسكريًّا وأخلاقيًا.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com