ثمانيةُ أعوام من الصمود في وجه عدوان المستكبرين..بقلم/ علي عبد الرحمن الموشكي
في بداية العام التاسع وَنهاية العام الثامن من الصمود في وجه العدوان الأمريكي الإسرائيلي على بلادنا، هذا العدوان الذي أعلن من واشنطن وباللغة الإنجليزية؛ وذلكَ بسَببِ أن اليمن أصبح قراره مستقلًّا ولا يوجد وصاية خارجية عليه، بعد أن كان القرار الأمريكي هو السائد في اليمن عبر عملائها الذين كانوا يتربعون على سيادة اليمن ويخدمون مصالح أمريكا وإسرائيل.
هذه المظلومية التي نعيشها طوال ثمانية أعوام من الصمود في وجه العدوان لم يسبق لأية دولة في العالم أن حصلت لها هذه المظلومية والعدوان الجائر والمجازر الجماعية التي راح ضحيتها مئات الآلاف من الضحايا المدنيين بمختلف فئاتهم، استهدفوا الأسواق العامة وبيوت المدنيين والمساجد والطرقات العامة، التي كانت تكتظ بالمدنيين رغم كُـلّ هذا ولم يكتفوا بهذه المجازر الجماعية وبالأسلحة المحرمة دوليًّا؛ فقد عملوا على منع الدواء والغذاء من خلال حصارهم الجائر براً وبحراً وجواً، وزحوف عسكرية لم يسبق لها نظير، ولكن الله مع الصادقين مع المؤمنين مع الذين لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون، متوكلين على الله بصبرنا، وصمودنا في وجه العدوان الأمريكي الإسرائيلي السعوديّ الإماراتي على بلدنا..
هذا التكالب العالمي أمام مرأى ومسمع دول العالم العربي الأفريقي والأوروبي والأسيوي والأمريكي، لم يحرك أنين وآهات وصرخ وجروح وجوع ومرض الشعب اليمني أي ضمير إنساني عالمي، قوبلت كُـلّ هذه المجازر والحصار بصمت أممي لم يسبق لأية دولة في العالم، وَلم يحصل مثل هذا العدوان والمجازر الجماعية لأية دولة في العالم.
لا زال هذا الاستهتار متواصل ومُستمرّ رغم كُـلّ ما حصل من عدوان، بتواطؤ عالمي ودولي واستكبار أممي، لم تجد كُـلّ الحوارات والتفاوضات رغم الوفود، رغم الزيارات الأممية للشعب اليمني ورصد كُـلّ معاناته في كُـلّ المجالات وتفاقم الأزمة وازدياد شدة وطأة الأوضاع وحدتها بفعل الحصار وغارات العدوان التي عاثت في الأرض فساداً، ودمّـرت وقتلت وأهلكت الحرث والنسل، آهاتنا لا تسمع أوجاعنا وجروحنا لا تسمع ولا تتضمد، حصار جائر، والله لو استطاعوا حبس الهواء لفعلوا ذلك ولكن الهواء بيد الله.
لن يستجيبوا ولن يلتفتوا لمعاناة وآهات وصراخ ووجع الشعب اليمني، إلَّا بالرد القاسي والموجع لهم من خلال استهداف المنشآت الحيوية النفطية والتجارية والصناعية وتجريعهم كؤوس الذل والهوان، إن الباطل أوهن من بيوت العنكبوت وكلما ازدادوا ظلماً أصبحوا أوهن وأوهن وأكثر ضعفاً.. وأكثر قربة إلى الزوال.. هم لا يجديهم لغة الحوار ولا يحرك ضمائرهم حدة المعاناة.. ونطالب شعوب العالم العالمي والدولي، بالنظر بعين الإنسانية إلى معاناة الشعب اليمني المظلوم ويكون هنالك تحريك لضمير شعوب المنطقة العربية والعالمية، إن كان هنالك إنسانية، إن كان هنالك ذرة من ضميرٍ لديهم ونطالب الجهات المعنية في إيصال مظلومية الشعب اليمني للأُمَّـة والعالم.
إن جماهير شعبنا اليمني خرجوا، الأحد، بتاريخ 26 – مارس – 2023م، في كُـلّ المحافظات بمسيرات مليونية، منتصرين معلنين وفاءَهم للشهداء والجرحى والأسرى والمفقودين، بأننا على الدرب سائرون وعلى النهج ماضون ولن نتهاون أَو نتخاذل أَو نخضع، وقادمون في العام التاسع بجيشٍ متمسكٍ بالله وبرسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله-، ومتولٍّ للإمام علي بن أبي طالب -عليه السلام-، وأعلام آل البيت -عليهم السلام-، ولن نستكين ولن نفقد صبرنا، وخياراتنا الاستراتيجية، وستكون عاقبة استكبار دول العدوان وخيمة وكبيرة وسينالون الذل وأننا بالله أقوى، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون.